نعم لإسقاط دويلة حزب الله
ناجي امهز | كاتب وباحث لبناني
دعونا نتحدث بصراحة متناهية فانا انسان اعتقد باني امتلك العقل، لذلك لن اكتب بنصف اصابعي.
لبنان الذي نعرفه انتهى وهناك اجماع على تذيل هذه العبارة، لبنان انتهى.
ولكن من الذي أنهي لبنان، من الذي دمر لبنان وسرق شعب لبنان.
اذا كان حزب الله هو الذي سرق شعب لبنان، فان حزب الله اعلن مرارا وتكرارا بان تمويله من ايران، وحتى خصوم واعداء حزب الله يعترفون ويقرون بان حزب الله تابع لإيران بسبب ان تمويله إيراني، اذا حزب الله لم يسرق أموال اللبنانيين.
يقال ان المحسوبيات والتوظيفات هي التي أدت الى افلاس الخزينة، الجميع يعلم، انه من بين مائة الف موظف في الدولة لا يوجد موظف واحد للحزب، ويمكن لأي اعلامي او بمنصب رسمي ان يتأكد، بل ان الذي يتوظف بالدولة وهو منتسب لحزب الله يفصل من حزب الله، اذا حزب الله ليس مسؤولا عن أي توظيفات ارهقت خزينة الدولة بينما بقية الأحزاب تأخذ حصتها بالتوظيفات وبالزائد.
يقال ان حزب الله هو المسؤول عن العقوبات المفروضة على لبنان، منذ عام 1982 حتى عام 2000 يتم قتل المنتسبين لحزب الله بدم بارد ويعتقل أنصاره ومنهم من مات تحت التعذيب من قبل إسرائيل وعملائها اللبنانيين، ومع ذلك عندما نجح بتحرير لبنان من إسرائيل، انزعجت أمريكا ومعها اتباعها واخذت تفرض العقوبات على حزب الله، ممكن ان نفهم ماذا كان المطلوب من حزب الله، مثلا ان يترك الإسرائيلي وعملائه يسرحون ويمرحون ويغتصبون ويقتلون يحتلون ويعتدون على الشعب اللبناني، وهو يتفرج، او ان يذهب الى الإسرائيلي وهو رافعا يديه او ان يقتل نفسه، حتى ترتاح إسرائيل، وترضى أمريكا.
يقال ان حزب الله هو المسؤول عن الانقسام اللبناني، بالحقيقة حزب الله ليس المسؤول عن الانقسام اللبناني، فكما يوجد في لبنان فريق مع إسرائيل يعمل على دعمها، وقاتل السوري والفلسطيني، وقتل مئتاي الف لبناني متعاطفين مع الفلسطينيين، فان حزب الله يقاتل إسرائيل، ويدافع عن السوري والفلسطيني، لكن المفارقة ان حزب الله لن يقاتل اللبنانيين الذين يدعمون إسرائيل بل سيقاتل إسرائيل نفسها، وإسرائيل تعرف وتدرك هذا الامر جيدا.
يقال ان حزب الله انشا دويلة، نعم حزب الله انشا دويلة وهو يقوم بالصرف عليها وتامين الكثير من المساعدات الطبية والغذائية لها ويعطي من يريد من خارج دويلته، ولكن دويلة حزب الله ليست على حساب لبنان بل على حساب ايران، يعني دويلة حزب الله توفر على خزينة لبنان.
وانتم تتكلمون عن دويلة حزب الله ولكن لا تتكلمون عن عشرات المماليك التي بنيت على حساب الدولة، وكل ملك بهذه الممالك يورث ابنه او صهره هذه المملكة، وجميعها بنيت على حساب الدولة.
اقله في دويلة حزب الله، ليس ابن امين عام حزب الله نائبا في هذه الدويلة ولا زوج ابنته زعيما فيها، اما في ممالككم، ما شاء الله عائلات تتوارث، والبقية كالقطيع.
تتكلمون عن الشيعة وان الشيعة بعزلة، انا ناجي امهز الشيعي ووالدي شيعي وامي شيعية، وانا من بلاد جبيل، واختي معمدة اسمها برناديت، فالشيعة لم يعرفوا او عاشوا الانعزالية او الطائفية.
