عدنان علامه | كاتب لبناني
لقد كان هجوم السعودية على الوزير قرداحي مفاجئًا بسبب مقابلة أجراها في سهر آب الماضي، وقبل أن يصبح وزيرًا. وقد دعا إلى وقف الحرب العبثية وأن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم. وطالبوا الوزير قرداحي بالإعتذار والإستقالة. ورد الوزير قرداحي بانه لم يخطئ حتى يعتذر؛ فأعطت السعودية الأوامر لدول التعاون بمساعدتها في الهجوم ولبى حزبي المستقبل والقوات الإرادة الملكية وتبنوا موقفها.
*فمن ناحية مهنية بحتة يتم التعامل مع أي خبر قديم إذا حصل اي تطور أو معلومات جديدة حوله. اما نبش السعودية للماضي ومحاكمة الوزير قرداحي بمفعول رجعي بسبب تصريح قاله فإن الأمر يدعو للريبة والشك؛ والسعودية تريد بأي ثمن تحويل الأنظار عن الأحداث والتركيز على شخص الوزير جورج قرداحي. وهذا يدعونا لمراجعة الأحداث البارزة في السعودية والمنطقة لنتحقق مما حصل:-*
1-إنتشر على وسائل التواصل الإجتماعي بتاريخ 24 أكتوبر / تشرين الأول2021 فيديو يظهر فيه الحاخام اليهودي يعقوب يسرائيل هرتسوغ يرقص مع مواطن سعودي في الرياض.
2- أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” بأن طائرة إسرائيلية غادرت مطار بن غوريون الدولي مساء الاثنين الماضي، ووصلت إلى الرياض الثلاثاء، بعد أن مكثت خلال الليل في عمان.
وحسب مواقع تعقب حركة الطيران العالمية، فإن الطائرة وهي من طراز “بومباردييه تشالنجر 604″، أقلعت الليلة الماضية في تمام الساعة 23:21 من إسرائيل إلى الأردن، وبعد أن مكثت في مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمان ليلا، انطلقت الطائرة صباح الثلاثاء في الساعة 10:08 متجهة إلى مطار الملك خالد الدولي في السعودية.
ويأتي ذلك بعد يوم من هبوط أول رحلة جوية قادمة من السعودية في إسرائيل، حيث هبطت طائرة تابعة لشركة “رويال جيت” الإماراتية من طراز بوينغ 737 في مطار بن غوريون مساء الاثنين، حسبما ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست”.
3- أعلن الحوثيون، الخميس 21 اكتوبر/ تشرين الأول 2021، عن عملية هجومية إستهدفت معسكرًا سعوديًا، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات العسكريين السعوديين جنوب غرب المملكة.
وذكر المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن ضباطا سعوديين لقوا مصرعهم في عملية نوعية نفذتها القوة الصاروخية التابعة للجماعة، في جازان جنوبي السعودية.
4- هناك تقدم ملموس وسريع للحوثيين على جبهات محافظة مأرب وتسلم جبل مراد دون قتال؛ وتجري المفاوضات بين مشايخ القبائل لتسهيل دخول مأرب دون قتال.
5- فشل القوات اللبنانية في إشعال الحرب الداخلية بإرتكاب مجزرة الطيونة.
وبالتالي نستنتج بأن الهجوم على الوزير قرداحي ما هو إلا قنابل دخانية كثيفة جدًا للتعمية على التطبيع العملي مع الكيان الغاصب بعد ان كان سريًا. وكانت ردات الفعل كثيفة جدًا رافضة للتطبيع السعودي. وتوالت الضربات من الفأس على الرأس بقرب سقوط مأرب َوفشل إشعال حربًا أهلية في لبنان بالرغم من إرتكاب عناصر من القوات اللبنانية مجزرة الطيونة.
*ولا بد من درس ردود الفعل السعودية على بعض التصريحات الدولية لنستنتج سبب الهجوم على الوزير قرداحي بهذه القوة غير المسبوقة وفتح كافة الأبواق المأجورة عليه من كل حدب وصوب:-*
1-الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يكشف أسباب شطب التحالف من القائمة السوداء
المصدر: AFP
التاريخ:الخميس 9 يونيو/حزيران 2016
نتج عن إدراج الأمم المتحدة للتحالف العربي بقيادة السعودية في القائمة السوداء بسبب قتل الأطفال في اليمن، تهديدات من عدة دول بوقف تمويل الكثير من برامج المنظمة.
“وقال الأمين العام للمنظمة بان كي مون، الخميس 9 يونيو/حزيران 2016، إن قراره برفع اسم التحالف مؤقتا من القائمة السوداء التي تعدها الأمم المتحدة وتضم الأطراف التي تنتهك حقوق الأطفال في الصراعات المسلحة “كان من بين أكثر القرارات التي اتخذتها إيلاما وصعوبة”.
2- دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتاريخ 10 ديسمبر / كانون الأول2017 إلى إنهاء “الحرب العبثية” في اليمن، معربا عن أمله بضغط الإدارة الأمريكية على السعودية لتخفيف الأزمة الإنسانية التي تعصف باليمنيين.
فقد إتهمت أرفع منظمة في العالم تحالف العدوان بقتل الأطفال في اليمن. وفهددت السعودية بوقف مساهماتها في برامج المنظمة فرضخ بان كي مون ورفع إسم التحالف من القائمة السوداء وقال بحسرة: “كان من بين أكثر القرارات التي اتخذتها إيلاما وصعوبة”.
ولم نسمع اي رد سعودي على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بوقف الحرب العلثية في اليمن. وايضًا لم تستفز تصريحات ترامب وبطريقة تهكمية على الملك السعودي غيرة وحمية وشهامة المسؤولين السعوديين للدفاع عن كرامة ملكهم. وقالها ترامب صراحة بأنه على السعودية ان تدفع مقابل حمايتها فجاء ترامب وقبض الأتاوة والتي قدرت بمئات المليارات من الدولارات. وباتت السعودية بدون حماية امريكية بعد قرار بايدن بالإنسحاب من المنطقة، وقد وشاهدنا بأم العين الإنسحاب المذل للامريكيين من أفغانستان بعد ان امرت الإرهابيين من داعش والقاعدة من تكثيف الهجمات الإنتحارية.
وكلنا نتذكر قضية قتل وتقطيع جثة الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية. فقد نجحت السعودية نجاحًا باهرًا في شراء ذمم وضمائر مجلس الامن والأمم المتحدة وأمريكا وحلفائها الأوروبيين فضاعت المحاكمة العادلة لقتلته.
ولذا فإن إختيار الوزير جورج قرداحي ككبش فداء لتنفس فيه عن عظيم غيظها لهزيمتها المذلة في اليمن. فأرادت ان تنتقم من رجالات ومؤسسات خط المقاومة الذي كسر شوكتها. وما تصنيف السعودية لمؤسسة القرض الحسن بأنها مؤسسة إرهابية إلا دليل إفلاس وحقد أعمى بدلًا من أتخاذ قرارٍ شجاع يحفظ ما تبقى لها من ماء الوجه بوقف العدوان ورفع الحصار والتعهد بإعادة إعمار اليمن.
