كتاب الموقع

سر توقيت الصواريخ الإسرائيلية مع هبوط الطائرة الروسية..

هلال عون| كاتب وباحث سوري

يتساءل الكثيرون من السوريين الوطنيين الشرفاء بنيّة طيّبة حسنة عن الموقف الروسي من الهجمات «الاسرائيلية» المتكررة على سورية .
وربما وصل الأمر عند الكثيرين منهم إلى قناعة بأن روسيا متآمرة مع العدو «الاسرائيلي»، وأن الاعتداءات
ضد سورية ، تتم بالتنسيق مع روسيا.
يسعى الضخُّ الإعلامي الهائلُ والمدروس والموجَّهُ من قبل أعداء سورية لترسيخ هذا الرأي في أذهان المواطنين السوريين المؤيدين لقيادتهم ودولتهم بهدف خلق حالة شعبية سورية معادية لروسيا ، وبالتالي للتشكيك بمصداقية وبصوابية موقف القيادة السورية ، أو للإيحاء بأنها مسلوبة الإرادة والقرار .
وهذا هدف واضح ، ويأتي ضمن الخطة الإعلامية الاستراتيجية لأعداء سورية .
فبعد فشلهم في إسقاطها عبر المعارك الميدانية خلال أحد عشر عاما من الحرب ، و بعد فشلهم في تركيع الشعب والقيادة ، كانت الخطة هي الحصار والتجويع المترافقَين برفع وتيرة الضخ الإعلامي للتشكليك بالأصدقاء والحلفاء لإظهار الدولة السورية كدولة فاشلة معزولة حتى عن حلفائها وأصدقائها.

المحزن في الأمر أن خطة أمريكا وبقية أعدائنا باتت تنطلي على بعض الكتّاب والصحفيين المؤيدين للدولة السورية ، لدرجة أن بعضهم اعتبر أن هبوط الطائرة الروسية في قاعدة حميميم العسكرية الروسية لحظة إطلاق الصواريخ الاسرائيلية على سورية هو أمر تم بالتنسيق بين الروس والإسرائيليين !! .
والحقيقة هي أن إطلاق الصواريخ الإسرائيلية على ميناء اللاذقية لحظة هبوط الطائرة الروسية هو أمر مدروس ومخطط له ، و تم بالتنسيق بين أمريكا و «اسرائيل» بهدف إحراج سورية وارباكها ووضعها أمام خيارين ، احلاهما مرٌّ .
الأول : تحقيق رغبة أمريكا والكيان بقيام سورية بإطلاق صواريخ لمواجهة الصواريخ «الاسرائيلية» ، وبالتالي إسقاط الطائرة الروسية ،( وهو هدف ثمين تم إفشاله) .
الثاني : هو عدم الرد من قبل سورية واحراجها امام شعبها ، وتحميل الروس المسؤولية عن عدم ردنا .
كل ذلك يحصل بالتوازي مع الضغط على روسيا في اوكرانيا ، والهادف إلى تمدد الحلف الأطلسي ونشره صواريخ على حدودها مباشرة داخل اوكرانيا .
وكذلك بالتوازي مع عودة مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني.

أعتقد أن على إعلامنا الرسمي أن يشرح ويوضح حقيقة ما يحصل كي لا يترك الشعب ينساق وراء تضليل الإعلام المعادي ، ولا عرضة لمدّعي الوطنية والحرص على سورية .

“القضية وما فيها هي اتفاق امريكي اسرائيلي للاساءة لروسيا ولتحريض السوريين ضد صديقهم الوحيد روسيا”.

بلدنا نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى