بعد تراجع واشنطن عن دعم أوكرانيا بمنظومة الإطلاق الصاروخي المتعدد (MLRS)، أعلن الرئيس جو بايدن عن دعم عسكري آخر إلى كييف.
السلاح الجديد هو نظام إطلاق الصواريخ المتعددة “هيمارس” وهي وحدة متنقلة يمكنها إطلاق عدة صواريخ دقيقة التوجيه في الوقت نفسه، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.
ما هو هيمارس ؟
يعد نظام “إم 142 هيمارس” (وهو نظام صاروخي مدفعي عالي الحركة) إصداراً حديثاً وأخف وزناً وأكثر رشاقة مثبتاً على العجلات من راجمة الصواريخ المتعددة M270 المثبتة على الجنزير التي تم تطويرها في السبعينيات للقوات الأمريكية والحليفة.
وتتمتع الراجمة “هيمارس” التي سترسلها واشنطن إلى أوكرانيا بمدى حوالي 80 كيلومترا، ويمكنها حمل كبسولة واحدة محملة مسبقا تحتوي على 6 صواريخ موجهة عيار 227 ميلليمترا، أو كبسولة واحدة ضخمة محملة بصاروخ تكتيكي من نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS).
لكن لن تزود الولايات المتحدة أوكرانيا بالصواريخ التكتيكية للجيش ATACMS، التي تتمتع بمدى 300 كيلومتر.
ويمكن لـ”هيمارس” إزالة الكبسولة التي تم استهلاكها وتحميل واحدة جديدة خلال دقائق، بدون مساعدة المركبات الأخرى، لكن ستحتاج الطواقم إلى بعض التدريب.
ويمتلك الجيش الأمريكي وحدات هيمارس بالفعل في أوروبا، واستحوذ بعض حلفاء الناتو “بولندا ورومانيا”، على الأنظمة.
ستمنح راجمات “هيمارس” القوات الأوكرانية القدرة على توجيه ضربات خلف الخطوط الروسية، وعلى مسافات محمية بشكل أفضل من أسلحة روسيا بعيدة المدى.
وتتمتع الصواريخ الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بمدى يقارب ضعف مدى مدافع هاوتزر M777 التي أرسلتها الولايات المتحدة مؤخرًا إلى القوات الأوكرانية.
ويمكنها أيضًا تهديد مستودعات الإمداد الروسية، وسط اعتقاد غربي بأن القوات الروسية تعاني مشاكل لوجستية.
وقال بعض المحللين إنه يمكن لهيمارس أن “تغير اللعبة” بالحرب، وذلك في وقت يبدو فيه أن القوات الأوكرانية تعاني جراء نيران المدفعية الروسية.
لكن أوضح آخرون أن هيمارس لن “تقلب الطاولة” فجأة، حيث قال مسؤول دفاع أمريكي كبير إن “هيمارس ستعادل الميدان”.
النطاق المحدود
كتب الرئيس الأمريكي في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الصواريخ المتطورة ستمكن الأوكرانيين “من ضرب أهداف رئيسية بدقة أكبر بساحة المعركة في أوكرانيا”.
لكن تخطط الولايات المتحدة لأن تحد من مدى الصواريخ التي تقدمها لأوكرانيا لتجنب استخدامها في ضرب أهداف في عمق روسيا.
ومنذ بداية الحرب في 24 فبراير/شباط، كانت الولايات المتحدة حساسة تجاه اتخاذ أي إجراء يدعم كييف من شأنه أن يستفز موسكو لتنقل الحرب إلى خارج حدود أوكرانيا.
وإذا قدمت الولايات المتحدة أنظمة ATACMS، سيكون لديها -نظريًا- القدرة على ضرب مراكز حضرية روسية كبرى وقواعد عسكرية، بما في ذلك المطارات التي تنطلق منها الهجمات على أوكرانيا.