واشنطن تتحول «ثكنة عسكرية»عدد الجنود المرابطين فيها يتجاوز المنتشرين في العراق وأفغانستان
معاذ العمري
تحوّلت واشنطن، المعروفة بـ«عاصمة القرار» العالمي، إلى «ثكنة عسكرية» مع توافد آلاف عناصر الحرس الوطني من أكثر من 30 ولاية لتأمينها، قبل أيام من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
ورغم قسوة الشتاء وبرودة الطقس، فإن قوات الحرس الوطني وقوات الشرطة تجوب المدينة كاملة، وتجري تدريباتها واستعداداتها في الشوارع. وحتى لا تتكرر مناظر الاقتحام والشغب التي شهدها مبنى الكونغرس في 6 يناير (كانون الثاني)، أحاطت السلطات الأمنية الكابيتول بسياج أمني بالكامل، بالتزامن مع وجود قوات عسكرية حول المبنى وداخله على مدار اليوم. وتناقل رواد وسائل التواصل الاجتماعي صوراً للجنود وهم يجرون تدريباتهم حول مبنى الكونغرس وداخله، ويفترشون ممراته للنوم فيها. ومن المفارقة أن تشهد واشنطن وجودا عسكريا يتوقع أن يصل قوامه إلى 20 ألفاً خلال الأيام القادمة، فيما لا يتجاوز عدد القوات الموجودة في العراق وأفغانستان خمسة آلاف عسكري، بعد عمليات سحب القوات منها.
إلى ذلك، تنظم قوات الأمن الأميركية عملية أمنية على مستوى البلاد لإحباط أي أعمال عنف قبل تولي الرئيس المنتخب السلطة. ويُقيّم مسؤولون اتحاديون ومن الولايات تهديدات على الإنترنت ورسائل تهديد لأعضاء الكونغرس، ويتأكدون من أن العملية الأمنية لديها القوة الكافية للتصدي لأي هجوم، وفق وكالة «رويترز».
وحذّر مكتب التحقيقات الاتحادي من احتجاجات مسلحة يجري التخطيط لها في واشنطن وعواصم جميع الولايات الخمسين في مطلع الأسبوع أو قرب موعد تنصيب بايدن.
وفي هذا السياق، قال مسؤول دفاعي لوسائل الإعلام إنه طُلب من وحدات الحرس الوطني الاستعداد لاحتمال استخدام عبوات ناسفة من قبل أفراد يخططون لمهاجمة مبنى الكابيتول في الأيام التي تسبق التنصيب. وتشير الإحاطات إلى أن سلطات إنفاذ القانون في العاصمة تعتقد أن العبوات الناسفة التي زرعت الأسبوع الماضي في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، ومقر اللجنة الوطنية الديمقراطية لم تكن حادثة منعزلة، إذ إن الأشخاص الذين زرعوها لم يتم القبض عليهم بعد. وكان عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي يطرقون أبواب سكّان العاصمة، كما روى بعض الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويسألون السكان عن أي صور أو مقاطع فيديو قد تكون بحوزتهم ويمكن أن تساعد في التعرف على المشتبه بهم في عملية زرع القنابل.
يقول أوغرايدي والش، المتحدث باسم قوات الحرس الوطني، إن أفراد الحرس مدربون على استخدام القوة المميتة وغير المميتة، واستخدام معدات الحماية و«تقنيات تخفيف التصعيد»، كما هو معتاد في مهام الاستجابة للاضطرابات المدنية، إذ تتدرب بعض وحدات الحرس بما في ذلك مهندسو الحراسة القتالية، ووحدات المشاة والشرطة العسكرية، على الاستجابة لتهديد العبوات الناسفة.
من جهته، وجه الرئيس المنتهية ولايته دونالد رسالة تصالحية مساء الأربعاء، بعد فترة وجيزة من التصويت على مساءلته في مجلس النواب. وقال: «أدين العنف الذي شهدناه الأسبوع الماضي جملة وتفصيلا. العنف والتخريب لا مكان لهما على الإطلاق في بلادنا، ولا مكان لهما في حركتنا». وأضاف «يجب ألا يكون هناك عنف أو خرق للقانون أو تخريب من أي نوع».
الشرق الأوسط