كتاب الموقع

وجهة نظر في استعادة الشعوب التي دمرتها العولمة ، وسلب الفساد فكرها المنطقي .

ملهم ابو زامل – كاتب فلسطيني
الجزء الثاني
في هذا الجزء لن اكرر طرح التساؤلات نفسها عن اسباب تغير القيم والعادات والتقاليد والموروث الثقافي والديني وانقلاب المفاهيم وظهور مذهب ديني خامس تعتنقه القاعدة وداعش والنصرة بشكل علني وتؤيده فئات غير قليلة ابدا من ابناء المجتمع وتعتمد التكفير اساسا ومنطلقا..
في هذا الجزء وما يليه من اجزاء سوف نعود في الذاكرة الى بداية المرحلة الثورية في تاريخ امتنا العربية في العصر الحديث وبالتحديد الى عام 1956 ثم ننطلق منه وصولا الى يومنا هذا وفي نهاية هذه السلسلة سوف نخلص الى اهم نتائج ثلاثة يمكن لها ان تجيب على جميع الاسئلة التي طرحناها في الجزء الاول وبداية هذا الجزء .
في هذا العام تحديدا عام 1956 كان الحدث الابرز فيه هو العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الاسرائيلي على مصر في مواجهة القوى الثورية الجديدة التي حكمت مصر بقيادة جمال عبد الناصر الذي استطاع برغم حجم الخسائر التي منيت بها مصر كدولة وجيش ومؤسسات ان يؤسس لنهضة الامة وتحويل هذا العدوان الى نصر حقيقي في نتائجه ومنعكساته على الشعب والدولة والامة العربية جمعاء ، حيث بدأت بشائر استيقاظ الامة من سباتها تظهر جلية واضحة وخاصة لناحية معرفة بوصلتها الحقيقية ومعرفة اعدائها.
ولاول مرة في تاريخ العرب بعد الخلافة الاسلامية تجتمع الامة العربية بكاملها على ان عدو الامة الاول هو اسرائيل والصهيونية ودول الاستعمار القديم متمثلة ببريطانيا وفرنسا وامريكا .
في ذلك الوقت كان التفاف الجماهير العربية حول مصر وقيادتها من المحيط الى الخليج ، والتفاف الشعب المصري واحتضانه لقيادته هو عامل النصر الحقيقي بالرغم مما لحق بمصر من خسائر بشرية واقتصادية ، حتى ان اسرائيل هذه كانت تعاني من عدم قدرتها على تجنيد العملاء لصالحها حتى خارج مصر لان الشعب العربي برمته كان يعتبرها عدوا وكيانا سرطانيا لابد من الخلاص منه لتتعافى الامة ، فاذا تخيلنا ان اسرائيل في ذلك الوقت تجد صعوبة في تجنيد رجل واحد لحسابها من بين ثلاثمئة مليون عربي ندرك حجم الوعي العربي الذي تحلى به المجتمع في ذلك الوقت وبالرغم من عدم توفر التعليم والثورة الثقافية والفكرية التي نشهدها اليوم.
امة بسيطة وشعب اقرب الى الجهل منه الى الثقافة والتعلم يفهم ويعرف من هو عدوه ويعرف كيف يواجهه وينتصر عليه.
لم تكن هناك ثورة معرفية ولا عولمة ولا وسائل تواصل اجتماعي ولا اي شيء مما هو متوفر اليوم ومع ذلك كان يعرف عدوه ويعرف كيف ينتصر عليه ؟
لكن هل كان هناك فساد في الطبقات الحاكمة ؟ وهل كانت هناك تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية ؟
نعم كانت موجودة لكنها كانت تفتقر الى العولمة.
ثلاثة بنود مجتمعة هي اللغز فيما يجري اليوم اذا اختل احدها فشل مشروعها ألا وهي :
_الايادي الخارجية العابثة بجسد الامة .
_العولمة والتطور التكنولوجي والثورة الرقمية.
_فساد الطبقة الحاكمة وطبقة الموظفين في دوائر الدولة ونظرة الحكومة الى الشعب على انهم طبقة العبيد وان الحكومة هي طبقة الاسياد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى