الدكتور علي حكمت شعيب | استاذ جامعي
هذه المجزرة الرهيبة التي حصلت جراء انفجار خزان محروقات مساء البارحة، كانت قد صادرته القوى الأمنية من المحتكرين في منطقة التليل في عكار.
هي من التداعيات السيئة للأزمة الاقتصادية التي أرادت منها أمريكا تطويع لبنان ضمن سياساتها.
لذلك فإن المسؤولية عنها يتحملها كل الذين شاركوا في حصار البلد اقتصادياً وعلى رأسهم السفيرة الأمريكية في لبنان وأتباعها من أحزاب وجمعيات غير حكومية و…
نسقوا جهودهم لإدارة الفوضى المنظمة ومنعوا القوى الأمنية من أخذ دورها وهددوا قادتها وحموا كارتيلات الاحتكار للمحروقات والدواء والمواد الغذائية الضرورية.
ودعموا السياسات المالية العقيمة لحاكم مصرف لبنان وجوقته من أصحاب المصارف الذين كانوا وما زالوا يتلاعبون بسعر الصرف ويحجزون أموال المودعين ويخفون عمليات التهريب الكبرى للدولار من لبنان تنفيذاً لأوامر الأمريكي وخدمة لمشروعه في الحرب الاقتصادية على البلد.
كما ويتحمل مسؤوليتها رئيس حكومة تصريف الأعمال المعتكف عن القيام بدوره في الحد من تداعيات الازمة الاقتصادية من خلال سياسات مفيدة:
كالمبادرة الى التوجه شرقاً وإصدار البطاقة التمويلية وضرب المحتكرين والمتلاعبين بسعر الصرف.
وهو يبرر اعتكافه بحجة واهية ساذجة معتمدة على تفسير خاص له للدستور.
ويشاطره في تحمل المسؤولية كل من اعتكف من وزرائه استجابة لطلب السفيرة الأمريكية وبعض القضاة وقادة الأجهزة الأمنية الذين وقفوا على التل يراقبون المشهد من بعيد دونما تدخل لمحاسبة أو قمع من يقطع الطرقات من منتسبي أحزاب أمريكا أو معاقبة ولجم المحتكرين والمهربين.
شفى الله الجرحى ورحم المتوفّين وألهم أهاليهم ومحبيهم الصبر والسلوان.
ولعن كل من له سهم في هذه الأزمة الاقتصادية المدارة أمريكياً والتي تضرب أمن الناس الاقتصادي والصحي والتربوي … والمجتمعي ناشرة الفوضى في أرجاء البلد.
عسى أن يشكل ذلك عبرة لمعرقلي عملية تشكيل الحكومة وحافزاً للمسؤولين الحريصين من أجل تأليفها سريعاً.