نظمت السفارة اليمنية في دمشق اليوم ندوة حقوقية لبحث واقع الحالة الإنسانية، في ظل استمرار جرائم العدوان السعودي الأمريكي، وسبل الملاحقة القانونية لمنتهكي القانون الدولي الإنساني ومحاكمتهم مستقبلا.
شارك في الندوة سفير الجمهورية اليمنية عبد الله صبري والدكتور جورج جبور رئيس رابطة سوريا والأمم المتحدة والدكتورة ميادة رزوق نائب رئيس وحدة العلاقات الدولية في المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة والدكتور يحيي الحديد رئيس مركز الخليج للديمقراطية وحقوق الانسان، والسيد آرنو ديفيلي المحامي الفرنسي والدولي، وأدارها الصحفي الفلسطيني الأستاذ إبراهيم أبو ليل.
وفي بداية الندوة رحب السفير صبري بالمشاركين والحاضرين والضيوف، وقال: نسلط الضوء في هذه الندوة الحقوقية على فيض من غيض جرائم تحالف العدوان، فالحرب على اليمن تعد واحدةً من أكثر الحروب وحشية ودموية، وكشفت الحقد الدفين لآل سعود وتحالف الحرب المدعوم أمريكياً بارتكاب أبشع جرائم إبادة جماعية مما تسبب بأكبر وأسوأ أزمة إنسانية بالعالم، مضيفاً: لم يرتوي التحالف الإجرامي بصور ومشاهد القتل الدموي اليومي، وكلما خسر معركة عسكرية يعود لينتقم من النساء والأطفال ويرقص على الأشلاء والدماء، مطمئننا أن أخلاقنا وقيمنا لا تسمح أن نرد على جرائمه بمثلها، فللحرب قواعدها الدينية والإنسانية التي يحترمها شعبنا وجيشنا وأبطالنا.
ولفت السفير صبري إلى ازدواجية المعايير لدى ما يسمى بالمجتمع الدولي تجاه الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان، مؤكدا إن المجتمع الدولي بدءاً من مجلس الأمن والأمم المتحدة كلهم شركاء في الجرائم والمجازر والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب اليمني ومسؤولون عن استمرار الحرب والحصار .
من جانبه أوضح آرنو ديفيلي في ورقته البحثية أن اليمن يتعرض إلى حرب تدميرية ممنهجة وإبادة جماعية تستهدف الأطفال والنساء والمسنين الأبرياء، وتدمير للبني التحتية والمعالم الأثرية والتاريخية والمستشفيات والجسور وكل معالم الدولة في خرق وأضح لقوانين جنيف والاتفاقات الدولية في حالة الحروب، وأضاف: يستخدم تحالف العدوان السعودي الأمريكي سلاح المجاعة لإخضاع الشعب اليمني، متسبباً بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، إذ خلّفت أكثر من 20.7 مليون شخصًا بحاجة للمساعدة الإنسانية اليومية، وأكثر من 400 ألف طفل معرّضين لخطر الموت، و16.2 مليون يمني يصارعون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي.
فيما أشار الدكتور يحيي حديد في ورقته التي قدمها عبر تقنية الفيديو إن ما يحدث في اليمن من حرب عبثية خلفت الكثير من الجرائم والمآسي والمعاناة بغطاء دولي، فإنما تستهدف الحضارة اليمنية والإنسانية والتاريخية بمشهد تدميري ممنهج والصمت الذي تنتهجه المنظمات الحقوقية والإنسانية حيال الجرائم الإنسانية والانتهاكات الجنائية المرتكبة بحق اليمنيين عامة والنساء والأطفال خاصة، يعزز اليقين لدى الجميع بأن الصمت الأممي هو القاتل الحقيقي للشعب اليمني، ويضع هذه المنظمات امام زيف ادعائها وتشدقها بالدفاع عن الحقوق والحريات والإنسانية.
من جانبها قالت الدكتورة ميادة رزوق أن العدوان على اليمن اتسم بالطابع الإجرامي متجاوزاً كل القوانين والأعراف الدولية بما فيها القانون الإنساني الدولي، وأشارت إلى أن الأمم المتحدة شكلت غطاء سياسياً وحقوقياً لإجرام تحالف العدوان السعودي الأمريكي فارتكب مجازر وجرائم مريعة وانتهاكات جسيمة بحق أطفال ونساء اليمن، مؤكدة أن جرائم التحالف بحق الشعب اليمني ستكون وصمة عار على جبين الأمم المتحدة ومنظماتها والمجتمع الدولي.
الدكتور جورج جبور تناول في ورقته الخلفية التاريخية لحقوق الإنسان منذ حلف الفضول وحتى اليوم وقال بأن اليمن مظلوم عربياً ويتعرض منذ أكثر من سبع سنوات لحرب عبثية على مرأى ومسمع من المجتمع والمنظمات الإنسانية الدولية.
تخلل الندوة عرض فيلم وثائقي عن المجازر الوحشية بحق المدنيين واستهدف الأحياء السكنية بالقصف الهمجي الذي لا يراعي قواعد الحرب الأخلاقية.