تحدث خبير المياه المصري نادر نور الدين عن امتلاك مصر لكمية ضخمة من المياه لم يسبق لها مثيل لأول مرة منذ 20 عاما في مفيض توشكى.
وقال خبير المياه المصري نادر نور الدين في تصريحات لـRT، حول استقبال مفيض توشكى لكميات كبيرة من المياه في العام الماضي، إنه من المعروف أن السدود الركامية مثل السد العالي في مصر تختلف عن السدود الأسمنتية مثل سد النهضة الاثيوبي حيث لا تسمح السدود الركامية بأن تعلوها أو تمر من فوقها أي كميات من المياه بعد امتلاء بحيرة تخزينها وإلا فقد يصاب السد بأضرار جسيمة قد تصل إلى حد انهيار السد ذاته.
وتابع: “لذلك لابد من وجود مفيض في السدود الركامية عند أقصى ارتفاع مسموح به لمياه السد يصرف المياه الزائدة عن السعة القصوى لتخزين بحيرة السد في منطقة شاسعة يمكنها استيعاب كميات كبيرة من المياه وهي في حالة السد العالي منطقة توشكى الصحراوية ومفيض توشكى”.
وأشار نور الدين إلى أن فيضان العام الماضي 2022 كان عاليا للغاية ووصلت كميات زائدة من المياه إلى السد العالي وتم فتح المفيض لتصريف هذه الكميات عبر المفيض إلى صحراء توشكى الرملية والتي لا يمكنها تخزين هذه المياه لتربتها الرملية الخشنة ولكن يستفاد منها في شحن المياه الجوفية جزئيا لهذه المنطقة ليستعان بها مستقبلا في ري المناطق الزراعية في منطقة توشكى، كما أنه لا يمكن ضخ هذه المياه الزائدة عن سعة تخزين بحيرة السد العالي في نهر النيل حيث يمكن أن تغرق نحو 144 جزيرة سكنية وزراعية داخل مجرى النهر وأشهرها جزر الوراق والزمالك وجزيرة الذهب وفيلة ومعبدها، وغيرها وبالتالي فهناك حد أقصى لضخ مياه النيل داخل مجرى النهر حفاظا على حياة البشر والزراعة لقاطني هذه الجزر، بالإضافة إلى إمكانية تضرر قناطر إدفينا وفرسكور في شمال الدلتا وقناطر أسيوط وسوهاج وقناطر الدلتا والعديد من منشآت الري المقامة على مجرى النهر داخل الحدود المصرية.
ونوه بأنه كانت مياه الفيضانات الغزيرة في السابق تغرق كافة مدن الصعيد وتغطي كل أراضي الدلتا لمدة ثلاثة أشهر تتوقف فيها الزراعة ويتضرر البشر ولهذا تم بناء السد العالي في مصر لمنع هذه الأضرار والحفاظ على المياه العذبة من الإهدار في مياه البحر المتوسط المالحة، لأن البشر أولى بهذه القطرات الثمينة من البحر، على عكس إثيوبيا التي تتكون من هضاب وتلال لا تتضرر أراضيها ولا سكانها من الفيضانات الغزيرة بل تصدرها وتصرفها على السودان ومصر كما حدث في العام الماضي وتوقفت الحياه في السودان بسبب الفيضان الغزير.