اللواء الدكتور بهجت سليمان
1▪︎ بعد عقد من الزمن ، دارت دورة ( الربيع العربي/ العبري ) المفبرك صهيو / أميركيا ، والمتكئ على الواقع الاجتماعي الصعب في المنطقة .. عندما كانت البداية من تونس ..
دارت وعادت ثانية إلى حيث انطلقت من تونس ، بعد أن اكتشف شرفاء تونس ، الفخ الكبير الذي سيقوا إليه .. ولكن بعد ” خراب الأمة ” وليس ” خراب البصرة ” فقط .
2▪︎ عادوا إلى نقطة البداية ، بعد أن أمعن ( الرببع العربي !! ) في تدمير الشعوب العربية الحية و تحطيم قدرات الأمة العربية واستباحة المجتمعات العربية ، وقتل ملايين العرب ، وتشريد عشرات ملايين العرب ، وإلحاق كل ما يمكن إلحاقه من أقطار الأمة ب قاطرة إسرائيلية .
3▪︎ وقد قال لي صديق عربي كبير منذ عام 2011 عندما كنت في الأردن – هو المرحوم حسين مجلي – ( أخشى ما أخشاه ، أن يكون كل ما يجري انطلاقا من تونس ، هو الوصول إلى سورية والخلاص منها ، تحت عناوين ” الحرية والديمقراطية ” ) ..
فقلت له : وأنا أشاركك خشيتك هذه ، لأن النظام التونسي والنظام المصري يسيران في الفلك الصهيو / اميركي . وماذا يستفيد ال BOSS من تغييرهما ؟! ، سوى التجديد في الأدوات التي باتت مهترئة .
4▪︎ وعندما تحدثت القيادة السورية حينئذ عن مخطط دولي لاستهداف نهج ومنظومة المقاومة والممانعة في المشرق العربي ، والعمل على الخلاص من أركان هذه المنظومة ، وتحويل الشرق العربي إلى ” فرغونات ” ملتحقة بالقاطرة الإسرائيلية ، تحت عناوين براقة خادعة ، و ب ” كلمة حق يراد بها باطل ” ..
5▪︎ حينئذ قام العالم بكامله تقريبا ، واتهم القيادة السورية بالديكتاتورية والاستبداد والفساد ووووو الخ .
والأنكى أن عتاة الاستعمار الأمريكي الجديد والاستعمار الأوربي القديم والاستعمار العثماني القذر ، هم الذين قادوا هذه الحملة الشعواء على الدولة الوطنية السورية ، شعبا وجيشا وأسدا .. وقدموا أنفسهم على أنهم ( الأم تيريزا ) لا يبتغون إلاخدمة الشعب السوري الذي شردوه وقصفوه وعاقبوه وحاصروه وجوعوه ودعموا كل عصابات الأرض لتعيث فسادا وتخريبا بين صفوفه وجنباته .
6▪︎ واستنفروا كل الخارجين على القانون في الداخل ، وأضافوا إليهم عشرات آلاف ” الزومبيات ” الإرهابية والعصابات الإجرامية من الخارج ، ورصدوا مئات مليارات الدولارات للخلاص من الجمهورية العرببة السورية ، تمهيدا للخلاص النهائي من كل من يقف ضد ” إسرائيل ” أو يرفض الالتحاق بها والسير في ركابها .
7▪︎ والأنكى أن مجموعات من المارقين الخائنين لسورية ، ممن يحملون الجنسية السورية من المتربعين في أحضان من شنوا الحرب الشعواء على سورية ..
هؤلاء نصبوا أنفسهم ونصبهم أسيادهم ومشغلوهم ، ناطقين بإسم ” الشعب السوري ” دون خجل ولا حياء ، غير مسبوق في التاريخ.
8▪︎ وصحيح أن المخطط الاستعماري الجديد فشل في وضع يده على سورية لإلحاقها بالمركز الصهيوني/ الاستعماري ..
ولكنه دمر مقدراتها و شرد وهجر نصف شعبها وطوقها وحاصرها وعمل على تجويع الصامدين فيها ، وحرك عليها معظم ” منظمات النفاق” الدولية العاملة تحت راية الأمم المتحدة ، لتمعن تشويها وتزويرا وتزييفا ، في مقاربة التحديات التي عاشتها وتعيشها سورية ، ولتجعل من الجاني ضحية ، ومن الضحية جانيا .
9▪︎ومع ذلك ، ورغم ذلك ، فسورية الأسد خاضت المعمعمة الشرسة وتخوضها وستخوضها على مختلف الجبهات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والثقافية والإعلامية والدبلوماسية ، بعزيمة الرجال والحرائر الأبطال ، مهما كانت التضحيات ، إلى أن ينتصر الحق على الباطل .
10▪︎ وأما عشرات آلاف الأصوات الناعقة والزاعقة من مرتزقة الإعلام الفضائي والإلكتروني والمتسلحة بمليارات الدولارات ، وبلكنة أسرائيلية واضحة ومعلنة لم تعد تخفي نفسها ، بمهمة التهويش والتحريض ضد الدولة الوطنية السورية ، والعمل على ركوب وامتطاء صنوف المعاناة الفظيعة التي يكابدها الشعب السوري ، بشكل غير مسبوق..
فهؤلاء حسابهم قريب ، مهما توهموا غير ذلك . وإن غدا لناظره قريب .