كتاب الموقع

يوم فلسطين ويوم القدس العالمي .. القدس ميزان العدل ولسانه .

الدكتور حسان الزين | طبيب وكاتب لبناني .

كان الامام المهدي عليه السلام ولم يزل يمثل الامل المتبقي للفقراء والمساكين منذ الغيبة الصغرى والكبرى ومما لاشك فيه بأنه القائد الميداني للفكر المقاوم في مواجهة الطغاة والفراعنة وعلى رأسهم امريكا واسرائيل واتباعهم فدأب المستضعفون في الارض ينشدون الرجاء بلقائه وتمنى الائمة الاطهار رؤيته شوقا له ففي حديث الامام جعفر الصادق عليه السلام اشارات واضحة لهذه العلاقات العظيمة .
فبعد الغيبة الكبرى لصاحب الامر عجل الله تعالى فرجه االشريف انبرت المرجعية الرشيدة بتحمل المسؤوليات الضخمة لمواجهة التحديات الفقهية والمالية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية فلم تبخل الحوزة العلمية بالرجال والافكار والحركات والثورات على المجتمع الانساني ..
فقد ابلى جبل عامل بلاء حسنا بمراجعه العظام فكان الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن جمال الدين مكي العاملي المعروف بالشهيد الأول وقضى الشهيد الثاني زين الدين بن نور الدين العاملي فكان الاول والثاني شهداء على ايدي السلاطين والظالمين ولم تقصر قم المقدسة ببذل المئات من الشهداء والعلماء قرابين لله ولم يتأخر النجف الاشرف عن مذبح التاريخ فقدم العلماء والمفكرين وغيرهم وغيرهم الكثير الكثير على مساحات الجغرافيا وقمم التاريخ من اقصى الهند الى اقصى الشرق فكان الفكر الاسلامي
والنهج المحمدي الاصيل والتضحيات العاشورائية تبحر في عباب الموج الانساني الهادر على متن سفينة قائم ال محمد الذي هو القبطان الاوحد وما المراجع الكرام الاهم السفن التى تلتحق به وتسعى للقاء قائدها.
حظيت القضية الفلسطينية باهتمام المرجعيات الدينية منذ اوائل القرن الماضي فقد كان مؤتمر الحجير بقيادة الشيخ حسين مغنية والسيد عبد الحسين شرف الدين محطة مهمة لمساندة الامة الاسلامية والعربية وتابع الامام موسى الصدر حركة المرجعية بشعار سأحمي القضية الفلسطينية بجبتي وعمامتي.
وقد قام السيد محسن الامين والمرجع الاعلى للشيعة في النجف الشيخ محمد حسين ال كاشف الغطاء بالتنسيق مع السيد محمد أمين الحسيني في فلسطين الى عقد المؤتمر الاسلامي العام 7/12/1931 الذي دام اكثر من عشرة ايام حضره الكثير من الشخصيات آنذاك لنصرة فلسطين الحبيبة وكان ممن حضر المؤتمر مندوبون من تركستان الصينية والحجاز وبرقة وطرابلس الغرب ولبنان واليمن وتركيا وتونس وجاوا والجزائر والاتحاد السوفياتي وسورية وسيلان وشرق الأردن والعراق وايران وفلسطين ومصر والمغرب الأقصى ونيجيريا والهند ويوغسلافيا واوغنده وعدن وألبانيا ووفد من عرب أمريكا….وسمي صلاح الدين الطبطبائي من ايران امينا عاما لهذا المؤتمر حيث كانت القدس مقرا له و الفت خطب المرجع الاعلى كتابا عن فلسطين القضية الكبرى وكانت رسالته وخطابه في المؤتمر مميزا فقد ترجمها محمد اقبال الى لغات عديدة وأمّ مرجع المسلمين الشيعة المصلين خلال جلسات المؤتمر ..واعلن بعدها في عام ١٩٣٨ يوم فلسطين دعما للشعب المظلوم .
وقد كانت ثورة العشرين من اهم عناصر القوة الضاغطة على المستعمر البريطاني مما اعتبره الفلسطينيون انذاك بان العراق مساند كبير للقضية الفلسطينية في مواجهة الحركة الصهيونية .
تابعت المرجعية الدينية في النجف عبر السيد محسن الحكيم قدس نفس التوجه فاصدرت الفتاوى بدعم القضية الفلسطينية ولم تبخل بالمال والدماء حيث رفع علم فلسطين في ضريح امير المؤمنين عليه السلام ولم يخرج العلماء العظام في النجف عن هذا السياق ابتداء من السيد الخوئي مرورا بالشهيدين الصدرين حتى وقتنا الحاضر حيث طالب السيد السيستاني البابا فرنسيس في اللقاء الاخير باتخاذ موقف حول الشعب الفلسطيني المظلوم .
كانت مرجعية قم تصب غضبها بالاطار ذاته منذ السيد الصدر والبرجوردي الى ان وصلت الحكومة الاسلامية الى حيز التطبيق على يد اهم شخصية تاريخية في القرن العشرين حيث اعلنت الثورة الاسلامية المباركة انتصارها على الطاغية الشاه فمنذ ان حط الامام الخميني قدس رحاله في طهران حتى استبدل مؤسسس الجمهورية سفارة العدو الصهيوني بالسفارة الفليىسطينية ورفع العلم الفلسطيني عليها في ظاهرة فريدة من نوعها .
واستكمل آية الله الخميني النضال و الموقف بجعل آخر جمعة في شهر رمضان يوما للقدس عالميا فبهذه المبادرة المباركة حققت احلام وآمال المرجعيات الدينية بأن جعل الامر سياسيا على صعيد الدولة والحكومة .
واهمية هذا القرار أنه اصبحت دولة بكل مكوناتها وجمهورية صاعدة تتبناه وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بهكذا اجراء سياسي وحكومي وشعبي ….لقد تحقق على يد ا لامام الخميني ( قدس ) حلم نضال المراجع باجمعهم وما زال السيد القائد الخامنئي حفظه المولى يتابع مسيرة النضال حيث اولت الجمهورية الاسلامية اهتماما بالغا وواسعا لدعم القضية الفلسطينية بالمال والعتاد والسلاح ….حقا كما قال الخميني العظيم امتازوا اليوم ايها المجرمون
إما أن تكون مع القدس فتكون مؤمنا بالحق والانسانية واما ان تكون مجرما ظالما مواليا لبني صهيون .فالقدس ميزان العدل ولسانه يوم القدس العالمي ……..وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى الصراط الحميد ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى