مدار نيوز-نابلس-5-1-2021-كتب محمد أبو علان دراغمة: صحيفة إسرائيل اليوم العبرية المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كتبت عن محاولات نتنياهو التقرب من الجمهور العربي في الداخل الفلسطيني المحتل قبيل الانتخابات ال 24 للكنيست الإسرائيلي:
“نتنياهو سيكسب إن استمر في احتضان واحترام الجمهور العربي، استطلاعات الرأي العام تظهر ارتفاع في حجم الدعم لحزب الليكود بين أصحاب حق الاقتراع في الوسط العربي، وذلك على خلفية حملة “التقارب” لرئيس الحكومة، وانفصال عضو الكنيست منصور عباس عن القائمة المشتركة، يجب تغيير الافتراض القائل بأن الجمهور العربي موجود على يسار الخريطة السياسية”.
بين ليلة وضحاها اكتشف بنيامين نتنياهو أن هناك جمهور عربي في الداخل الفلسطيني المحتل، وإن هذا الجمهور العربي يعاني من انتشار العنف وتفشي الجريمة التي حصدت أكثر من 100 قتيل في العام الماضي، ووعد بالبدء في وضع خطة للقضاء على العنف والجريمة.
وفجأة بدأ يفكر في تعيين مواطن عربي في قائمة حزب الليكود لانتخابات الكنيست ال 24، ويفكر أيضاً في تعيين وزير عربي في حكومته القادمة إن كتب له تشكليها.
موقف نتنياهو وحزب الليكود من الناخبين العرب في انتخابات 2021 مختلف تماماً عن موقفه إبان الانتخابات للكنيست الإسرائيلي في العام 2015، وانتخابات الأعوام2019 -2020.
في العام 2015 وفي منتصف يوم الانتخابات أطلق نتنياهو تصريحه العنصري ضد الناخبين العرب لدفع مزيد من الناخبين اليهود الخروج لصناديق الاقتراع والتصويت له، حيث قال يومها:” إن المصوتين العرب يهرعون بكميات كبيرة إلى صناديق الاقتراع على متن حافلات تمولها جمعيات أهلية وجهات خارجية”، تصريحات عنصرية اضطر نتنياهو لتقديم اعتذار عنها لاحقاً.
والموقف العنصري الآخر ضد الناخبين العرب، في الانتخابات الإسرائيلية للكنيست ال 23 حين طلب نتنياهو وحزب الليكود تركيب كاميرات مراقبة داخل صناديق الاقتراع في القرى والمدن العربية بدعوى أن عمليات تزوير تتم في الانتخابات في المدن القرى العربية، حتى وصل الأمر بقيام نشطاء حزب الليكود بنشر كاميرات في مواقع سرية في صناديق الاقتراع العربية.
تحريض نتنياهو وحزبه حزب الليكود ضد العرب في الداخل المحتل بشكل عام، وضد أعضاء الكنيست العرب والقائمة المشتركة قبيل الجولات الانتخابية في العامين الماضيين، جاء بنتائج عكسية بالنسبة لهم، القائمة المشتركة عززت قوتها بالكنيست الإسرائيلي في الانتخابات الأخيرة إلى 15 عضو كنيست، حيث أدت تصريحات نتنياهو وتحريضه لمزيد من التكاتف العربي حول القائمة المشتركة.
في ظل هذه النتائج الإيجابية للقائمة المشتركة بعد تحريض نتنياهو على الجماهير العربية وأعضاء الكنيست العرب في الجولات الانتخابية السابقة، يلاحظ أن نتنياهو وحزب الليكود استخلصوا العبر، ويبحثون الآن عن طريق مختلف لمحاولة استمالة جزء من الناخبين العرب، وإضعاف القائمة المشتركة.
