مقالات مختارة

موازين قوى «رباعية الدفع» … لحكومةٍ منتظرة …

فاطمة شكر | كاتبة واعلامية .

يبدو أن الساعات المتبقية كفيلة بأن تظهر ما إذا كان هناك من حلول أو مخرجٍ للأزمات، ومنها الإتفاق على تشكيل حكومة تدير الأزمة العميقة، كما أن الفرصة الأخيرة التي ينتظرها الخارج من الداخل اللبناني للوصول الى تسوية تكون كفيلة بتحمل المسؤولية والعمل على إعادة الثقة والقيام بإصلاحات تحاكي المجتمع الدولي، ولا سيما المؤسسات الدولية المانحة والبنك الدولي.
وفي انتظار الوقت المتبقي تبقى العيون شاخصة بإتجاه بعبدا والتي من المنتظر أن يصلها الرئيس نبيه بري لوضع اللمسات الأخيرة قبل اجتماع الرئيس ميشال عون بالرئيس المكلف سعد الحريري، وتؤكد أوساط مقربة من «عين التينة» أن الجهود تنصب بإتجاه إنعاش مبادرة بري بالتماشي مع تمنيات صرح بكركي، وأن كل تلك المبادرات تتماشى مع الرغبة الفرنسية التي ما زالت مبادرتها قائمة.

إذاً كل الأنظار تتجه اليوم الى الحريري الذي عاد الليلة الفائتة الى بيروت من أجل إستكمال مسار البحث مع بري من أجل تشكيل الحكومة، وبحسب مصادر مقربة من «بيت الوسط» فإن ولادة الحكومة لا زالت متعسّرة ،رغم أن قنوات الإتصال لم تنقطع مع بري خلال سفر الحريري ، ناهيك عن أن مصادر مقربة من «عين التينة» أوضحت أن بري يصرّ على تأليف حكومة من 24 وزيراً بدل 18 وزيرا، من دون أن يحصل أي فريق على الثلث المعطل.

ورأت مصادر مطلعة أنه في حال عدم التزام الحريري بوعده لبري، فإن ملف الحكومة سيُرحّل، وستكون الدعوة الى الإنتخابات النيابية الحل الوحيد بعد استقالة نواب من المجلس ويقول مصدر مقرب من بعبدا أن الرئيس عون يأخذ هذا الخيار بشكل واضحٍ حتى تخرج البلاد من أزمة مستفحلة، ورغم الحاجة الضرورية والماسة لتشكيل الحكومة من أجل إنقاذ الوطن من أزماته، تبدو النقاشات والمقترحات والمساعي التي تجري بين الأطراف والقوى السياسية ميته حتى هذه الساعة، ولعل الإتكال على الرئيس المكلف من أجل التشكيل وقبوله بمبادرة بري ومحتواها قد تكون المخرج الحقيقي للخروج من الأزمة التي أعطاها الخارج الفرصة الأخيرة في الحل، قبل الذهاب الى حلول لا ترضي بعض القوى السياسية في لبنان، كالتي لوّح بها المجتمع الدولي بإتخاذ اجراءات وعقوبات على بعض الشخصيات السياسية اللبنانية، ناهيك عن إتخاذ اجراءات وتبدلات تمسّ الخطوط العريضة للدستور اللبناني، والنظم الداخلية.

فبعد المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي حتى هذه الساعة لم تتوصل الى أي حل، دخلت الوساطة الروسية على خط التأليف من خلال اللقاءات التي عقدت بين مسؤولين لبنانيين وروسيين في موسكو.

موازين قوى «رباعية الدفع» تلوح في الأفق من أجل الوصول الى حل ينتشل البلاد من المخاوف والإنزلاقات الحادة. المساعي الداخلية مستمرة، مع الإستعانة بالخارج وعلى رأسها المبادرة الفرنسية، فهل سيخرج الدخان الأبيض من قصر بعبدا وتتشكل الحكومة ؟

أم أن الآتي أعظم!!!

 

الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى