أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أنه بدأ تواصلًا منذ فترة تكليفه مع الصناديق العربية في سبيل إعادة تفعيل مشاريع الدعم للبنان، مشيرًا إلى أنه تواصل مع الكويت “لإعادة إحياء قرض ميسر وطويل الأجل لإنجاز خطة الكهرباء وبناء معامل”، خصوصًا أنها “سباقة في الوقوف إلى جانب لبنان وكانت دائمًا صاحبة الخطوات الإستباقية في توفير المساعدات العاجلة والضرورية له عند الأزمات الكبرى”.
ولفت ميقاتي إلى أنه “قبل التقاط الصورة التذكارية بدأت اجتماعات مع الوزراء لوضع السياسة العامة للحكومة، التي ستنقسم إلى أولويات متعددة، أولها الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وثانيها وضع أسس التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وثالثها وضع سياسة خارجية عامة تعيد لبنان إلى حيوية علاقاته مع الدول الصديقة والشقيقة وفي مقدمتها الدول العربية، وخصوصاً الخليجية، لأن قناعتي كقناعة الجميع أنه لا يمكن للبنان أن يكون غريباً عن محيطه العربي، وأنا لا أطلب شيكاً على بياض، ونحن نعلم أن زمن المعجزات المالية قد ولّى، ولا يمكن الحصول على المساعدات إلا بناء على برنامج واضح المعالم واستثمارات شفافة وواضحة الوجهة، وهو ما سيكون عنصراً أساسياً من عناصر عمل الحكومة”.
وأضاف في حديثه للصحيفة: “التواصل بدأ منذ فترة، لكن الأمر يبدأ من تحصين أنفسنا في مجلس الوزراء لعدم السماح بتسلل رياح الانقسام السياسية الداخلية أو ذات التأثير الخارجي، فضلاً عن بناء سياسة خارجية واضحة المعالم تعيد لبنان إلى خريطة الشرعية العربية والدولية، وتبقيه في حضن الجامعة العربية ومقرراتها، بعيداً عن سياسة المحاور، ومثلما كنت أول من اقترح معادلة النأي بالنفس أقترح الآن معادلة التوازن اللبناني في العلاقات مع كل القوى”.
وشدد على أنه “نريد وضع أيدينا بأيدي بعض لتحويل المستحيل إلى ممكن، فلن يكون هناك عجائب ولا يمكن توقع حصول معجزات ما لم نعمل إلى جانب بعضنا، فمن يسعَ يصل، وقد سعيت لتشكيل الحكومة ونجحت، ونحن لا نريد التعاطي بالسياسة، فليس وقتها الآن، بل يجب العمل للإنجاز، بغض النظر عن الحديث عن الثلث والثلثين وكل هذه التحليلات، ولو كان هناك من يريد التعاطي في المجال السياسي أو لمصلحة قوى سياسية، لكان الأفضل عدم تشكيلها، فإما شيء للوطن وإلا فلا داعي لهذه الحكومة، ولا داعي للحديث في جنس الملائكة وهذه الخلافات التي لا تنتهي حول من الذي سمّى الوزراء”.
وأكد بأنه لن يسمح “بتحويل مجلس الوزراء إلى حلبة للصراعات أو الخلافات، فأنا ورئيس الجمهورية متفقان على ضرورة العمل بتناغم كامل لإنقاذ البلد، فمصلحته أن تنجح الحكومة، وهي مصلحتي أيضاً ولبنان واللبنانيين”.