العميد الركن ناجي الزعبي | باحث اردني في الشؤون السياسية والعسكرية
يعتبر لقاء قمة بغداد تحت عنوان الشام الجديد – والخالي من الشام -هو اللقاء الرابع من نوعه ، فقد عقد اللقاء الاول بالقاهرة بآذار ٢٠١٩ بعد توقيع اتفاق السلام بين العدو الصهيوني والامارات واميركا ، والبحرين والعدو الصهيوني .
واللقاء الثاني بايلول بنيويورك ، والثالث بالبحر الميت بال ٢٠٢٠ ،تحت عنوان الشام الجديد .
ان القاسم المشترك بين مصر ، والاردن طرفي اللقاء توقيعهما اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة ، والعلاقة الوثيقة مع العدو الصهيوني ، والوصاية والارتهان والتبعية الاقتصادية والسياسية للانتداب الاميركي وصندوق النقد وبنك النخل الاميركي المسميين دوليين ، بالتالي فمن البديهي محاولة اميركا وبذلها كل الجهود لالحاق العراق بهما .
ان السعي الاميركي الصهيوني لالحاق العراق بالمشروع والوصاية الاميركية ممتد منذ محاولات خلق حلف بغداد وغزو العراق وحل جيشه ومؤسساته ونهب ثرواته وارثه التاريخي وشنق حاكمه واحتلاله بدليل وجود قوات الغزو الاميركي بالعديد من القواعد الاميركية واقامة واحدة من اكبر السفارات الاميركية بالعالم به .
ثم النية الاميركية لنهب نفط وثروات وموارد العراق ، ونذكر تصريح ترامب الذي قال فيه ان العراق غني بالنفط وهو حق لاميركا وسنحصل على هذا النفط .
وبالطبع بايدن يواصل نفس سياسات وبلطجة كل الرؤساء والادارات الاميركية والاختلاف بينهم هو الاسلوب فقط.
فقد اعلن ترامب عن اغتياله الشهداء سليماني والمهندس ورفاقهم بالعراق في انتهاك سافر للسيادة العراقية ، وبالامس ارتقي عدد من شهداء الحشد الشعبي العراقي باوامر من بايدن الذي يواصل نفس نهج سلفة لكن باسلوب خبيث ناعم مغلف بورق السلوفان ، والامر بالغارات صدر من بايدن حسب التصريحات الاميركية .
يذكرنا العنوان بمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي نادت ودعت اليه كونداليزا رايس اثر العدوان الصهيو اميركي على لبنان والمقاومة اللبنانية بال ٢٠٠٦.
كما يذكرنا بمصطلح الهلال السني ، ثم مصطلح الهلال السني بمجابهة الهلال الشيعي ، ثم بمصطلح السلام الابراهيمي والدبلوماسية الروحية الهادف الى عمل مظلةواطار ديني بغرض دمج العدو الصهيوني الذي يغرق بالازمات والتحديات ، ليصبح القائد الفعلي والمؤثر الرئيسي للوطن العربي والشرق الاوسط ، وقد اتت الاتفاقية العسكرية الاميركية الاردنية الاخيرةجزءاً من المشروع .
وعلى غرار حلف بغداد في الخمسينات ومشروع الناتو العربي ياتي مشروع الشام الجديد (الخالي من الشام اي سورية) وخالي من لبنان وذلك لتكريس التبعية لاميركا والحاق العراق بالدول الموقعة والمطبعة وابعادها عن سورية وايران ، وانهاء المقاومة العراقية لقوات الغزو الاميركية وانهاء خطرها على العدو الصهيوني.
كما يهدف : لالحاق العراق بمنظومة المطبعين ، وابعاده عن محيطه الاقليمي ايران وسورية ومنع اي تواصل بينهم فالتواصل العراقي السوري خط اميركي احمر ، واجهاض مقاومته لداعش وقوات الغزو الاميركي وتعزيز دور كردستان واستمرار وتصعيد نهب ثرواته كما صرح ترامب حيث قال ؛ العراق غني بالنفط وسنحصل عليه ، والابقاء عليه سوقاً للاسلحة ومنطقة لاعادة الاعمار من قبل الشركات الاميركية واخراجه من العمق العربي .
كما يهدف المشروع لضافة لدمج العدو الصهيوني بمحيطه العربي والاقليمي وتسلمه دفة القيادة ، ومحاصرة سورية ولبنان وتضييق الخناق على غزة ، والتصدي لايران نظراً لما تشكله من مخاطر على العدو الصهيوني .
اما العناوين الاقتصادية والسياسية فهي محض ديكور وكلام انشائي وفيما يتعلق بخط النفط المزمع مده من البصرة عبر الاردن لمصر والذي تبلغ كلفته ١٨ مليار دولار بتمويل عراقي وبيع برميل النفط ب ١٦ دولار بصرف النظر عن متغيرات اسواق النفط لا يبدي اية جدوى وفائدة للعراق ثم بيعه للعدو من قبل مصر للعدو الصهيوني ليبيعه بدوره بالسعر العالمي الدارج .
اما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد اعاد وزراء الخارجية تكرار الاسطوانة المشروخة ذاتها عن حل الدولتين برغم توحيد القدس وضم الجولان والضفة بعطاء اميركي ونقل السفارة الاميركية للقدس .
وفيما يتعلق باليمن فطالب بحل وفق المرجعيات المعتمدة اي استمرار العدوان على اليمن و المرجعيات وفق المعايير الاميركية .
والباقي تفاصيل .