بدايات نتنياهو لضرب القائمة المشتركة كانت بفتح حوار واتصالات مع أعضاء الكنيست في القائمة المشتركة عن الحركة الإسلامية-الجناح الجنوبي برئاسة عضو الكنيست منصور عباس، والذي تسببت اتصالاته مع نتنياهو بأزمة داخل القائمة العربية المشتركة.
حيث قدم نتنياهو وعد لعضو الكنيست منصور عباس بالعمل على محاربة الجريمة في الوسط العربي، وتخصيص موازنات، وتجميد عمليات هدم المنال في القرى العربية، مقابل ذلك، امتنع ـأعضاء الكنيست عن الحركة الإسلامية-الجناج الجنوبي من التصويت على قانون حل الكنيست وإسقاط حكومة نتنياهو.
الخطوة الثانية من نتنياهو لاستمالة الناخبين في الوسط العربي، ومحاولة ضرب القائمة المشتركة، قيامه بجولات في مراكز التطعيم ضد فيروس كورونا في القرى والمدن العربية، والتقاطه الصور مع متلقي اللقاح رقم مليون والذي كان من سكان أم الفحم، إلى جانب إعلانه أنه سيحارب الجريمة في الوسط العربي، وإنه يدرس تعيين عضو كنيست عربي في قائمة الليكود، وتعين وزير عربي في حكومته.
رغم محاولة نتنياهو الترويج لنجاحه في استمالة الناخبين في الوسط العربي، وإن لليكود سيحصل على مقعدين على الأقل من الناخبين العرب، إلا أن لعبته مكشوفه تجاه العرب، سامي حراكي، نائب رئيس بلدية الطيرة علق على زيارة رئيس الحكومة نتنياهو لمراكز التطعيم ضد فيروس كورونا في الوسط العربي قائلاً:
” نتنياهو يرى بنا ناخبين محتلمين، وجاء فقط في مرحلة الانتخابات، وهذا يظهر اتجاه تفكيره، إنه لا يرى فبنا مواطنين”.
الصيدلانية والناشطة العربية من مدينة الطيرة في الداخل المحتل ديانا منصور قالت هي الأخرى عن زيارات نتنياهو، وتصريحاته تجاه الوسط العربي:” نتنياهو شخص مخادع، ولا يريد غير الأصوات العربية”.
حتى قيادات حزبية إسرائيلية لم تقتنع بموقف نتنياهو تجاه العرب في الداخل المحتل، جدعون ساعر المنشق عن الليكود علق على موقف نتنياهو قائلاً: “بعد سنوات من التراخي والتقاعس، استذكر رئيس الوزراء الليلة الحديث عن صياغة خطة للقضاء على الجريمة في المجتمع العربي، من المؤسف أن هذه القضية لم تهمه حتى يومنا هذا، وأن حكومته لم تمنع سوى مؤخرًا تمرير مشروع قانون للحد الأدنى من الأحكام بحق حاملي الأسلحة غير المرخصة، والمتاجرين بالبشر”.
وفي السياق ذاته، رئيس حزب يش عتيد يائير لبيد غرد هو الآخر على تويتر قائلاً:” هناك مثل عربي قديم يقول ، إذا كنت كاذبًا ، فكر جيدًا قبل أن تكذب، إذا كنت كاذبا ، فلا بد أن لديك ذاكرة جيدة ، لئلا يكشفوا أكاذيبك “.
ويبقى السؤال، تغيير رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للغة الخطاب تجاه الجماهير العربية في الداخل المحتل قبيل الانتخابات للكنيست الإسرائيلي ال 24، هل سينجح في استمالة ناخبين عرب لصالح حزب الليكود، غير المُطعم بلقاح فيروس كورونا رقم مليون من أم الفحم الذي أعلن أنه سيصوت لليكود؟.
The post هذه المرّة نتنياهو ينظر للعرب من خلال فتحة صندوق الاقتراع appeared first on وكالة مدار نيوز.
الكاتب : mohammad
الموقع :madar.news
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2021-01-05 12:21:50
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي