مدار نيوز خفايا عديدة أحاطت بتعليق صورة ضخمة للشهيد قاسم سليماني في شارع الرشيد بغزة عشية ذكرى اغتياله في بغداد ، اول هذه الخفايا : الجهة التي علقتها ، وواضح انها الحركة الحاكمة ، وذلك لسببين ، الاول انها تضمنت العبارة التي أطلقها اسماعيل هنية عنه من انه شهيد القدس ، والسبب الثاني ان تاريخ الحركة القصير مليء بشواهد منع صور او احتفالات لا تروق لها .
آخرها ما دعت اليه وزارة اوقافها “بالحد من احتفالات الكريسماس” ، وقد بلغ الامر بوزير داخليتهم السابق فتحي حماد ان يمنع الضحك على الشاطيء ، والمحامية من لبس البنطلون تحت الروب ، و بنطلون الخصر الساحل ونوع قصة الشعر للاولاد .. ألخ ، وأخيرا وليس آخرا ، صعدوا على قضية مقام النبي موسى وصعدّوها ، في حين ان التطبيع الذي تجاوز حدود الانظمة العربية الى رحاب احزاب الاخوان المسلمين في عدد من الدول العربية ، ظل في حدود “المحزن والمؤلم” .
إن اعتقال شخص واحد “مجدي المغربي من رفح” لا يدلل او يؤشر على استنكار حماس لما اقدم عليه العشرات او المئات عندما تجمعوا وقرروا انزال الصورة و احراقها او التخبيط عليها ، فهذه أساءة بالغة لرمزية الشهيد والاحتفال بالسنوية الاولى على اغتياله ، وكان من الافضل بكثير عدم رفع صورته إذا كان سيتبعها ما تبعها . يقول الباحث الاردني المقرب من حماس ياسر الزعاترة، أن حماس لم ترفع صور الجنرال الإيراني، وأن ما جرى هو موقف يتجاهل مشاعر غالبية الأمة ، جميع المؤشرات تدل على أن حماس غير مسؤولة عن رفع صور سليماني في غزة، خصوصاً أنها إذا رغبت في ذلك تضع شعارها الرسمي بشكل واضح على اللافتات .
ليست المسألة مسألة صورة شهيد ، فهو في التحصيل الاخير قائد مسلم اغتالته امريكا في بلد عربي ، و ما زال الفلسطينيون والعرب والعالم يعلقون صور جيفارا الارجنتيني او كوزوموتو الياباني او كاسترو الكوبي او شافيز الفنزويلي او مارتن لوثر كينغ الامريكي ، فكيف لا يحتمل البعض صورة سليماني في ذكرى السنة الاولى على مقتله ، وأظن دون مبالغة ان هؤلاء انما ينتمون الى داعش وأخواتها الذين أثخنهم سليماني بشدة وقطع دابرهم في العراق وسوريا ، ولا يغترن أحد ان يكون البعض الداعشي كامنا ومتسربلا في حماس وغيرها من فصائل العمل الوطني الديني ، ولهذا خذلوا سوريا و حاربوها عبر تنظيم “أكناف بيت المقدس” ، و لقد كشف عن قتل العديد من الفلسطينيين ، وبالتحديد من الداخل الذين ارسلوا للقتال في صفوف داعش ، وعادوا في صناديق .
عرب التطبيع أغضبتهم الصورة ، بعد ان استبدلوا عدو الامة التي اصبحت ايران بدل اسرائيل التي بدورها أغضبتها الصورة ، وعلى لسان أدرعي الناطق باسم جيشها : “سؤال للسادة في غرة: هل تتوقعون من الشارع العربي أن يتعاطف معكم ومع قضيتكم وهو يراكم تنصبون التماثيل لقتلة السوريين والعراقيين واليمنيين واللبنانيين؟ كيف تتحالفون مع من يحتل أربع عواصم عربية”.
ناسيا او متناسيا ان حكومته اطلقت اسم “ترامب” الذي قتل سليماني ، على مستوطنة باكملها في الجولان المحتل .
The post من أيضا أغضبته الصورة ؟؟ بقلم : حمدي فراج appeared first on وكالة مدار نيوز.
الكاتب : علي دراغمة
الموقع :madar.news
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2021-01-04 11:04:18
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي