فاطمة شكر | كاتبة واعلامية
كعادته وضع النقاط على الحروف. بصبره وحكمته وبُعدِ نظره فنّد كل ما يجري في لبنان بشكلٍ أكثرَ من واضح. الرجل كان حاسماً وواضحاً ككل مرة، تحدث عن وضع لبنان المنهار إقتصادياً، وعن ضرورة التعامل مع الظروف الراهنة بالكثير من الوعي من أجل الحفاظ على نعمة الأمن والإستقرار، وعدم أخذ البلد الى الفوضى والدمار.
السيد دعا كل القوى السياسية التي تختلفُ معه في التوجهات وتقيمُ علاقاتٍ مع العديد من الدول لطلب المساعدة منها من أجل لبنان، هو لم يحصر المساعدات لدولةٍ دون الأخرى كي لا يتحدث الجهلاء الذين حتى هذه الساعة لم يقتنعوا أن لبنان دخل مرحلة سياسية جديدة بحكم موقعه ومواقفه، إن لم نقل أن البعض متواطىء بدخول لبنان كله دون إستثناء مرحلة «القصاص» و «العقاب» نتيجةً لمواقفه في المنطقة ككل ولإنتصاراته التي سجلها منذ العام 2000 وحتى يومنا هذا.
ثمن مواقفكم وانتصاراتكم أيها اللبنانيون ستدفعونها (عاجلاً أم آجلاً ) (شئتم أم أبيتم )، فمن يقف في وجه إسرائيل وأميركا سيعاقب ولو بضربة كف تذكره أن القرار الأول والأخير بيد الدولة العظمى أميركا، وحتى لا نكون مكسرَ عصا كما بعض الدول ما علينا سوى التعاون والتكاتف من أجل الخروج بأقل الخسائر الممكنة.
هجوم بعض الجهلة على السيد حسن نصرالله بعدما طلب منه باسيل المساعدة كونه صديق لحل الملف الحكومي كان منظماً، سعت من خلاله هذه الفئة التي تصرُ على تدمير البلد أن تشحن طائفةً بأكملها دون أن تراعي وجع اللبنانيين الذين يذلون يومياً لا بل في كل ساعة نتيجة السياسات المالية التي اعتمدت لسنين طوال والتي كان هدفها أن توصل لبنان واللبنانيين الى هذا الدِرك العميق.
أما الخلاف الذي يتسع يوماً بعد يوم بين الرئاستين الأولى والثانية فلن يكون حله إلا بتدخلُ السيد الذي «يمون « ولو بحد معين على الطرفين.
في الكواليس تقول المصادر ان وساطةَ الحزب لم تتوقف يوماً منذ نشوء الخلاف بين الرئيسين عون وبري بسبب تشكيل الحكومة وتكليف الرئيس الحريري، إلا أن العوائق المتراكمة من قبل الطرفين تحول دون الوصول الى حلولٍ جوهرية، لكن حزب الله يصُر على الإستمرار في المساعي على الرغم من الضغوطات الأمريكية ومواقف السفيرة الأمريكية دوروثي شيا في بيروت لأن الحزب يعتبرُ ملف تشكيل الحكومة هو الورقة الضاغطة التي تستعملها الإدارة الأمريكية من أجل معاقبة لبنان ولوي ذراع الحزب وتسديد ضربةٍ له عبر أخذ الشارع اللبناني الجائع الى الفوضى والفلتان الأمني.
ويتابع المصدر أن الحزب منزعجٌ بعض الشيء من تصرفات رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل لكنه يعمدُ الى تهدئة الوضع، ويقول المعنيون أن كلام باسيل يستغله البعض من الطرف الآخر من أجل إقامة خلافٍ «شيعيٍ – شيعي» أي بين الحزب والحركة، لكن «الثنائي الشيعي» طلب من جمهوره التماسك وعدم الرد على أي كلام مندس من أجل إشعال الفتنة التي يراهن عليها البعض في الداخل المتعامل والمتواطىء مع الخارج المتمثل بأميركا وإسرائيل اللتين تنتظرا ضربَ وحدة الصف الشيعي بعد أن طلب الطرفان السني والمسيحي منهما التدخل من أجل حلحلة الملف الحكومي.
مصدرٌ مقربٌ من بيت الوسط قال بأن الجمود في التشكيل سيد الموقف رغم الإنهيار الكبير على الصعيد المعيشي، لكنه أردفَ أن الأمور قد تتجه الى الإيجابية في الأسبوع القادم بسبب المشاورات والمساعي الجدية التي يقوم بها الرئيس بري و الحزب للخروج بتشكيلة ترضي كل الأطراف اللبنانية.
وحتى أشعارٍ آخر، يبقى كلام سماحة السيد حسن نصرالله الواضح والصريح هو الضمان من أجل الإستمرار في المساعي لتشكيل الحكومة، وهو أعلن أنه سيتلقف كل الدعوات للوصول الى حل جذري.
فهل سيسعى الجميع الى تدوير الزوايا من أجل أن لا ينهار لبنان؟
وهل ستكون القوى السياسية على مقدارٍ عالٍ في تحمل المسؤولية الوطنية؟
أم سيبقى الخلاف سيد الموقف!!