هل سينجّر العالم لحرب أشبه بالعالمية جراء الحشود العسكرية في البحر الأسود?
يوسف جابر | كاتب وباحث لبناني
تتجه الأضواء العسكرية على حشود البوارج والسفن المتجهة الى البحر الأسود على خلفية التصعيد المتوتر في إقليم دونباس بين روسيا وأوكرانيا, هذا وأن روسيا ستواجه الولايات المتحدة الأميركية لحفظ مكانتها العلمية وعدم التمدد الاميركي كما الأطلسي لتخوم حدودها الذي يهدد أمنها وسيادتها, وبما أن بريطانيا كانت أول من أرسل سفن بحرية بغرض عرض عضلات في البحر الأسود, وتبعتها تركيا مما جعل روسيا ترصد الملاحة البحرية لوجود أكثر من عشرين قطعة بحرية هجومية ومدمرة لتلك الدول.
ان الحشود العسكرية في البحر الأسود المعززة بنية ارسال أميركا سفينتين تخوفا من ارسال روسيا قطعها البحرية لضرب كييف, وهذا يدل على توتر العلاقات بين الدولتين العظميتين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي في ظل الحصار الاقتصادي والضغط المالي على دول لها ارتباط تعاون وتنسيق مع روسيا مثل الصين وايران امتدادا لدول الشرق الأوسط, حيث الصراع على النفط والغاز والسيطرة على الاقتصاد العالمي بكبح أي دولة تريد الخروج عن نفوذ أميركا ربما سيشعل المنطقة بحرب غير مستبعدة نتيجة اامواجهة العسكرية في البحر بعرض العضلات.
تقول أوساط روسية انها لم تحتل شبه جزيرة القرم بل إن سكان الجزيرة صوّتوا للانضمام إلى الاتحاد الروسي كون العديد من سكانها من أصول روسية, ووجود القوات الروسية في شبه الجزيرة أمر طبيعي لحماية دول الاتحاد, لذلك الوجود الروسي هو لتعزيز هذه القوات, وكما قرأنا أن الوجود الروسي جاء بعد تخوف من هجوم الطرف الآخر, محذرا أوكرانيا من مهاجمة روسيا لأنها ستنتحر إن قامت بذلك.
وكانت روسيا قد وصفت الوضع في البحر الأسود بغير المسبوق, محذرة من أن الأمور في إقليم دونباس تتجه إلى التصعيد.
وتشير القراءات العسكرية الى أن أميركا أرسلت سفنا حربية كرسالة ردع لروسيا, ربما ذلك سيقود لحرب كبرى في المنطقة.
وكانت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل قد ارسلت رسائل لروسيا مطالبة اياها بعدم ارسال روسيا قطع بحرية, تخوفا من اجتياحها اوكرانيا التي تعتبر قاعدة لحلف الاطلسي في مواجهة النفوذ الروسي.
علينا ان نرجع لخطاب الرئيس الاميركي جو بايدن عند وصوله للبيت الأبيض برفع مستوى الخطاب مع روسيا والصين بأنهما الهدف المستقبلي للسياسة الاميركية لكبح نفوذهم وقوة مشاركتهم في الاقتصاد العالمي الذي يعد من أخطر الحروب في المواجهات, نأمل العودة والقراءة للتاريخ عن الحربين العالميتين الأولى والثانية, وسببهما أن الحربين المدمرتين هما نفوذ اقتصادي للسيطرة على العالم.