هل يعقل ان كل هذه العواصف بسبب تصريح
العميد الركن ناجي الزعبي | باحث اردني في الشؤون السياسية والعسكرية
لا يوجد عاقل يقتنع ان الزوابع التي اثارتها السعودية كانت بسبب تصريح سابق لاعلامي لبناني ، والتي سبقت تقلده منصب وزير الاعلام اللبناني ، بمعنى انها كانت تعبر عن رأيه الخاص وليس عن موقف لبناني رسمي ، فمن الجلي ان المطلوب حين تتلاقى المصالح السعودية ، والصهيونية هو اعادة الازمة اللبنانية والسورية والحصار للمربع الاول واعادة الامور لما كانت عليه سابقاً (كمصلحة صهيونية) ، وسعودياً التغطية على الهزائم والجرائم التي ترتكب بحق شعبنا اليمني ، والابتزاز الذي تمارسه اميركا باثارتها فضحية ما بين الفينة والاخرى بحق الحكم بالسعودية ، وغاب عن بال السعودية ما قاله ترامب بحقها في موقف يعبر عن سياسة اميركية ثابتة ، وبان اميركا تتخلى عن ادواتها بعد استنزاف قدراتهم .
فالانفراج الذي تلى تصريح السفيرة الاميركية بلبنان الذي اتى لقطع الطريق على التوجه اللبناني لاستيراد النفط من ايران والذي كان مقدمة لذهاب لبنان باسره مرغماً للشرق بقيادة المقاومة وبارادة منها (خط صهيوني احمر) .
وكما اعطى انسحاب اميركا من اتفاقية خمسة زائد واحد مردوداً بعكس اتجاه السير الاميركي ، ومنح ايران الزمن الكافي للولوج في العالم النووي والوقوف على عتبة انتاج القنبلة النووية ، دفع الحصار ومحاولة اذلال شعبنا اللبناني المقاومة لاستيراد النفط من ايران وفتح البوابات على الشرق فوجدت اميركا انها قد اغلقت باباً لخنق لبنان ففتح لبنان لنفسه وشرع عدة ابواب .
ستعطي اعادة حصار لبنان المردود ذاته ويجد لبنان باسره نفسه مرغماً لفتح آفاق تخلصه من ازماته ، الامر الذي سيصنع شرخاً بين المشروع الصهيوني والمشروع الاميركي ، فالعدو يريد مواصلة الحصار على سورية ولبنان والعراق ويغرق الوطن العربي بالازمات واميركا تريد انفراجاً نسبياً يمهد لمشروع ابراهام ، ويحول دوان الذهاب شرقاً .
كان مشروع تزويد لبنان بالكهرباء الاردنية باملاء اميركي أمر ترتب عليه طي ملف الارهاب بدرعا وجنوب سورية وكسر القطيعة اللبنانية السورية والحق سورية باجتماعات وزراء النفط العرب وفتحت الحدود الاردنية السورية بعد ان كانت هذه الخطوات تابو اميركي .
زادت كل هذه الخطوات من هلع العدو الصهيوني ، فالتف على حالة الانفراج الذي تقوده اميركا في مفارقة لافتة ، بالذراع الخليجي ، وافتعل ازمة التصريح السابق ، والذي وصف العدوان على شعبنا اليمني بالعبثي ، مع ان امين عام الامم المتحدة بآل الشئ ذاته وكرر نفس العبارات ، كما كانت تصريحات ترامب حول السعودية وسخريته من قيادتها موجعة مهينة ، وبرغم ذلك لم تنبس السعودية ببنت شفة ف – شو عدى ما بدى – لتقوم قيامتها .
ولتفسير ذلك نتسائل من صاحب المصلحة بايقاف اتفاقيات تصدير الفواكه والخضار اللبنانية للسعودية واعادة الحصار
وافتعال ازمة للبنان للحيلولة دون الانفتاح الاقتصادي العربي مع سورية ولبنان ومصر والاردن والعراق والخليج سوى العدو الصهيوني .
المطلوب صهيونياً : تركيع لبنان وسورية والقضاء على المقاومة وقطع طريق الانفراج الاقتصادي العربي واعادة الحصار والتوتر والحرائق والازمات
وليست مسألة تصريح هذا او ذاك والنَفَس الصهيوني حول عاصفة الجنون والزوابع الراهنة واضح يطل برأسه من بين سلسلة الاجراءات المتخذة ، فنبش تاريخ الشرفاء اسلوب صهيوني متبع تاريخياً .
محميات النفط تحاصر وتعادي سورية ولبنان والمقاومة باملاء صهيوني سواء كان هناك تصريح ام لم يكن ولن يتغير موقفها الذي
ُيملى عليها من قبل العدو الصهيوني .
لذا فلبنان مطالب اليوم وكل يوم استحقاقاً لارثه وتاريخه وعظمة شعبه وكرامته وعزته الوطنية بامتلاك القرار والسيادة والارادة الحرة المستقلة والاحتفاظ بالموقف وتسجيل سابقة شرف باستقلال الارادة والقرار الوطني والفعل السيادي ، وعدم العودة عن اي موقف وتصريح فكلفة الصمود والثبات اقل بالمطلق من كلفة الركوع والرضوخ والذل .
والحرب اليمنية ليست فقط عبثية كما صرح غوتيرش قبل فترة وجيزة وقبل قرداحي بل هي جريمة القرن بامتياز لاستهدافها شعبنا العربي اليمني الاصيل وشعب نجد والحجاز وشعبنا العربي باسره واستنزافها دماء ابنائه وثرواته للحساب الصهيوني اميركي