كتاب الموقع

كتبت ليندا حمّورة | السعادة قرار

ليندا حمّورة | كاتبة وباحثة لبنانية

من أهم الأهداف التي يسعى إليها الإنسان في حياته هي السعادة، وعلى الرّغم من أنّ أكثر البشر يعتبرون أن السعادة صعبة المنال إلا أنها في الواقع قرار يمكن لكل منا اتخاذه، ونمط حياتي يمكننا السعي للوصول إليه، فهذه الحالة المرجوّة التي يسعى إليها الإنسان منذ طفولته تمثل شعوراً عميقاً بالرضا والتصالح النفسي وتنثر السرور في حنايا أرواحنا، وتصبح الحياة أكثر إيجابية وإشراقاً، لذلك علينا اتخاذ سلسلة من الخطوات لتحقيق
سعادتنا المرجوة .
الإيجابية :
من أهم القرارات التي علينا اتخاذها لتحقيق سعادتنا، هو الإبتعاد عن السلبيات، وعن الأشخاص الذين يعيشون تشاؤمًا مزمناً ولا يريدون تغيير أفكارهم، كما علينا النظر إلى الجوانب المشرقة وذلك يساعدنا على تحسين مزاجنا ويخلصنا من التوتر والقلق .
السعادة قرار :
من الصعب أن ننظر دائماً إلى السعادة وكأنها طائر سيحمل لنا على جناحيه خارطة الفرح، والأصعب حين نقارن أنفسنا بالآخرين ونسعى خلف حرب المنافسة التي ينتج عنها الشعور بالعجز وعدم الرضا بالنفس، لذلك علينا أن نقرر ونصمّم ونستعدّ لنكون سعداء رغماً عن الظروف ودون الالتفات إلى الآخرين، وأن نركّز على أهدافنا وأمنياتنا وقناعتنا بأننا الأفضل.
علاقة الصحة بالسعادة :
إن الحفاظ على نمط صحي يساعدنا في إسعاد أنفسنا، وذلك عبر ممارسة نشاطات رياضية بشكل يومي، واتباع نظام غذائي صحي بعيد عن المأكولات المصنعة والوجبات الجاهزة التي تشعرنا بتخمة تعكّر صفو سعادتنا .
الأهداف والطموحات :
لا نستطيع إنجاز أي شيء دون هدف معين نضعه ونسعى للوصول إليه، لذا علينا أن نضع أهدافاً وطموحات ونعمل على تحقيقها،فالنجاح هو عامل أساسي للسعادة لأنه يعزز ثقتنا بأنفسنا ويعطينا شعوراً عميقاً بالرضا، فطريق النجاح مفتوح أمامنا وما علينا إلا السير قدماً دون التوقف مهما تعثّرت خطواتنا .
أثر العلاقات الإجتماعية :
مما لا شك فيه أن هناك أشخاصًا يجيدون مفاهيم السعادة ويعيشون بإيجابية مطعّمة بالأمل، هؤلاء هم غذاء للروح وإكسير للفرح علينا مرافقتهم وعدم الابتعاد عنهم لأنهم قدوة للتفاؤل والتطلّع نحو المستقبل، كما علينا الابتعاد عن كل السلبيين الذين يعيقون سُبُل السعادة .

كثيرة هي الخطوات التي تساعدنا على تحقيق السعادة، ولكن علينا الإدراك بأن الخطوة الأهم هي اتخاذ القرار الحاسم باسعاد أنفسنا، فلن تأتينا السعادة على طبق من فضة ما لم نكن متفائلين وإيجابيين وأصحاب أهداف وطموحات . كل ما في هذا العالم جميل والأجمل حين تكون نظرتنا للأشياء إيجابية، من يحبنا بصدق يمنحنا جرعات قوية من التفاؤل تجعل أيامنا ملوّنة وزاهية بألوان الفرح ومعطّرة بشذا المودة والمشاعر الدافئة .
السعادة هي رحلة وليست وجهة، قد نتعثّر بالكثير من التحديات والحفر ولكن ثقتنا وإيماننا بالوصول هو سر استمراريتنا لتحقيق أهدافنا ونيل سعادتنا المرجوة، علينا بالسعي نحو التوازن بين الجوانب المختلفة للحياة، والبحث عن كل ما يمكنه نثر بذور السعادة في داخلنا لنزيد من قيمتنا الحياتية . قد تكون السعادة هدفًا نبحث عنه طوال حياتنا، ولكن مع الاهتمام بالجوانب الإيجابية وتحقيق التوازن، يمكننا أن نجعل السعادة ملازمة لنا في الطريق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى