مفيد سرحال | كاتب وباحث لبناني
اللبنانيون عجائبيون في عجينتهم المفهومية وسلوكهم وطرائق تفكيرهم، حكامهم محكومون وظائفيا بالوحي والايحاء،سياسيوهم خلائق تتخلق بالشطارة والمداهنة وشتى صنوف الدهون والمساحيق والوان الطهارة ،نظامهم السياسي ينتج رجال سياسة بالحد الادنى لا رجال دولة ومن خارج المدارس المعهودة المتعارف عليها في فنون الادارة والريادة وقيادة الشعوب. وطن الشعوب أنا هنا…الشعوب اللبنانية لا بل القبائل ولكل قبيلة قيدومها المقدام ورموزها وشعاراتها وإعلامها وأعلامها وأنابيب تغذيتها من الخارج. حتى الاوليغارشية اي حكم الاقلية عندنا في بلاد الأرز و(هالكم شتلة سياسية العاجقين الكون) في هذا المضمار لها نكهتها الخاصة وسماتها المتمايزة عن اوليغارشية الغرب فالاوليغارشيون في الغرب يصرفون نفوذهم السياسي من مالهم الخاص اما اوليغارشيتنا المتغركشة فانها تصرف نفوذها من المال العام وجيوب الناس واموال المودعين الذين ودعوا اتعابهم الى غير رجعة (وسلامة أعماركم؟؟؟). في ظل هذه الخلطة العجائبية يتقلب اللبنانيون عند اعتاب الاستحقاق الانتخابي وحالهم استلشاق واستنشاق لمخدر الفتور واللامبالاة والقرف والعدمية التحفزية للاستحقاق ولسان حالهم عودٌ على بدء :((يأكلون التَّمر ونُرجمُ بالنَّوى)). جليٌّ انعدام الثقة بالطبقة السياسية والتأفف والغضب والسخط على مآلات الناس معيشيا واقتصاديا حد العوز واعتبار الانتخابات تجديد احتيالي مموه مزيَّن بشعارات الكرامة والشهامة والوجود المعنوي للفحولية الطوائفية لا لتجديد الدم السلطوي والتداول الديمقراطي بموازاة شعور متنام بعدم حصول الاستحقاق كونه ليس اولوية من اولويات المواطن المطحون بعلقم الفاقة والهجرة والمرض والحجة ان المجتمع الدولي واميركا والغرب والبنك الدولي يضغطون لاجرائها عل وعسى يتم ادخال الخلان والأخدان الى جنة البرلمان من المنقلبين من السلطة الى الثورة بقوة ضغط مضغوطة قد تصل الى 25 نائبا كانوا اصلا (بكرافات محلية صاروا بكرافات سينيه)…عجائبيون نحن حد الفضيحة!!. والحال فالحديث عن جدية الانتخابات وحصولها في مواقيتها الرسمية يأخذ حيزا في الصالونات وردهات البيوتات والاحزاب والجميع يرندح لحن ضروراتها الدستورية!! وتصدح حنجرته المتحشرجة بالقلق حول الزامية حصولها!! الا اذا طرأ ما يعيق سواء كان حدثا امنيا او مضاعفات اقتصادية تجعل من زئبقية الدولار المتصاعدة سببا قسريا قهريا يُرحِّلُ الصناديق في وقت ضيق. وعليه فان الاستعدادات اللوجستية رغم رصد الاموال اللازمة والتحضيرات من قبل وزارة الداخلية التي اعلنت جهوزيتها غير ان العنصر البشري المولج اجرائيا بالعملية الانتخابية خاصة في اقلام الاقتراع يبدو وفق المعلومات المتوفرة انه لا زال يعاني قصورا لابل شحا”ملحوظا في الموارد البشرية وأطقم العمل حيث اعتذر المئات من اساتذة المدارس وموظفي القطاع العام عن المشاركة في ادارة اقلام الاقتراع لاسباب اقتصادية والبعض لاسباب سياسية ترتبط بموقف الرئيس سعد الحريري من الاستحقاق برمته. ازاء هذه المعضلة الادارية المفصلية المركزية ما المانع ان يتولى الجيش اللبناني ادارة العملية الانتخابية داخل الاقلام بمعنى ان يكون رئيس القلم ومساعديه من رتباء وصف ضباط الجيش اللبناني وان يصرف بدل الاتعاب لصالح الجيش اللبناني طالما هناك ضمور واستنكاف للموظفين المدنيين حسب ما ورد من معلومات من عشرات المدارس والمعاهد الرسمية.وبذلك تصيب الدولة عصفوران بحجر واحد اولا تضمن شفافية ونزاهة الانتخابات وتسقط اي محاولة للتزوير او التلاعب بالنتائج عندها نكون بغنى عن لجان الرقابة المحليين والاجانب وايضا يتم استبعاد التهمة الجاهزة بان الاكثرية المتجددة لصالح حزب الله وحلفائه والمؤكدة في ظل موازين القوى الراهنة لم تتأتى من تدخلات وضغوط حزب الله وايران والسوريين ووووربما (قرود السود) والا دون ذلك اتهام للجيش اللبناني ولا اعتقد احدا في لبنان قريب او بعيد محلي او اجنبي يستطيع ان يلصق بالجيش تهمة من هذا النوع اذا ما تنكب مهام رعاية وتنظيم العملية الانتخابية . انه مجرد رأي في ظل المعمعة الانتخابية المائعة وكأنها بأرجل من طين سواء تم الاستحقاق او عكس ذلك ويبقى الجيش اللبناني صندوق الأمان والاطمئنان واشراف الجيش اللبناني على الصناديق بالتأكيد مغاليق محكمة للعبث بالنتائج والأختام وخواتيم الانتخابات…