موسكو عازمة على مساعدة لبنان.. أجواء إيجابية في لقاءات الوفد الروسي

  1. لم يكن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخير عن استعداد شركات أجنبية لإنشاء مصافي للنفط خلال 6 أشهر دون ان تدفع الدولة اللبنانية ليرة أو دولار واحدا، دون تحضيرات ومعطيات مسبقة في حوزته، حيث أكدت مصادر مطلعة للخنادق أن زيارة الوفد الروسي إلى لبنان اليوم تم التحضير لها منذ مدة وبالتنسيق مع حزب الله وإيران.

زيارة الوفد الروسي لم تكن وليدة الساعة، فمع دخول روسيا إلى الساحة السورية ومساعيها الدؤوبة لإعادة الإعمار فيها، عززت رغبتها بجعل العمق اللبناني “بوابة العبور” إلى سوريا واستقرارها وإعمارها، وهي خطوة متقدمة قبل البدء بمرحلة التنفيذ، فمنذ حوالي الشهر والنصف جاء الوفد الروسي ذاته إلى لبنان والتقى بأغلب الكتل السياسية، لاستمزاج آراء ومواقف الحكومة والقوى السياسية على المقترحات والمشاريع الروسية المقدمة، وكان مصدر للخنادق قد أكد على أن “الوفد الروسي سيعود إلى لبنان بعد شهر من هذه الزيارة لاستكمال الخطوة الثانية”.

وفد روسي في لبنان

الوفد الروسي الذي وصل بيروت الاثنين ضم ممثلين من شركة كبيرة من القطاع الخاص Hydro Engineering and Construction وعلى رأسها مديرها العام أندريا متسغر، ومدير الاستثمارات الخارجية فلاديمير أوساتدشي، إضافة إلى خبير المرافئ قسطنطين سالومخين، حيث أكد الخبير الاقتصادي والمتابع لتفاصيل زيارة الوفد الروسي، د. حسن مقلّد، في حديث للخنادق أن  هذه “الشركة تحظى بغطاء رسمي من الحكومة الروسية للعمل على الأراضي اللبنانية، وتم إبلاغنا الأمر من قبل الخارجية الروسية” مشيرًا الى حضور رسمي للسفير الروسي في لبنان، ألكسندر روداكوف، في كافة الاجتماعات التي أجرتها الشركة مع الجانب اللبناني.

مشاريع الشركة الروسية في لبنان

في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعيشه لبنان، ونتيجة لما يعانيه اللبنانيون من أزمات بدءًا من الطوابير التي تقف على محطات الوقود، وصولًا إلى فقدان مادة المازوت الأمر الذي يهدد اللبنانيين بالعتمة، لاقت زيارة الوفد الروسي – التي تستمر حتى نهاية الأسبوع – أصداءً واسعة لدى اللبنانيين، مع إدراكهم لحجم العوائق والموانع الداخلية والخارجية التي تعترض طريق الوفد ومشاريعه.

وخلافًا لما يشاع من أخبار ومعلومات حول فشل مهمة الوفد الروسي، أو الرفض التام من الجانب اللبناني للمشاريع الروسية، شدد مقلّد في حديثه لـ الخنادق أن “أجواء الزيارة كانت إيجابية” مضيفًا أنه ” تتم مناقشة المخارج القانونية التي تسمح لحكومة تصريف الأعمال المضي قدمًا، والموافقة بشكل رسمي على البدء بتنفيذ المشاريع”، وقدم الوفد الروسي سبعة مقترحات هي التالية:

– ترميم مصفاة النفط في الزهراني.

– ترميم مصفاة النفط في البداوي.

– إنشاء معملين للكهرباء.

– ترميم مرفأ بيروت لإعادة إحياء دوره الإقليمي.

– ترميم مرفأ طرابلس كجزء مهم لإعادة إعمار سوريا، إضافة إلى بناء إهراءات بمواصفات إقليمية للحبوب.

كل ذلك بالاعتماد على نظام الـBOT  الذي لا يكلف الدولة اللبنانية أي مبلغ مالي لا بالدولار ولا بالليرة اللبنانية، إذ ستعتمد الشركة المنفذّة على دعم من مصرف روسي مكلف رسميًا من قبل الحكومة الروسية.

الجانب الروسي ماضٍ بقوة للتنفيذ

مصادر مطلعة أكدت للخنادق بأن التنفيذ الروسي لمشاريعه المقترحة هو “أمر واقع” رغم المعارضة الأمريكية لا سيما بعد اجتماع وزراء خارجية أمريكا وفرنسا والسعودية على هامش قمة العشرين ومناقشتهم الملف اللبناني، أو من بعض الأفرقاء اللبنانيين الموالين لواشنطن، وأضافت المصادر أن موسكو “ماضية بقوة” في طرحها، و”الوفد الروسي بدأ بالإجراءات والمعاملات اللازمة” مهما كان حجم الاعتراض السياسي أو الرفض الأميركي، وحسب المواقف المعلنة فقد حظي الوفد على دعم كل من حزب الله وحركة أمل إضافة إلى التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، عبر مستشاره للشؤون الروسية أمل أبو زيد الذي قال إن ” اللقاءات بين الشركة الروسية ولبنان مستمرة ومنها لقاءات سياسية ونأمل فيها خيراً لمصلحة كل لبنان”، وأضاف “طبعًا لا إجماع لبناني للتوجه شرقاً، لكن المبادرة التي تقوم بها الشركة الروسية هي جزء من سياسة الكرملين حيال الملف اللبناني”، أما رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري فلا يمانع، وقد عبر عن موافقته خلال الزيارة الأخيرة الى موسكو، اللهم إلا إذا ألقى الأميركيون بثقلهم لمنعه او تهديده بالعقوبات وغيرها.

وفي السياق، بدا واضحًا الاستدارة الجنبلاطية نحو روسيا، إذ تفيد مصادر للخنادق أن تأجيل زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى موسكو مرتبط بالدعم الروسي لبعض المشاريع الاستثمارية والاقتصادية في منطقة نفوذه، والمشاريع الروسية المزمع تنفيذها، وبالتالي فإن ترتيب زيارة الأخير إلى موسكو على قدم وساق، ما سيجعل دائرة الدعم السياسي اللبناني لروسيا ومشاريعها الاستثمارية أوسع وأكبر.

تسعى روسيا لكسر الحصار المفروض على التعاون مع لبنان، وتجري اتصالات مكثفة مع أطراف محليين ودوليين لإنجاح مبادرتها الاقتصادية، وفيما يشكك البعض بقدرة موسكو على إنجاز وتنفيذ المشاريع من خلال توجيه الشائعات حول الشركة المعنية بأن ترميم أو إنشاء مصفاة نفط يحتاج إلى سنة أو أكثر، إلا أن مصادر للخنادق كشفت أن الشركة قادرة على إنجاز المشاريع في وقت يتراوح بين 6 و9 أشهر على أبعد تقدير.

فهل ستُبصر المشاريع الروسية النور قريبًا؟ ومن هي الأطراف أو القوى اللبنانية التي ستجرؤ على إعلان رفضها المساعدة الروسية التي ينتظرها الشعب اللبناني برمته؟

Exit mobile version