تقارير

ملف معلومات | جرائم النازية الأوكرانية .. قتل وتعذيب على الهوية واستخدام الأطفال “دروعا بشرية”

عندما بدأت روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أواخر فبراير/ شباط الماضي، كانت على دراية تامة بكتيب الإرشادات الغربي المتبع لإعادة رسم الحقائق في أذهان المجتمع الدولي.
ولعل ذلك ما كان سببا في انتهاج موسكو سياسة المكاشفة والإفصاح عن المعلومات الميدانية والاستخبارية، لا سيما تلك التي ترتبط بخطط كييف وأعوانها لترتيب عمليات استفزازية أو أحداث مفبركة تفتقر إلى أدنى معايير المنطقية، لإثارة العالم ضد روسيا؛ والأهم من ذلك، استجداء الغرب.
على أي حال، في الوقت الذي واصلت فيه الأجهزة الغربية ادعاءاتها المرسلة، استقبلت روسيا نحو مليون لاجئ فروا من مناطق النزاع في دونباس والمدن الخاضعة لسيطرة كييف، وأشرفت قواتها على إجلاء آمن لعشرات آلاف المدنيين.
ناهيك عن تقديم المساعدات الإنسانية للسكان في المدن التي سيطرت عليها القوات الروسية وضمان سلامتهم وأمنهم، ولعل أبرز مثال على ذلك، هو محطة الطاقة النووية تشيرنوبيل التي تبادل الموظفون الأوكرانيون العمل فيها بكل سلاسة وانتظام بعد سيطرة الجيش الروسي عليها، وهو أمر تشهد عليه مؤسسات دولية مستقلة.
في الحقيقة، آلة التزييف الأوكرانية- الغربية لا تحاول فقط تشويه الغرض من العملية العسكرية الروسية والنيل من سمعة موسكو الدولية، ولكنها تحاول التغطية على الانتهاكات التي يرتكبها النازيون المتطرفون على غرار ما فعلوه بأبناء جلدتهم في “مأساة أوديسا” قبل 8 سنوات، عندما أحرقوا معارضي الانقلاب وقتلوهم بدم بارد.
ولعل أصدق ما يمكنه توثيق ما تفعله آلة التزييف والتطرف هذه، هي شهادات السكان المحليين أنفسهم، الذين سردوا لـ”سبوتنيك” تفاصيل الجحيم الذي يعيشه المدنيون العزل في قرب القوات النازية.
في ماريوبول التي كانت مسرحا رئيسيا للمواجهة مع القوات النازية، لا سيما جماعة “آزوف” القومية المتطرفة، يروي عجوز طغا الشيب على رأسه: “لقد قصفونا بكل بساطة، وأطلقوا علينا النيران. لقد استهدفونا نحن وليس حتى القوات الروسية”.
وأضاف العجوز، الذي تحدث بين مجموعة من كبار السن الذين تجمعوا خارج المنازل المتضررة بشدة من جراء القصف: “ببساطة؛ قصفونا في الليل وأضرموا النيران في المنزل، القوميون المتطرفون- من آزوف”.
مع تقدم القوات الروسية، لم تقتصر جرائم المتطرفين على القصف العشوائي، حيث داهم عناصر “آزوف” المنازل وأخرجوا المتحدثين باللغة الروسية الذين احتموا من القصف داخل بيوتهم وصادروا مفاتيحها، فيما كانت “صرخات التعذيب” بين المعتقلين مسموعة للكثير من سكان المدينة، وفقا لشاهدة عيان.
الرواية ذاتها أكدها شاهد آخر من ماريبول، والذي قال إن القوات الأوكرانية بمساعدة المتطرفين طردت السكان، واقتادت البعض إلى القباء قبل أن تسيطر على منازلهم، وتستخدمهم “كدروع بشرية” لضمان ألا يستهدف أحد البيوت التي تحصنوا بها.
في أماكن أخرى، لم يتمكن الأطفال والنساء من مغادرة قباء المنازل التي استخدمتها القوات الأوكرانية كحصون، إلا بعد وصول الجيش الروسي، وكانت الظروف غير مواتية للبقاء على قيد الحياة في بعض المناطق، حيث انقطعت الكهرباء والمياه والغاز.
أولينيك ألكسندر فلاديميروفيتش، الذي غادر ماريوبول في العاشر من أبريل بمساعدة قوات دونيتسك الشعبية، قال إنه الجنود الأوكرانيين ضمن نقطة تفتيش عسكرية بجوار منزله أطلقوا النار على المدنيين، وقتلوا 3 شباب في 27 مارس/ آذار، وقتلوا رجلين وامرأتين في الأول والخامس من أبريل، بالإضافة إلى شابين في اليوم السادس.
حتى مع تراجع القوات الأوكرانية والمتطرفين في إقليم دونباس، لم تكف يدهم عن ترويع البسطاء وتدمير مقومات الحياة والبنية التحتية، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أماكن سيطرتهم السابقة بعد انسحابهم نحو الغرب.
نيكولاي نيكولايفيتش، هو أحد كبار السن من السكان المحليين في ستاروبلسك، لم تختلف أوضاعه عن مواطنيه في ماريوبول لكن معاناته كانت عميقة أيضا، وازدادت عمقا عندما اعتقلت القوات الأوكرانية نجله واقتادته إلى سجن مؤقت “الحفرة”، حيث لم يعلم عنه شيئا بعد ذلك.
وقال نيكولايفيتش، إن الأمهات أخبرت بأن أبنائهم يذهبون إلى هذا المكان، حيث يتعرضون للتعذيب بما في ذلك طرق لا تظهر الكدمات وحتى إطلاق النار، مضيفا أن المسؤولين في المدينة كانوا يطالبونه بأن “يحل المشكلة بنفسه” لأنهم معرضون أيضا للسجن في هذه “الحفرة”.
وفي خيرسون وأثناء مشاركتها القوات الروسية في توزيع المساعدات الإنسانية، شكت أم لأربعة أطفال من القصف المتكرر وإطلاق النار على السكان المحليين الذين لا يستطيعون مغادرة مناطق الصراع.
بدأت روسيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا بعد أن طلبت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك المساعدة للدفاع عن نفسيهما من الهجمات المكثفة للقوات الأوكرانية.
وتهدف العملية، كما أوضح الرئيس فلاديمير بوتين، إلى وقف عسكرة أوكرانيا ومواجهة النازيين الجدد، وتقديم جميع المسؤولين عن الجرائم الدموية ضد المدنيين في دونباس، إلى العدالة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن العملية تستهدف البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وأن المدنيين ليسوا في خطر، وتقول موسكو إنها لا تخطط لاحتلال أوكرانيا وإنما نزع سلاح كييف ووقف تهديداتها.
وزودت القوات الروسية المدنيين بالمساعدات الإنسانية في المناطق التي سيطرت عليها داخل أوكرانيا، وضمنت ممرات عبور آمنة لمن يرغب في المغادرة من المدنيين.
ورد الغرب على العملية الروسية بفرض حزمة كبيرة من العقوبات بغرض تقويض إرادة موسكو وعزلها عن العالم كما يدعي، لكن روسيا أكدت أنها استعدت جيدا لمثل هذه الإجراءات التي توقعت حدوثها بغض النظر عن الموقف بشأن أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى