من وحي تشرين

الدكتور حسن احمد حسن | باحث سوري مختص بالجيوبوليتيك

تشرين أقبلْ فأرواحنا ظمأى لارتشاف عبقك الممتزج بعبق التحدي ووقفة العزة والشموخ على ذرى جبل الشيخ، وروابي القنيطرة المحررة من رجس الاحتلال البغيض…
تشرين أقبل فعروقنا تنبض بدماء الأجيال المؤمنة بانبعاث النور مهما اشتدت الظلمات، وأبناء رجال تشرين يصوغون منذ أكثر من عشر سنوات ملحمتهم الذاتية ليرى العالم بأم العين كيف تزأر الأسود وتحمي العرين…
تشرين أقبل فهنا قاسيون وبردى والسيف الدمشقي يزين ساحة الأمويين هامساً لعلم الوطن الخفاق بعزة وشموخ: اخفق بعزة ويقين وسلامة واطمئنان، فأنت بأمان، وستبقى بأمان مهما تكالبت ذئاب الشر وتكاثرت خفافيش الظلام، فعيون عشاقك على امتداد ساحة الوطن تحرسك لتبقى رمز سورية الأبية الصامدة المنتصرة.. سورية العروبة والأصالة… سورية الأبجدية ومعقل أبطال تشرين التحرير بقيادة الرمز الخالد القائد المؤسس حافظ الأسد.. سورية الحاضر المؤمن الواثق بالنصر الناجز، والمستقبل الآمن الواعد بقيادة رمز الإباء والكبرياء السيد الرئيس الفريق بشار الأسد حماه الواحد الأحد…
تشرين أقبلْ فأحزمة الضوء التشرينية قادرة على اختراق الجدران وإن عَلَتْ، وعبق العرين مازال وسيبقى زاخراً بأريج الوطنية الشماء، والرجولة والحكمة والحزم والبأس المعرش والمتطاول مع جدران الوفاء ونقاء الانتماء لسوريتنا الحبيبة…
تشرين أقبلْ فحندس البغي ينكمش ويتلاشى أمام إرادة سورية أسدية عصية على المصادرة أو التذويب بما أفرزته كارتيلات المال والإعلام المشبوه في مختبرات التضليل والظلامية الجديدة المتبددة ببركة دماء الشهداء الأبرار، وجَلَدِ الجرحى الميامين، وصبر الشعب الوفي الملتف مع جيشه العقائدي حول قيادة حبيب الشعب أسد بلاد الشام.
تشرين أقبل فهاهي إدلب الخضراء تهيئ مراسم الاستقبال اللائق، وتقدم التهنئة لدرع الوطن درعا وسهل حوران المتسربل برداء سوري مبرأ من كل رجس ودنس رغم أنوف رعاة الفكر التكفيري المسلح وداعميه أينما كانوا، وتحت أي مسمى من المسميات، ولن يبقى شبر واحد من الجغرافيا السورية إلا وسيعود إلى كنف الوطن وحضن دمشق الدافئ الآمن والقادر على نشر الأمان والسلامة والطمأنينة.
أعاصير الإرادة لا تخفت قط، وأن تقادم بها العهد، فلا السنون قادرة على أن تغطي مفاعيلها، ولا العقود كفيلة بترميم ما تخلفه من شروخ وآثار في البنى الفكرية والنفسية لمن ينزل بهم قضاء أصحاب الإرادة المصممين على قول كلمتهم، وإرغام أصحاب الرؤوس الحامية على ابتلاع ألسنتهم التي تقطر سماً زعافاً… وإعصار تشرين التحرير سيبقى شاهداً حياً على إرادة “الحق الساطع والشعب الواسع”، وهاهم السوريون اليوم يكتبون فصلاً جديداً عنوانه: مواجهة الإرهاب التكفيري المسلح وتحقيق الانتصار بقيادة الأسد البشار..
كل عام وأنتِ بخير سوريتي الحبيبة شعباً وجيشاً وقائداً… وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير يا عشاق وطن النور والكبرياء والمجد والإباء سورية الأسد.

تشرين والشّام صبح مشرق وغدُ
يا جيشُ تيـــهاً لك الرّايات تـنعقدُ
يــــــدٌ تــــــجود بأمـــجادٍ مشيّدةٍ
وللبناء وصــــــون المكرمات يدُ
تصحيح تشرين أو إعصاره فهما
بــــــيارقٌ فــــي سماء المجد تتقدُ
يا شامة الكــون و الآسادُ تحرسها
والسّاح تشهد والـــــــتاريخ والأبدُ
إن فتَّشَ العرب عن رمز لعزتهم
إلا عرينَكِ شامَ المــجد ما وجدوا
الأُسْدُ تـنجب أشبالاً وفي بــــلدي
من ليثـنا الحُرِّ يأتي ضيغَمٌ أَسَـــدُ
بشارُنا أســــد مــن حافظٍ أســــدٍ
شمسٌ لشمسٍ زهت بالمجد تــتَّقدُ
العُرْبُ تحلم في فجر يُعيدُ لــــها
مجد المواضي الذي قد راح يبتعدُ
وأنــــــت منقذُها بالعِلْم تــحرسها
بالـــــــــجدّ تبعثها والفعلُ مستـندُ
يا نــــجلَ ليثٍ غـــدا رمزاً لأمته
إن الـــــــعروبة عند الأُسْدِ معتقَدُ

Exit mobile version