أزمة النفط السوري .. متى الحل ؟

نداء حرب | إعلامية سورية .

كفيلٌ طول طوابير السيارات على محطات الوقود في الانتظار لملء خزاناتها الفارغة، للدلالة على حجم أزمة المحروقات لدى السوريين كجزء أساسي من أزمات بلادهم، هي مسافة تطاول عمرَ أزمةٍ مُعنوِنةً بالكثير من الأسباب والأحداث، حوّلت سورية من بلد قادر على تصدير فائض النفط، إلى بلد يعاني ازمة مشتقات نفطية بسبب استيلاء القوات الأمريكية على العديد من حقول النفط في سوريا، علاوة على الحصار الاقتصادي الذي يمنع البلاد من استيراد المشتقات النفطية.

كل ما في البلاد مرتبط بالوقود، من أسعار السلع والمواد الأولية وغيرها إلى إمكانية توافرها التي تعتمد على قدرة التجار على نقلها للأسواق، حيث يرى المحللون الاقتصاديون بأن أحد أهم الحلول لدى الحكومة السورية هو الالتزام بالاتفاقيات النفطية التي وقعتها مع الحكومة الروسية، التي بدورها ستساهم بفتح آبار نفطية جديدة ودعم مصافي التكرير بتوفير الاحتياجات اللازمة لصيانتها، كما أن تنقيب الشركات الروسية عن النفط سيحقق قفزة باقتصاد البلاد وحتى إن لم تكن في المدى القريب.

الجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من حقول النفط شرقي سوريا وشمالها الشرقي تسيطر عليها بشكل أساسي القوات الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية، حيث أشارت العديد من التقارير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تستغل النفط السوري وتقوم ببيعه بتغطية من الأكراد، الأمر الذي يؤكده اتفاق شركة النفط الأمريكية “دلتا كريسنت إنيرجي” والإدارة الذاتية الكردية، حيث يتيح الاتفاق لقوات سوريا الديمقراطية الابتعاد عن مجموعة واسعة من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على الحكومة السورية. كما أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قال في 2019 عندما عَدَل عن قراره سحب جميع القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، إنّه سيبقي على بضع مئات من العسكريين “حيث هناك نفط”.

أكّد العديد من المحللين الاقتصاديين أن الحكومة السورية يجب أن تكثف جهودها لاستعادة السيطرة على الحقول النفطية التي تسيطر عليها الجماعات الكردية وأمريكا، وبأن للحكومة السورية الحق بالتصرف في الثروات السورية، كما أنهم شدّدوا على الاستمرار في تعزيز الشراكة مع الشركات النفطية الروسية كونها الضامن الوحيد لإخراج البلاد من أزمة قطاع النفط.

سنوات الأزمة ألقت بظلالها على الشعب السوري، فلم تكتف الولايات المتحدة الأمريكية بتطبيق حصار اقتصادي يستهدف قوت المواطن بشكل مباشر، بل وتسرق مقدرات بلاده بذرائع واهية، مستمرين بسياستهم العدوانية ومستغلين شغف الأكراد بالحكم الذاتي لتحقيق مصالحهم الخاصة.

الآراء الواردة في هذه المقالة هي على مسؤولية كاتبها .

Exit mobile version