الدكتور عمران زهوي | كاتب وباحث لبناني
تسارعت الاحداث على الساحة اللبنانية في ظل الانهيار المالي والاقتصادي مروراً بملف تفجير المرفأ وليس انتهاءا بالطيونة ، لم يكفي لبنان ازمات حتى اطلت علينا حادثة تصريح الوزير قرداحي…
لا شك ان من تابع المقابلة وهي اجريت قبل تشكيل الحكومة بشهرين والمصطلحات والمفردات التي استخدمها الوزير لم تكن جديده اذ استعملها عدة زعماء سياسيين منهم جنبلاط وبري كما استعملها الاماراتي وايضا سيدهم الامريكي وحتى الامين العام للامم المتحدة استخدم مصطلح (الحرب العبثية) .
فاتضح للقاصي والداني الموضوع ليس كلمة او تصريح بل المشكل اكثر من ذلك ، فذهب البعض الى التحليل بان ما طلبه السعودي من ايران في المباحثات الجارية بينهم بالضغط على انصار الله لكي يوقفوا تقدمهم في مآرب ، واتى الجواب من الايراني كالصعقة الغير متوقعه بان ايران لا علاقه لها بالملف اليمني وانما حزب الله هو المسؤول عن هذا الملف. واذا اردتم اي شي فتكلموا مع الحزب في هذا الشأن الامر الذي كان وقعه على ولي العهد السعودي ابن سلمان كبير جداً ،وكلام وزير الخارجية السعودي ابن فرحان في قمة العشرين في روما واضحاً عندما قال: بان لبنان تحت هيمنة الحزب ولا بد من تحرير لبنان من هذه الهيمنة، في هذا السياق كانت ردة فعل المملكة قوية جداً ولكي يبحث عن ذريعه لتفجير غضبه عبر بوابة الحزب فكان القرداحي الوسيلة لا بل كبش محرقة. هناك من تحدث عن املاءات امريكيه وداخليه لبنانيه لزيادة الخناق على الحزب في الداخل سيما بعد احداث الطيونه.
لا شك ان اليمن (مأرب ) هي المعادلة التي ستغير كل السياسة في المنطقة وهذه الحرب العبثية على شعب مظلوم كل ذنبه انه لا يرضى الظيم او الانصياع الى الخارج ولا يقبل ان يدنس ارضه محتل فاليمن فيها رجال اشداء اعاروا لله جماجمهم ولا يخافون في الله لومة لائم، فكل التحايا للرجال الرجال (انصار الله) .
واذا كنتم تراهنون على حلف الناتو الشرق اوسطي مع الصهاينة والامريكان ومصر فانتم واهنون لانه سيصب فقط في مصلحة الكيان الغاصب فقط …
بالعودة الى الوراء وتغير السياسة السعودية في لبنان الذي بدأ بعد رحيل الملك عبدالله وبعد مقتل الشهيد رفيق الحريري, والذي كانت تتمايز بالحنكه والخوف على لبنان.
راهن السعودي على الوريث ألرئيس سعد الحريري ان يكون رأس حربة في مواجهة الحزب، الا انه انخرط بالمنظومة السياسية في لبنان ، وتغيرت السياسة والبراغماتية السعودية بوصول ولي العهد محمد بن سلمان وكلامه عن انفاق عشرات مليارات الدولارات في لبنان وتراجع النفوذ السعودي اي ان كل ما دفع لم يؤتي اكله ، واخر ما حصل في عام 2017 من احتجاز سعد الحريري في المملكة واجباره على الاستقالة ، منذ ذلك الوقت اتخذ ابن سلمان قرار بالتخلي عن لبنان . وتوالت الامور في التفاقم والبحث عن ذرائع كالبتغانون والكميات التي كانت تهرب الى السعوديه والتي لا يقبل بها احد والمستغرب لم يخرج يوما بيانا من المملكة يفيد الى من تصل كل هذه الشحنات في السعودية بالاضافه ان هناك دول ايضا منخرطة في التهريب والارقام تتحدث عن عدة دول والكميات المهربة اكتر ولم تتخذ المملكة قرارً كما اتخذته مع لبنان.
ومنذ عام ارسل سفير لبنان في السعودية ان المملكة تخلت عن المنتجات اللبنانية، بالاضافة الى ان الصادرات من لبنان الى السعودية بلغت 213 مليون والاستيراد هو 355 مليون دولار اي بالميزان التجاري المصلحة للملكة ، فنحن كلبنانيين نرفض قطع العلاقات مع الاشقاء العرب اذا كانت لهم مواقف مشرفه مع لبنان ولكن محبةً وانتقاد بناء اتوجه به الى اشقاؤنا في الممكلة ، اليوم انتم تراهنون على حصان خاسر وهو سمير جعجع ولن يكون حليف مشرف لكم، لان يديه مازالت ملطخه بدماء اللبنانيين الذين قتلهم وليس اخرهم ألرئيس الشهيد كرامة ، فلو كل هذا المال انفق في طرابلس على جامعات ومدارس ومستشفيات وسواه(افقر منطقه في لبنان) لكان اليوم في لبنان من يقف قلبا وقالبا معكم ولن يسمح لاي كان ان ينتقد المملكة، ولكن الحصان الدموي الارهابي الصهيوني الذي راهنتم عليه اول من تخلى عن حليفه الرئيس الحريري فما بالكم عندما توقفون الدعم عنه ماذا سيحدث؟!!
اما اليوم فالرئيس ميقاتي في موقف لا يحسد عليه فاما ان يستقيل وهناك رفض امريكي وفرنسي وروسي وبريطاني للاستقالة ، واما الحل الثاني استقاله الوزير قرداحي ولكن هل استقالة قرداحي سوف تعيد الامور الى ما كانت عليه وتعود المملكة الى دورها الراعي للبنان والاخ الذي يقدم يد العون اليه والاحترام المتبادل على قاعدة دولة لها سيادة ؟
لذلك ندعوا المسؤولين في المملكة الى العودة عن قرارهم والتطلع الى اخوان لهم ينتظرون ان يشدوا عضدهم لا ان ينظروا لهم وهم يصارعون ازمات معيشيه كبيرة .
فهناك كثر من المواطنين الذين يحبون المملكة ويجب ان ترى المملكة التغيرات في المنطقة واخرها ما حدث بالامس من مقارعة ومواجهة لاقوى دول العالم (امريكا ) من قبل الجيش الايراني . فالتحالف مع من يريد ان يكون حليفا صادقا من دون شروط افضل ممن كان يعتبركم بقرة حلوب ويسرق اموالكم بحجج واهية . لقد حان الوقت لتغيير سياستكم الخارجيه لما فيه مصلحه لكم ولشعبكم وللمنطقة ككل وكعرب ودول اسلامية .