الدكتور علي عز الدين | كاتب وباحث لبناني
لم تكن تصريحات وزير الإعلام اللبناني الأستاذ جورج قرداحي وليدة اليوم ( الفيديو قبل مدة )،ولم تكن تصريحات مفاجئة لمن يُتابع الرجل،كان حاسماً بمواقفه الشجاعة أبّان الحرب الكونية على سوريا،وقفَ وقتها وقفةً شجاعةً بمعارضته هذه الحرب التي شاركت بها اغلب الدول العربية والممالك الخليجية،تعرّض حينذاك الى حملة إعلامية مُغرضة بُغية التراجع عن مواقفه وحُورِبَ اعلاميا ً و اقتصادياً ،( تم وقف التعاقدات معه في النشاط الإعلامي)،لكنّم لم يَلِنْ و لم يتزحزح قيد أنملة.
بالعودة الى الفيديو ،أعرب َ عن معارضته لهذا العدوان «العبثي» على اليمن وشعب اليمن،بعد كل هذه السنوات الدموية التي أَمْعَنَت وما زالت تُمعِن بها السعودية والإمارات ومن خلفهما اميركا والكيان الصهيوني..هذه الحرب العبثية بلا طائل ولا فائدة ولا تقدم عسكري سعودي في الميدان و يجب أن تتوقف..
جدّد الوزير قرداحي مواقفه الإنسانية أولاً،وأعاد الى الأذهان مواقفه وتمجيده المقاومة في لبنان وللسيد المقاوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله..
موقفه من الشعب اليمني هو نصرةً لمظلومية هذا الشعب العربي الصامد والذي يتعرض لإبادة منظمة وحصار جائر ومجاعة تخطت كل معايير الإنسانية وحقوقها ضمن صمت دولي مُطبق،موقف الوزير قرداحي التاريخي وما له من تداعيات كبيرة سوف يكون نقطة بارزة في تاريخ الصراع بين الحق والباطل،بين الظالم والمظلوم و بين الحقيقة والوهم..
2~إستغلت المملكة السعودية الفيديو ،وما تضمّنه من تصريحات مُحرجة لها على الصعيد العربي والدولي،لتشن حملة تصعيدية على الوزير وما يمثّل سياسيا ً داخل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي،إتخذت تدابير متسارعة متصاعدة مستخدمة ( الفيديو~الذريعة)،غطاءً و عُذْراً لحفلة السِعار والجنون والتي شاركها بها بعض المنتفعين من غلمان و جواري البلاط الملكي.
إذاً إنّنا أمام حملة سياسية ممنهجة و مقررة مسبقاً ولا شأن لتصريحات الوزير قرداحي بشكل مباشر لها..
اولاً : تم سحب السفير السعودي من لبنان قبل مدة وجيزة كإجراء فُقاعي هُلامي،لكنّه أُعيدَ الى خيمته بصمت دون تحقيق اي نتيجة.
ثانيا ً : الإعلان عن توقف الصادرات والمنتجات السعودية الى لبنان كان مُدْرَجاً سابقاً من خطط الحصار الأميركي على لبنان وبالتالي تكون الذريعة باهتة بظل تردّي الأوضاع الاقتصادية وضعف القدرة الشرائية في السوق اللبناني وهذه خسارة أخرى للمنتوجات السعودية،وسوف يترتب عليه خسائر للصانع السعودي نتيجة غباء وسوء تقدير السياسة السعودية،.قد يُنتج حملة مقاطعة تجارية للسعودية من اغلب أطياف المجتمع اللبناني.
ثالثاً: عودة المفاوضات الوشيكة بين اميركا و إيران لوضع خطة للبدء من جديد ،وتصريحات الايرانيين أن شرط البدء هو رفع كل العقوبات مع تجاوب أميركي دبلوماسي،زاد القلق الرسمي داخل أروقة العائلة الحاكمة بشخص ولي العهد،وإنخفاض حظوظه بالحكم جرّاء الملفات التي تلاحقه المتعلقة بحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية،هذا التشنج الظاهر في عهد ادارة جو بايدن قد تم تظهيره بالإعلام عبر إعطاء مساحة لسعد الجابري وما قاله في المقابلة.
إن سحب السفير السعودي سوف يُسْتكمل بسحب اغلب سفراء ممالك الخليج وربما بعض الدول العربية لإظهار المشكلة بإنها دبلوماسية سياسية بعيدا ً عن الحس بالهزيمة أمام لبنان والذي هو جزء مهم جداً من محور المقاومة،السعودية التي عرقلت تشكيل حكومة الحريري و أغلقت أبوابها أمام ميقاتي محاربة بذلك عهد الجنرال ميسال عون رئيس الجمهورية اللبنانية من مخططات العزلة العربية على الجنرال عون حليف حزب الله،يظهر ركاكة الذرائع السعودية و هزيمة المشروع الاميركي وأدواته الخليجية أمام محور الممانعة الممتد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى لبنان مروراً باليمن سوريا والعراق.
“
التحية اليمنية حاضرة بإستبدال تسمية شارع الرياض بشارع جورج قرداحي..
“يا إبن سلمان : عندما يكون البحر معك والجو معك والبر معك والبترول معك والمال معك والمرتزقة معك واميركا واسرائيل وبريطانيا وفرنسا وتحالف الدول العربية معك ولم تنتصر فاعلم علم اليقين ان الله ليس معك ..
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي