مع مغادرة ترامب واستلام بايدن … الشرق الأوسط بين رئيسين
منذر عيد – كاتب سوري
اليوم تنتهي عبارات، رئيس أميركي منتخب، ورئيس منتهية ولايته، عندما يؤدي الرئيس الجديد جو بايدن القسم الدستوري رئيساً للولايات المتحدة، ولكن هل تنتهي بذلك سلسلة التوقعات والترقبات لسياسة أميركا في منطقة الشرق الأوسط؟ وكيف كانت ردود أفعال دول المنطقة بين رئيسين؟
تأخذ الانتخابات الأميركية اهتماماً في منطقتنا، قد يوازي الاهتمام الداخلي الأميركي بها، فحجم الصراعات في المنطقة، والدور الأميركي المباشر بها، يجعلان المنطقة في قلب الحدث الأميركي، إضافة إلى سلسلة من الحسابات الشخصية والمصلحية الأخرى التي تربط بعض الدول بالنظام الأميركي، ففي الوقت الذي سارع فيه قادة العالم إلى الترحيب بفوز بايدن في الانتخابات تأرجحت ردود حلفاء دونالد ترامب في الشرق الأوسط بين صمت طويل وترحيب محتشم.
صدى فوز بايدن، لم يكن واحداً في المنطقة، فهناك من يهتم بالشخص لذاته، وفقاً لمصالحه، وهناك من ينظر إلى سياسة أميركا العامة في المنطقة، بعيداً عن الأسماء، سورية وإيران ممن ينظر إلى الأفعال، ويهتم بالسياسة وليس الأشخاص.
معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان وفي تصريح لوكالة «سبوتنيك» في 11 تشرين الثاني الماضي تعليقاً على فوز بايدن، قال إنه: «بالنسبة لبايدن وترامب لا يهمنا الأشخاص ولكن السياسات»، مضيفاً: «نحن نعول على أنفسنا ولا نعول على أحد»، معرباً عن أمله من بايدن أن «يتعلم من أخطاء أسلافه، وأن يبتعد عن سياسة خلق التوترات وتأجيج الصراعات».
وبايدن والرئيس السابق باراك أوباما رفضا إرسال قوات أميركية إلى سورية، وكان بايدن من المعارضين لتقديم الدعم المالي والعسكري لما يسمى «المعارضة السورية».
ففي ذروة الحرب على سورية عام 2014 قال بايدن حينما كان نائباً لأوباما: «لا توجد معارضة معتدلة في الحرب السورية، وشركاء أميركا في المنطقة فاقموا الأوضاع في سورية عبر إرسال الأموال والأسلحة إلى الجماعات المتطرفة على الأرض».
مملكة آل سعود، الحليف الوثيق لدونالد ترامب، قدمت تهنئتها لجو بايدن إثر فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية بعد مرور نحو 24 ساعة على إعلان فوزه، لتكون آخر دولة خليجية.
موقف بايدن من «المملكة» كان واضحاً في بيان نشره موقع حملته الانتخابية في الخامس من تشرين الأول الماضي: «في ظل إدارة بايدن – (نائبته كامالا) هاريس سنعيد تقييم علاقتنا بالمملكة السعودية وننهي الدعم الأميركي لحرب المملكة العربية السعودية في اليمن، ونتأكد من أن أميركا لا تتراجع عن قيمها لبيع الأسلحة أو شراء النفط »، وأكد أنه سيجعل السعودية تدفع ثمن مقتل الصحفي جمال خاشقجي وسيتعامل معها باعتبارها دولة منبوذة.
في العراق وعلى عكس جارتها الجنوبية السعودية، سارع ساستها إلى تهنئة بايدن بفوزه، من الرئيس برهم صالح، إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلى رئيسي الوزراء السابقين عادل عبد المهدي ونوري المالكي، حيث تزاحم مسؤولون وساسة عراقيون على هذه التهنئة.
ويتفق ترامب وبايدن على أن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة يجب تقليصه إلى أدنى درجة ممكنة، وقال بايدن في مقابلة مع مجلة الجيش الأميركي «ستارز أند سترايبز»: إن «عصر الحروب اللانهائية يجب أن ننتهي منه»، وأضاف: «يجب أن تنتهي هذه الحروب التي لا نهاية لها، أؤيد تخفيض القوات في الخارج»، لكنه اعتبر أنه يجب ألا نغفل عن مسألة الإرهاب وتنظيم داعش.
في قضية الشرق الأوسط الرئيسة، القضية الفلسطينية، صرح بايدن في شهر أيار الماضي أنه من مؤيدي حل القضية الفلسطينية على أساس إقامة دولتين عندما قال: بغرض تحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي من الضروري أن تعود الولايات المتحدة إلى الحوار مع الجانب الفلسطيني والسعي لدى إسرائيل وحثها على عدم القيام بأي خطوات تقوض إمكانية إقامة الدولتين، واستئناف المساعدات الأمنية والاقتصادية للفلسطينيين التي أوقفتها إدارة ترامب».
ويرى بايدن أن الخطوات التي اتخذها ترامب تقوض مبدأ الحل على أساس إقامة دولتين وسيعيد النظر بكل الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب ما عدا مسألة نقل السفارة إلى القدس.