قبل حدوث الأزمة كان هناك مجموعة من (النخب) الثقافية تحتكر وسائل الاعلام و المنابر الثقافية و الفكرية و المؤتمرات الداخلية و الخارجية و تمثل سورية في كل مكان و تنال الامتيازات و المكافآت الهائلة و كانت معتمدة بشكل أو بآخر من الدولة.
ولم يكن يسمح للكفاءات الشابة بالدخول الى هذا (النادي الذهبي) إلا إذا كان متبنى من قبل احد الاعضاء …
عندما بدأت الحرب على سورية كانت الهجمة الاعلامية رأس حربتها وعندها بدأ الاعلام السوري بالبحث عن اعضاء النادي الذهبي (لأنو هلئ وقتهم) و إذا بنا نجدهم موزعين …هناك من أنكفأ و هناك من انطفأ و هناك من أختبأ ….و الأنكى هناك من صار في المقلب الآخر و انتقل ليعمل مع الخارج معارضا بنفس (الحماسة) التي كان يلعبها مواليا.
و لأن الحرب استعرت ولم يعد كافيا أن يملأ المحللون السياسيون اللبنانيون ذلك … الفراغ
فقد تم البحث عن سوريين في مختلف الاختصاصات لتغطية الفراغ سوريا و تصدى لهذه المهمة مجموعة لم تتجاوز في بداية الازمة العشرين شخصا … وبغض النظر عن نجاح بعضهم و اخفاق البعض و تباين مستوياتهم إلا إنهم كانوا يتصدون لهجمة اعلامية و فكرية …و عندما كانوا يطلون اعلاميا من استيديو التلفزيون الزجاجي كان البعض الآخر يخاف أن يمر من ساحة الامويين مرورا… وكان كل ذلك دون مقابل مادي (مكافأة اللقاء التلفزيوني 2500 ل.س قبل حسم الضرائب) بل كان المقابل وطني من باب الواجب والمسؤولية.
وبعد أن تغيرت أجراء الحرب من المجهول في عامي 2011 و 2012 الى الازمة الاخطر امنيا و سياسيا عام 2013 الى بداية الانفراجات عام 2014 لم يكن الاخرون يعلنون مواقفهم بانتظار الى اين ستميل السفينة…
وعندما توضحت الصورة … ارتفع فجأة عدد المحلليين من 20 الى 200 و بدأوا يتطاحشون على الفضائيات المختلفة لدواعي الشهرة و المال و لحجز كرسي متقدم في صف المصفقين للنصر …لاحقا
و بدأت عملية استبعاد (تقني) للأوائل العشرين … بداعي أن الجمهور السوري (مل) من وجوهنا و يريد بعض التغييرات (نفس الجمهور تابع مسلسل مكسيكي و تركي لسنوات) أو أنكم أديتم واجبكم لفترة و يعطيكم العافية (طبعا لم تقال يعطيكم العافية ولا مرة) و أصبح بالامكان لمعد برنامج تعيين منذ شهرين مثلا ان يقييمك اذا كنت تصلح للظهور الاعلامي …
و لم تنظر المؤسسات الحكومية الى توفير احتياجاتك في المعركة الاعلامية والفكرية و الثقافية و حمايتك من التهديدات والمغريات بل اعتبرتك (موظفا دون راتب و دون اجازة)
وجاء الوقت الذي كنت اتوقعه و لا أتمناه … ان يتم النظر الى هؤلاء بأنهم (وجوه الازمة) لأن وجوههم تذكر المواطن السوري سيكولوجيا بالسنوات الصعبة التي رحلت وبالتالي يجب ان تكون هناك وجوه جديدة لامعة و مشرقة مثل (النادي الذهبي القديم)