مسك الختام

الدكتور حسن احمد حسن | باحث سوري مختص بالجيوبوليتيك والدراسات الإستراتيجية

اليوم الموعود
وجاء يوم الفصل… جاء اليوم الموعود، وشاهد ومشهود، وتداعت إرم وعاد وثمود، وانكفأ على أعقابهم خائبين أصحاب الأخدود…وما على أهل البهتان والكفر والجحود إلا أن يجتروا خيباتهم من قيام وقعود، ولينظروا الحشود تتلو الحشود.. لبوءات وأسود… تواصل السير بحمية ويقين إلى صناديق الحق المبين لتقول كلمة الصادقين، وتوشي بنبض القلوب إرادة السوريين الذين ما هانوا ولا لانوا… ولا ضعفوا ولا استكانوا، بل كانوا على امتداد سنوات الحرب المفروضة أطواداً شامخة متجذرة بهذا الثرى الطاهر المقدس، وقد تعمد بأطهر الدماء للقديسين الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر..
ها هم السوريون جميعاً ممن يحق لهم الانتخاب يكملون الصورة المشرفة التي أذهل بها السوريون المقيمون خارج الوطن العالم برمته، وهم يؤكدون عمق انتمائهم للوطن، وذروة إصرارهم على الاحتفاظ بحقهم الدستوري الحصري، وقيامهم بواجبهم الوطني والأخلاقي بالتوجه إلى صناديق الاقتراع رغم التهويل وأعمال البلطجة والفجور السياسي الذي اعتمدته بعض الدول التي تدعي إنها ديمقراطية لكنه عملت على مصادرة حق المواطنين السوريين وحرمتهم من ممارسة حقهم وتنفيذ واجبهم في انتخاب من يريدون، ومع ذلك وصلت الرسالة بأبهى صورها مؤكدة التفاف السوريين حول خيارات دولتهم المصممة على إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري وفقت توقيتاته المحددة..
اليوم يتوجه السوريون إلى مراكز الانتخاب ويطلقونها صرخة مدوية مجلجلة تسمع من في آذانهم وقرٌ، وتفهم دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان كيف تمارس الديمقراطية بحق وبكل شفافية، وكيف تستطيع الشعوب المؤمنة بالوطن أن تحصن وطنها وتعلي رايته..
اليوم تستوي سفينة نوح عصرنا على الجودي السوري، وليتقاسم الخائبون الساقطون اليائسون المحبطون الخانعون التابعون وأسيادهم فيما بينهم أسباب الإخفاق والفشل، ووأد مشروع التشظية والتفتيت تحت أقدام السوريين الغيارى عشاق سورية الأسد.

Exit mobile version