مدار نيوز/
كيف يمكن ان تقنع جارك ، زميلك ، رفيقك او صديقك ، اننا أمة واعدة ، سيكون لها شأن آخر غير الذي شهدناه وعايشناه في أزمة الكورونا الرابضة في الحقبة الترامبية التي امتدت اربع سنوات كاملة وكادت ان تتمدد لتصل ثماني سنوات ، أهدى خلالها “القدس” كلها بما تمثل من حالة دينية وتاريخية وحضارية و وجدانية لعدونا عاصمة موحدة وابدية دون أدنى حد من المقاومة بما فيها المقاومة السلمية ؟ واهم من يظن ان ترامب لن يعود بعد اربع سنوات ، ليس بالضرورة ان يكون اسمه الاول دونالد ، فتاريخ تلك البلاد الدامية مقسوم بين حزبين لا ثالث لهما ، يتنازعان خيرات العالم وهيمنته بالحديد والنار والمال ، فإذا ظل حال هذه الامة على ما كان عليه خلال السنوات الماضية ، وهو الانتظار ولا شيء غير الانتظار ان يذهب ترامب ليأتي بايدن ، فكأنك يا ابو زيد ما غزيت ، في الماضي انتظرنا ان يغير الله بوش بأوباما ، وقبله كلينتون وقبله جيمي كارتر ، فماذا فعلوا لنا ولأمتنا ، وهل مجيئهم حال دون ان يأتي ترامب وقبله بوش الصغير والكبير و رونالد ريغان .
الامر نفسه بعد اتفاقية اوسلو انسحب على اسرائيل ، بدءا من شامير الذي كان يهدف الى مط المفاوضات الى عشر سنوات ، فاستخلف برابين ثم بنتنياهو فشارون فباراك فاولمرت ، واليوم ننتظر ذهاب نتنياهو فيأتي بني غانتس .
وإذا كان “الانتظار” ينفع في السياسة كما هيء للطبقة السياسية الحاكمة في فلسطين عبر ثلاثين سنة ، حيث تقوضت الارض استيطانا ومستوطنين ، وشطب حق عودة اللاجئين واصبحت الدولة المزعومة أشبه “بالجبنة السويسرية”، واستل الاخوة خناجرهم المسمومة ليغرسونها في الظهر ، فإن هذا الانتظار لم ينفع مع الكورونا ، وبدت الامة من محيطها الى خليجها بملايينها الاربعمائة مليون واكثر من عشرين دولة بعشرين رئيس وعشرين علم وعشرين حدود وعشرين عملة وعشرين مخابرات وعشرين مفتي وعشرين جيش ، بدت عارية عاجزة حتى عن محاولة انتاج لقاح ضد هذا الفيروس ، تقنع فيه الاجيال الصغيرة اننا امة لها مكانها تحت الشمس ومكانتها بين الامم .
لم تستطع مئات الجامعات العربية ، ولا الاف الجوامع والمستشفيات والمختبرات ووزارات الصحة من ان تسعفنا بلقاح عربي نقدمه لابناء هذه الامة الصابرة صبر البعران ، وهذا بحد ذاته ماض انقضى وذهب في حال سبيله ، لكن من قال ان الكورونا لن تعود من جديد ، كما سيعود ترامب في اسم جديد بعد اربع سنوات ، أليس اسمها العلمي كوفيد 19 ، بمعنى ان 20 في الطريق ، فهل نحن قادرون على شيء من هذا القبيل في السنة القادمة او في العقد القادم، وما المطلوب منا ان نفعل لكي نقدر ، أم اننا سنحول كل هذا العجز الى انتصارات وهمية حينا، و البحث عن مشاجب التبرير نعلق عليها ملابسنا القذرة ، حينا آخر .
The post نرامب سيعود، وكذلك الكوفيد… بقلم: حمدي فراج appeared first on وكالة مدار نيوز.
الكاتب : نور حميدان
الموقع :madar.news
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2020-12-07 15:29:10
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي