حسين المير | كاتب سوري
السؤال البديهي بعد عودة العمليات الإرهابية : من المستفيد ؟
بعد فترة من توقف العمليات الإرهابية والإجرامية والهجمات التي كان تقوم بتنفيذها مجموعات إرهابية مدعومة من بعض الدول والأنظمة وكانت تستهدف الشعب العراقي الذي عانى الكثير من هذه الهجمات وسقط آلاف الشهداء والجرحى بسب ، وكانت تهدف لإبقاء الساحة العراقية ساحة متوترة وغير مستقرة حيث كان هدفهم من هذه العمليات والهجمات زيادة الضغط على الدولة العراقية لإنتزاع التنازلات منها لخدمة مشاريع دول وتحالفات في المنطقة .
اليوم شاهدنا عودة للإجرام والإرهاب وعودة للنمط القديم من العمليات السابقة التي كان حاملي الفكر الداعشي التكفيري ينفذونها في المنطقة .
هذا الفكر المدعوم من الأنظمة المتعاملة مع رأس الأرهاب وام الأرهاب ولايات الشر الأمريكية ، فقيام إرهابيين أثنين بعملية انتحارية إستهدفا فيها الأبرياء من شعب العراق بساحة الطيران في العاصمة العراقية بغداد
. وبحسب المعلومات فإن أحد المنفذين الإرهابيين يحمل الجنسية السعودية .
في التحليل : على ما يبدو أن الضغوطات السياسية الكبيرة التي مارستها الإدارة الأمريكية متمثلة بالسفير الأمريكي في العراق ماتيو تولد وبعض الأطراف العربية كالسعودية والإمارات بهدف الحصول على موافقة بعض السياسيين العراقيين ومنهم من في الحكومة العراقية الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي على السير في ركب التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني .
هذا المشروع الذي يشرف عليه الأمريكي مباشرة ويوكل مهام تنفيذه للسعودية بقيادة بن سلمان والإمارات العربية المتحدة .
إلا أن العراق وحتى اللحظة بالرغم من تعاطف بعض السياسيين المستفيدين من الدعم الأمريكي لهم والسائرين بهذا المشروع لم يقدروا على تنفيذ هذه المطالب بسبب اصطدامهم بمواجهة قوى محور المقاومة الرافض للمشروع التطبيعي الإنبطاحي والإنهزامي والإصرار على مقاومته وإفشاله في العراق .كما في سائر ساحات المواجهة .
على ما يبدو أن الأمريكان وصلتهم رسالة الرفض والرسالة الأقوى المتمثلة بالمطالبة الشعبية لخروج قوات الإحتلال الأمريكي من العراق وباقي القوات الأجنبية وبناء عليه فعّلوا من جديد جماعاتهم الإرهابية .
والسؤال الآن : هل انتقل محور الشر الأمريكي في هذه المرحلة الجديدة والتي بدأت ملامحها اليوم بالتفجير الإرهابي في بغداد من سياسة الضغط بالعقوبات والتهديد إلى سياسة التصعيد على الأرض والعودة الى ارسال رسائل الدم ؟ لوضع العراقيين من جديد امام خيارين : إما الموافقة على المطالب الأمريكية وإما زيادة العقوبات والحصار وعودة التصعيد والفوضى والتفجيرات إلى الساحة العراقية . سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى ليس سهلاً وسيولد نقمة ً شعبية كبيرة ، وسنرى مطالبات متزايدة لمواجهة المحتل الأمريكي وإخراجه من المنطقة .
سياسة بايدن الرئيس الأمريكي الجديد لن تكون مغايرة عن سياسة سلفه ترامب بخصوص العراق كون السياسة الأمريكية في العراق مبنية على سياسة المراوغة وعدم الخروج من العراق ليصب كل ذلك في مصلحة الكيان الصهيوني الذي لا يريد مغادرة القوات الأمريكية من المنطقة كون هذه القوات تؤمن الحماية و الدعم للكيان الصهيوني ومصالحه .
والظاهر أن العراق ودول الجوار المقاوِمة للمشروع الصهيو أمريكي ستبقى في حالة عدم استقرار يعمل عليها الأمريكي لإبقاء شعوب المحور بحالة حصار وضائقة إقتصادية تنهك الشعوب بهدف إرغامها على التنازلات وإعطاء التحالف الأمريكي ما يريد من أهداف في المنطقة .
وبين الضغوط الأميركية وخيار الشعب العراقي بالصمود ستتجه الأمور اكثر نحو اشكال مختلفة من المواجهة ستكون نتائجها لمصلحة الشعب العراقي لا محال ، فهذا هو منطق التاريخ الذي يشير الى انتصار الشعوب وتحررها بمواجهة الإستكبار والهمجية دوماً