انا قاتلت ودافعت عن الطائفة المارونية طيلة عقدين من الزمن، واعتقلت وعذبت، وكدت ان اقتل، وغالبية اركان السياسة المارونية ومنهم الكنسية، يعرفونني بالاسم والشكل، ويعترفون ان ناجي امهز داهية بالسياسة، وانه ابتكر عشرات الأفكار التي غيرت الكثير بالمعادلة على المستوى الإعلامي في تلك الحقبة، وحتى نخبة النخبة المارونية من رفاق كميل شمعون وبيار الجميل، الذين علموني واطلعوني على كافة اسرار لبنان والمنطقة والعالم، ومنهم من قال ان اردتم ان تعرفوا شيئا عن السياسة المارونية اسالوا ناجي امهز، ومع ذلك لم اشاهد ماروني واحد قال لي الله يعطيك العافية، او قدم لي وساما على نضالي من اجل السيادة والحرية والاستقلال والعيش المشترك، او كما يقال ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم، او اقله قال لي تفضل هذا جزء من تعبك، كي يعرفوا بقية الشيعة واللبنانيين ان الموارنة لا ينسون من وقف معهم، بل عندما انتهت الحرب كنا كأننا لم نكن موجودين، وانا اكتب هذا الكلام لان الغالبية المسيحية تعرف عمق كتاباتي وصدقيتها التاريخية، وان همي الوحيد انقاذ لبنان كما حاولوا الموارنة الأوائل انقاذه.
أنتم تقضون على لبنان، واكثركم لن يستطيع العيش عشرة سنوات بسبب تقدم العمر، الى اين تأخذون هذا الشعب المسكين الى اين.
أوقفوا الرقص على القبور، واجلسوا حول طاولة ربما تنقذون الوطن وعوائلكم، العالم تغير، ولبنان لن يستطيع ان يستمر، فالقرار العميق هو تهجير المسيحيين، فانا عام 1996قرات الوثيقة الفرنسية الصادرة عام 1920 والتي كانت تطالب بمعاملة المسيحيين على انهم مذنبين، والانتداب الفرنسي هو الذي حرض فئة قليلة من الشيعة والنصيرين والدروز، من اجل طرد المسيحيين من جبل لبنان، عندها قام وفد من العشائر الشيعية والتقى البطريرك الحويك رافضين هذه الأفعال الفردية، فطالبهم البطريرك بمواجهة الفرنسيين في البقاع، فصدر قرار من الحكومة الفرنسية بعدم دخول الفرنسيين الى البقاع استمر لسنوات، والبطريرك حويك هو الذي اعترض عند الحكومة الفرنسية على احتلال نابليون بعض الأوقاف المارونية، فقالت له الحكومة الفرنسية ان كنت تريد استرجاع الأوقاف المارونية ادفع ثمنها، حتى حاضرة الفاتيكان لم تستطيع استرداد الأوقاف المارونية بل ساهمت بمبلغ قدره ثلاثون الف فرنك وبالفعل جمع البطريرك مبلغ مائة وخمسون الف فرنك ليسترد الأوقاف المارونية، وعندما طالب البطريرك الحويك بلبنان الكبير حصل انقسام في الكنيسة، فهناك من كان يريد فقط جبل لبنان، فقال لهم طالما فرنسا تطالب بالولايات المتحدة السورية يعني انها لا تريد لنا الخير والخير والاستمرار والاستقرار هو في وطن يعيش فيه المسيحيين والمسلمين، والا لن تستقر دولة مسيحية بظل العالم الإسلامي، وبالفعل هذا ما تبين عندما انتشرت داعش، هذا هو التاريخ ومن لم يتعلم من التاريخ لن يكون له مستقبل، حتى ان وعدوكم بفدراليات، فالمشروع العميق هو تقسيم جميع الأوطان العربية لتقليص مساحتها، كي تتوسع دولة إسرائيل وتتمدد، من الفرات الى النيل ومن الأرز الى النخيل،
وان كنتم لا تصدقون اسالوا العارفين، وسيخبرونكم ان دولة إسرائيل لن تقوم الا باحتلال صور، وإسرائيل التي عجزت عن احتلال شبر من تراب لبنان عام 2006 لن تقوم، طالما حزب الله قائم.
فان كنتم تريدون اسقاط دويلة حزب الله، لقيام مماليككم ودولة إسرائيل فلا تلوموا حزب الله لأنه يدافع عن نفسه، وأيضا يدافع عنكم لان إسرائيل لا تريد المسيحيين في الشرق ولو كانت تريد المسيحيين في الشرق لما هجرتهم من فلسطين.