هل تنجح روسيا في اختطاف الهند من الحضن الأمريكي البريطاني ؟
حيّان نيّوف | كاتب وباحث سوري
بعيد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للهند في السادس من الشهر الحالي ، والتي صدر عنها بيان تضمن محاور الاتفاقات والتعاون بين البلدين وشمل مجالات عديدة ، سياسية وعسكرية وفي مجال الطاقة و مكافحة الجائحة والإنتاج الحربي ، ووسط ذهول الولايات المتحدة ، استلمت الهند الدفعة الأولى من منظومة S400 الروسية للدفاع الجوي ..
لم تنفع التهديدات الأمريكية للهند بفرض عقوبات عليها وفقا لقانون جاستا .. وزير الخارجية الروسي لافروف قال : “لقد أثبتت الهند أنها دولة ذات سيادة ولا تلتفت للتهديدات الأمريكية” ..لم تتوقف الصدمة الأمريكية على هذه الصفقة ، فقد وقعت الهند و روسيا اتفاقا للتعاون العسكري يمتد حتى العام 2031 ويشمل جوانب عدة تتعلق بتوطين التكنولوجيا العسكرية الروسية في الهند ..بنادق الكلاشنكوف ستنتجها الهند بكميات كبيرة ..تسريبات تتحدث عن مروحيات عسكرية ..وكل ذلك يضاف الى الصاروخ المجنح الهندي-الروسي “براموس” والذي اجتاز مرحلة الاختبارات لتبدأ عمليات إنتاجه المتسلسلة ..الشركة الروسية الهندية” براموس” أعلنت أيضا عن خطة لإنتاج صاروخ فرط صوتي تصل سرعته إلى “ستة أو سبعة” أضعاف الصوت …التصريح الروسي الذي أصاب الولايات المتحدة في مقتل كان حول إمكانية تصدير منظومة S500 المتطورة ، حيث رشحت روسيا الهند لتكون أول دولة يمكنها الحصول عليه بعد أن يحصل الجيش الروسي على احتياجاته منها …يشار إلى أن الهند تعتمد على السلاح الروسي بنسبة تصل إلى 58% ..
ليس امام الولايات المتحدة خيارات كثيرة ، فليس لديها ما تقدمه للهند بفاعلية و كلفة وتقنية ودقة السلاح الروسي، والعقوبات ستزيد الشرخ بينها وبين الهند وتدفع الأخيرة إلى مزيد من التقارب مع موسكو ، والغاز الروسي جاهز للتعويض عن أي محاولة أمريكية للعبث بإمدادات الطاقة الهندية ، ومحاولة الولايات المتحدة البناء على التوتر الصيني الهندي باءت بالفشل ، فالتقارب الروسي الهندي كفيل بسحب فتيل التوتر واستبداله بالحوار ..
المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من التخبط الأمريكي ، ومزيدا من التمدد الروسي تحت مظلتي الطاقة والتكنولوجيا العسكرية ، الشرق يطلّّ برأسه على العالم وسط تراجع وانكفاء الغرب …