كتاب الموقع

غسان جواد في رثاء المناضل الفلسطيني اللبناني الراحل احمد عدوان

أول الحب انك ولدت فلسطينيا، واول الظلم أيضا..
أول الفداء يا احمد
يا صديقي الحبيب
ارثيك أم ارثي أيامنا واحلامنا وضحكاتنا معا.. هل ابكيك وانت تقدم على الموت كما على الحياة ثابتا وفيا صافيا مقداما أم ابكي على جيل وامة كنت في طليعة مناضليها مقاتلا ثم معتقلا عند العدو ثم مقاتلا ثم معتقلا عند أعداء الداخل ثم مقاتلا وفدائيا في سلوكك ومواقفك وصداقتك واخلاقك ونبلك وصفائك..
ما أنقاك وما اصلبك يا احمد..
عندما رأيتك يوم السبت الماضي عرفت انها ستكون آخر مرة أراك فيها.. اطلت النظر في عينيك، رأيت فيهما حزني وحزنك، أعرف إنك لم تكن تحب أن تراني حزينا، لكنك انت يا احمد.. فكيف أراك ممددا فوق كل هذا التعب والوجع والمرض ولا احزن..
تمالكت نفسي قليلا وكانت كل دموع العالم تنهمر في قلبي حزنا وغضبا وتسليما وضعفا
أول الظلم ان تولد فلسطينيا وكم ظلمتك الحياة وكم ظلمتها وعندما تصالحتما معا صرت خلاصة حب وانسانية وصفاء وحكمة وشجاعة وايثار واحلام
اول الحب فلسطين.. فلسطيننا يا احمد حيث البنادق تعانق الزنابق والجليل يصافح جبل عامل .. والهواء الذي كنا نتنفسه على حدودها في عيتا ومارون والعديسة وكفركلا يضيف إلى أحلامنا مزيدا من الاحلام والى موقفنا مزيدا من الثبات والمعنى.
ولدت فلسطينيا من رحم لبناني عاملي وترحل اليوم فلسطينيا يحتضنك تراب الجنوب.. هذه ليست صدفة أو قرابة يا أبا محمد إنها حقيقتنا يا صديقي إنها هويتنا
سلم لي على مختار والشيخ فضل .. الله معك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى