محمد ابو الجدايل | طهران
لم تتمكن تركات وباء كوفيد-19 (كورونا) الذي أثقل كاهل البشرية من ثني السينمائيين في مختلف أنحاء العالم عن إطفاء كاميراتهم ووقف مسيرتهم في التعبير عن انجذابهم الجارف للفن السابع بكافة تشعباته الساحرة لإيصال رسالتهم في الحياة.
وفي هذا المنعرج كانت ايران من اكثر الدول التي كافحت حكومتها شرر الكورونا، وتمسّكت بدعم السينمائيين من أبناء البلد وخارجه، وأعطتهم تلك المساحة الشاسعة لإيصال رسالتهم عبر الشاشة الفضية.
ومن أبرز المهرجانات السينمائية الايرانية التي كافحت للحفاظ على مسيرتها الحافلة بدعم السينمائيين، هو مهرجان ايران الدولي للأفلام الوثائقية الذي يحمل عنوان (سينما الحقيقة).
المهرجان يستقطب في كل عام مئات الافلام الوثائقية بمختلف فئاتها وسينمائيون من مختلف أنحاء العالم، ويتضمن هذا الحدث السينمائي البارز اقساماً متنوعة تُشبع رغبة السينمائيين في تقييم مستوى افلامهم امام جمهور سينما الواقع.
وفيما تجري التحضيرات على قدم وساق لإقامة الدورة الخامسة عشرة من هذه التظاهرة السينمائية المخصصة للافلام الوثائقية، أعلنت ادارة المهرجان عن موعد انعقاد فعاليات هذا العام من 9 حتى 16 ديسمبر/كانون الاول القادم عبر الانترنت والعرض المباشر (اون لاين) توخياً من جائحة كورونا.
وسيقام المهرجان مع افضل مجموعة مختارة من الافلام الوثائقية من ايران ومختلف دول العالم، ويقدّم جوائزا نقدية ورمزية للأفلام المختارة من قبل لجان التحكيم.
يحاول هذا الحدث السينمائي الدولي المرموق الذي يعرض أفضل فيلم وثائقي في العالم سد الفجوة بين الواقع والحقيقة.
وعلى الرغم من أن تفشّي كورونا يمثل مشكلة خطيرة في البلاد، إلا أنه من خلال اعتماد أسلوب الإنعقاد عبر الإنترنت يدخل سينما الحقيقة آفاقًا جديدة دون أن يفقد مزاياه.
كما أن إقامة مهرجان سينما الحقيقة عبر الانترنت تمثّل نقطة استقطاب للسينما الوثائقية والقضايا والأولويات الثقافية والفنية في ايران والعالم على أحسن وجه، كما يستطيع أن يوصلها إلى منازل عشاق هذا النوع من السينما، والتفاعل مع الناس والجماهير والمساعدة في زيادة رأس المال الاجتماعي.