محمد بن سلمان يخطط لتهميش دبي كواجهة الخليج للشركات العالمية

كشف موقع “المونيتور” الأمريكي تفاصيل خطة سعودية يقودها محمد بن سلمان لجذب الشركات الكبرى إليها. عبر العديد من المغريات الاقتصادية لتنافس بذلك دبي التي تتجمع بها فروع أقوى الشركات الأجنبية بالمنطقة العربية.
كما قال الموقع الأمريكي في تقرير له تحت عنوان ” احتدام التنافس بين أبوظبي والرياض على التكنولوجيا الفائقة“. “إن المملكة تسعى لتنويع اقتصادها خارج نطاق النفط.
ولأجل ذلك تعمل حالياً على تطوير قطاعات اقتصادية جديدة في الداخل، وخاصة في مجال التكنولوجيا، بدلاً من ضخ المليارات للاستثمار بالخارج.
وتابع الموقع أن السعودية يتعين عليها لكي تصبح مركزًا اقتصاديًّا إقليميًّا، سحب بعض الشركات من دبي حيث يقع مقر معظم الشركات الدولية الكبيرة العاملة في منطقة الخليج بالفعل في أكبر مدينة في الإمارات.
كما يرى التقرير أن مشروع مدينة “نيوم” المستقبلية والذي أطلقه ولي العهد محمد بن سلمان بتكلفة قرابتها نحو 500 مليار دولار. بمثابة نقطة تحول في نهج السعودية إذ يعتبر جزءًا محوريًا من البرنامج الاقتصادي لرؤية المملكة لعام 2030.
ومن المعروف أن إمارة دبي تعتبر الوجهة المفضلة لدى عديد من المستثمرين حتى من الشركات السعودية المتوجهة للخارج.
ومعروف أن دبي باتت بمثابة مركز مالي وتجاري يعتبر الأكثر ازدهاراً في دول مجلس التعاون الخليجي.
وبحسب التقرير، فإن هذا المشروع الضخم (مشروع نيوم) يمكن أن يصبح بمثابة واجهة للتحول الاقتصادي السعودي. إذا كان بإمكانه التنافس كمركز تجاري مع دبي.
ولفت التقرير إلى أن المملكة تحاول التفوق على دبي، حيث بدأت في الفترة الأخيرة حملة كجزء من مبادرة سمتها “بروجرام هاي كواليتي” والتي بمقتضاها يتم تقديم الحوافز للشركات الكبرى والشركات متعددة الجنسيات من جوجل إلى سيمنز، لنقل مقارها من دبي إلى الرياض.
ويأتي هذا الجذب ظاهرياً لجذب القيادة العليا للشركات الأجنبية الكبرى إلى الرياض. من أجل جعلها تبدو وكأنها سوق أكبر من دبي، وذلك لدفع عملية الاستثمار الأجنبي.
ووفقًا لمسؤولين تنفيذيين مطلعين على الساحة، عرضت السلطات السعودية إعفاءات ضريبية، وحماية ضد اللوائح المستقبلية. والتنازل عن حصص توظيف أصحاب جنسية سعودية في الشركات، كمغريات لكسب الشركات العالمية إلى صفها.
هذا وتم الاتصال بجميع الشركات الأجنبية متعددة الجنسيات التي تعمل في المملكة. بالتزامن مع عقد مؤتمر المستثمرين السنوي التابع لصندوق الاستثمار العام السعودي، في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني الجاري ومن المقرر أن تقيم هذه الشركات في حي الملك عبد الله المالي، وهو حي تجاري كبير يضم قرابة 59 ناطحة سحاب باتجاه شمال الرياض.
الرياض نجحت في استقطاب جوجل كلاود
وتابع التقرير أن الرياض تمكنت من استقطاب شركة جوجل كلاود، حيث عقدت الأخيرة اتفاقاً مع أرامكو السعودية. من أجل تقديم البنية التحتية لخدمات الحوسبة السحابية، وقد تفتح أول مكان عمل لها في المملكة قريباً.
واستثمرت شركة “ويسترن يونيون” مبلغاً قدره 200 مليون دولار، مقابل حصة بلغت 15 بالمائة من شركة الاتصالات السعودية وتم تقديم صفقة بقيمة 500 مليون دولار مع “علي بابا كلاود”، من قبل شركة الاتصالات السعودية، من أجل خدمات مماثلة.
ومن الجدير ذكره، أن أبو ظبي والرياض، قامتا بأشياء مماثلة مثل التحول إلى التكنولوجيا المتقدمة، والاستثمار في الشركات الناشئة. وتخفيف الأعراف الاجتماعية المحافظة لجذب السياحة.
ذا لاين
وفي السياق ذاته، أطلق الأمير “محمد بن سلمان”، في 10 يناير/كانون الثاني الجاري، “ذا لاين”، وهي “مدينة خطية” طموحة، مدعومة بالطاقة المتجددة.
وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي مع انعدام لإنتاج الانبعاثات الكربونية، في حزام طويل يمتد من ساحل البحر الأحمر إلى الداخل عبر مشروع “نيوم” العملاق في شمال السعودية.
وسيبدأ البناء في عام 2021، ومن المتوقع أن تساهم المدينة عالية التقنية بمبلغ 48 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي السعودي. وتخلق 380 ألف فرصة عمل.
وفي ظل التخطيط الذي زاد عن أكثر من 3 أعوام، بلغت تكلفة المشروع بما يتراوح بين 100 و200 مليار دولار. وسيتم اقتطاعها من صندوق دعم بقيمة 500 مليار دولار تم الإعلان عنه لـ”نيوم” ضمن صندوق الثروة السيادية للسعودية.
هكذا ستسير الأمور
وبحسب “المونيتور” الأمريكية، إذا سارت الأمور على ما يرام مع “نيوم” و”ذا لاين”، يمكن للشركات متعددة الجنسيات التوجه في النهاية إلى السعودية دون الحاجة إلى أي تشجيع.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه على مدار العام الماضي، بدأت بعض الشركات في تأسيس مقرات لها في السعودية.
وحول هذا التغيير، قال الشريك في شركة “مايكل بيج” في الشرق الأوسط توم واتسون، إنه وعلى مدار “الـ18 شهرًا الماضية. رأينا العديد من القادة البارزين في قطاع العقارات ينتقلون من جميع أنحاء العالم ويتطلعون إلى المشاركة في المشاريع في المملكة”.
كما علق الرئيس السابق للعلاقات الرئاسية الخليجية لشركة “جوجل”، سام بلاتيس الذي يقدم المشورة لشركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات. إن شركات التكنولوجيا المتقدمة لديها بدت “حريصة على زيادة تواجدها في السعودية في الأسابيع القليلة الماضية”.
ويأتي هذا التنافس السعودي على ريادة الأعمال واستقطاب الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا لديها من دبي. في سياق حالة من التنافس والتجاذب بين الطرفين، والتي بدأت تظهر تجلياتها على المستويات السياسية والإعلامية والاقتصادية.
وكان من تلك التجليات الإعلامية، حالة الهجوم الإعلامي من قبل صحف مدعومة من الإمارات، تسخف مشروع نيوم، ومشروع مدينة ذا لاين الذي أطلقه محمد بن سلمان معتبرة أنه ليس من الضروري أن يكون هناك شعب ذكي، طالما هناك مدن ذكية.

المصدر: المونيتور

Exit mobile version