فاطمة شكر | كاتبة واعلامية لبنانية
استطاع حزب الله كعادته أن يسيطر على جمهوره، هو الذي ما انفك يوماً عن ايجاد حلولٍ لكل ما يجري في لبنان، ولم يترك يوماً ثغرةً إلا وحاول معالجتها، الا أن مجزرةَ يومِ الخميس كان وقعها قاسياً على كل اللبنانيين الشرفاء، ليس خفياً على أحدٍ إجرام البعض وتواطئه مع الخارج، لكن العبرة تبقى في الحفاظ على الوطن كله.
في مضمونِ كلامِ الأمين العام السيد حسن نصر الله تأكيدٌ واضحٌ على مبادىءَ ثابتة هي الوحدةُ الوطنيةُ والحفاظُ على الصفِ الواحد، لكن التطورَ الأمني يوم الخميس الفائت أعاد خلط الأوراق وساهم في التركيز على عناوين عريضة.
وإستناداً الى كل ما جرى، تؤكد المعلومات أن هناك محاور ومرتكزات جديدة تفصِّلُ خطاب الأمين العام السيد حسن نصر الله، وهذه المرتكزات تهدف الى تفصيل الواقع الميداني الجديد للمرحلة المقبلة، وهذه المرحلة أهم ما فيها هي تحديدُ العوامل الأساسية والمرتكزات التي تقوم على وضع خطوط عريضة لمرحلةٍ جديدة تسبق الإنتخابات النيابية المقبلة في ربيع العام القادم ٢٠٢٢ وتحدد الخصوم في تلك المرحلة، لا سيما التقسيمات المرتقبة خلال هذه الإنتخابات . وبالتالي، فإنها تقوم على التمييز بين العدو والصديق للداخل والخارج في إطار المستجدات الخارجية والداخلية منها، كما تقوم على تثبيت عوامل من شأنها إظهار كل ما هو له علاقة بالتحالفات الداخلية، لا سيما بإتجاه التيار الوطني الحر والحلفاء مع حزب الله أو مع محور المقاومة.
وبذلك فند السيد نصرالله كل هذه المعطيات بإعطاء إشارات لكل طرف من هذه الأطراف، واكد على صوابية واستهداف «القوات اللبنانية» كعدو لهذه المرحلة واستمرارية العدوانية بإتجاه ما قامت به يوم الخميس الفائت. واشار مصدر سياسي الى أن السيد حسن نصرالله أرسل إشارات الى المقربين والحلفاء وحتى مؤسسة الجيش، وركز على أهمية الضوابط بين محور المقاومة وهذه المؤسسة، مع العلم أنه أعطى إشارات توحي بأن هناك بعض الثغرات تشوب هذه العلاقة، وبالتالي فهي تهدف الى تشكيل جبهة واحدة موحدة عريضة تشمل كل هذه القوى وتحديداً الأهداف حيث لا يقوم أي طرف من الأطراف الداخلية بتخطيها وتحديد كل ما هو له علاقة بالإستهداف لهذا المحور، وأن كل هذه الإشارات والتوضيحات سترسم الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة.
وأضاف المصدر أنه لا توجد أي مخاوف من حرب أهلية، وأن أي ردة فعل سوف تكون باتجاه حالةٍ معينةٍ تُختصرُ بجماعةٍ باتت لا تمثل بيئةً طائفية معينة، بل على مجموعة أو حزب لايتعدى المكون الطائفي، مع التأكيد على التعايش المشترك والعمل على اخراج أصحاب الفتن في الغرف السوداء المرتبطة بعدد من الدول والتي ما زالت تحاول الإصطياد في الماء العكر.
واكد المصدر ان «القوات اللبنانية» سعت منذ زمنٍ بعيد الى توجيه أصابع الإتهام نحو الحزب في كل ما يجري من أحداث على الساحة اللبنانية، لا بل واتهامه بكل ما يجري وكانت كل محاولاتها تبوء بالفشل، أما اليوم فإن المعادلة تغيرت، وها هو حزب الله يوجه التهم الى «القوات» ومن دون تردد ويطالب بالمحاسبة بكل شفافية فيما يخصُ جريمة الطيونة…
الأيام المقبلة ستكشفُ عن الكثير من الخبايا من خلال التحقيقات التي ستستكمل، وما على ذوي الضحايا والشعب اللبناني إلا الإنتظار حتى ظهور الحقيقة كاملةً.