رضوان الذيب | كاتب واعلامي
الحريري رفض نشر قوات تركية على الحدود اللبنانية – السورية ووافق على المصرية
ما قاله الشيخ صادق النابلسي في حوار تلفزيوني يكشف ما يخطط للبنان والمقاومة وسوريا من الولايات المتحدة الأميركية ويوضح الخفايا الحقيقية لما يجري في هذا البلد، ويقول الشيخ صادق النابلسي : «هناك شيء ما يتم تركيبه بين القيادة الأميركية العسكرية وقيادة الجيش اللبناني، وشعوري بأن زيارة السفيرة الأميركية والوفد الاميركي لغزة البقاعية لتدشين بئر ارتوازية هي اصلا تم تدشينها منذ سنوات لا يلزمها هذه الطائرات، لم يكن هدف الزيارة غزة البقاعية بل بلدة دير العشاير على الحدود اللبنانية السورية، ويتم التحضير فيها لاقامة مهابط لطائرات الهليكوبتر ويتم جرف الأراضي حاليا، وهناك شيء ما، يتم تحضيره من قبل الأميركيين على الحدود اللبنانية السورية، الأميركيون ربما يعملون لاقفال الحدود بين البلدين في وجه المقاومة او لعمل معين، ما هو هذا العمل لا اعرف؟ وبلدة دير العشائر تشرف على مناطق واسعة داخل سوريا، و هذا ما اريد ان انبه اللبنانيين اليه وما يخطط لبلدهم».
اما في السياسة واستكمالا لهذا العمل الميداني، يقول الشيخ النابلسي «طلب من سعد الحريري ان يوافق على نشر قوات تركية وقوات مصرية على الحدود بين لبنان وسوريا لإغلاق الحدود البرية بين الدولتين، والحريري كما نقل، رفض نشر قوات تركية ووافق على القوات المصرية» والسؤآل هل الأميركي مع المصري والاردني ربما والسعودي والإماراتي يحضرون لشيء ما على الحدود بين لبنان وسوريا لاقفالها او لعمل ما « هذا ما يخطط له الأميركي وعلى المواطن اللبناني ان يعرف ما يخطط لبلده، وهذا ما أحببت أن احذر منه».
حديث الشيخ صادق النابلسي تابعته معظم القيادات السياسية وبعضها طلب من معاونية نسخة كاملة عن الحديث، ونشر على مواقع لـ ٨ و١٤ آذار وغيرها، لما ورد فيه من معلومات هامة تكشف للمرة الاولى وهي حسب مصادر سياسية خطيرة، والأمور اكبر من حكومة وثلث معطل بل راس المقاومة َوحصارها، وحتى الآن لم يصدر اي تعليق عن الحريري واوساطه، وتضيف هذه المصادر ، ان واشنطن ودول الخليج لن يسمحوا بالاستقرار على خط طهران – بعداد- ذمشق- بيروت كونه يقلب كل معادلات المنطقة، ولذلك اقام الأميركيون قاعدة كبرى في دير الزور تشرف على معبر البوكمال وخط بغداد دمشق والان يتم استكمال المشروع بالانتشار في دير العشائر للمراقبة او ربما اقامة قاعدة عسكرية لمنع انتشار المقاومة على حدود الجولان وجبل الشيخ في مواجهة العدو بالتنسيق مع الجيش السوري.
وحسب المصادر السياسية، ان مراقبة الحدود اللبنانية السورية عبر أبراج ألمانية يشرف عليها ضباط اميركيون وبريطانيون والمان قائمة منذ ٢٠٠٧ في نقاط معينة على الحدود، وشرعت حكومة السنيورة هذا الاجراء ووافقت على تشكيل لجنة مشتركة من الجيش وهذه الدول، وحسب المعلومات ان ما تلتقطه الابراج لا يسلم للجيش اللبناني ولا للجنة المؤلفة المشتركة بل يذهب مباشرة إلى هذه الدول وربما الهدف الان توسيع رقعة هذه الابراج من وادي خالد حتى دير العشائر، وتؤكد المصادر ان نشر قوات دو لية على الحدود امر مطروح منذ سنوات وربما تم استبعاد فكرة القوات الدولية حاليا واستبدالها بقوات مصرية او تركية لقدرة هذه القوات على التعامل مع اهالي البقاع واللعب على الوتر الطائفي السني الشيعي، كما ان الأتراك لاعب أساسي في سوريا مع الارهابيين، وهذا الانتشار اذا حصل يمنع اي تواصل بين لبنان وسوريا وتحديدا بين المقاومة وسوريا، وهو مشروع ١٧ أيار جديد، و من رابع المستحيلات نجاحه وسيفجر المنطقة وليس لبنان فقط وبالتالي فإن إثارة ملف الحدود والتهريب في هذا الشكل وتضخيمه بظهر انه ليس بريئا مطلقا ويخفي وراءه مشاريع كبرى، علما ان وقف التهريب أمر بسيط ويقتضي رفع الدعم عن المحروقات لوقفه، ومن يعرقل هذا القرار بعض من الحكومة وتجار الاستيراد ليبقى «شماعة» للبعض للهجوم على المقاومة وبأنها تحمي ذلك لمصلحة سوريا.
من هنا تقول المصادر، ان ما يجري خطر واكبر من تشكيل حكومة وربما هناك مصلحة للبعض في الداخل والخارج من تعميم الاهتراء اللبناني على مختلف الصعد للوصول إلى الانهيار وفرض الشروط الأميركية بالتوطين وقطع التواصل بين سوريا ولبنان واسقاط العهد لهز بيئة المقاومة من خلال هذا النهج، مضافا اليه تعميم الجوع والفقر وقطع طرقات الجنوب والبقاع عبر فوضى منظمة بالتزامن مع حملة اعلامية عنوانها تحميل حزب الله كل ما يحصل في البلد.
وتؤكد المصادر، ان حزب الله سيحمي السلم الاهلي في البلد ولن ينجر للفتن، وصبره كبير وطويل ويراهن على حكمة اللبنانيين ووعيهم، ومصر على تشكيل الحكومة لاحداث إيجابية في البلد، لكن الخطورة تكمن في مواقف بعض القوى التي تتناغم مع التدخلات الخارجية، وقد وصلت تحركاتها إلى حد اتهام السيد حسن نصرالله البعض في الداخل بجر البلد إلى حرب أهلية من خلال هذه الممارسات.
ما يخطط للبلد في الكواليس الأميركية خطر جدا، وهدفه اغراق لبنان بالفوضى لمصلحة العدو وحصار المقاومة عبر إقفال المعبر البري الوحيد أمامها عبر سوريا، كما ان اقتراح قوات تركية قد يحقق المشروع التركي باقامة دفرسوار يمتد من إدلب حتى طرابلس، وبالتالي ما يخخط كبير وهذا يفرض الاسراع بتشكيل الحكومة وتقديم تنازلات من الجميع قبل فوات الأوان.