كتاب الموقع

ماكنزي في دير العشاير : مرقد عنزة ام مهبط للإرهاب ؟.

مفيد سرحال | كاتب وباحث لبناني .

ان زيارة كينيث فرانكلين ماكنزي قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي الى البقاع الغربي وراشيا منتصف الشهر الجاري وعملية الغطس في بئر غزة تمويها”قبل ان تجفف ثيابه شمس جبل دير العشاير وزئير الريح الهادرة المتدحرجة من منعرجات ووهاد ميسلون لا ريب انها حمالة احتمالات وولادة تساؤلات ، وبريد ميداني سريع لرسائل ممهورة بحبر الصلف والوقاحة ..ونذير خطب جلل سيتكشف تباعا عند ذوبان رأس جبل الجليد ،فالغازي ماكنزي رتبة ومرتبة في منظومة الانتشار الاميركي في الاقليم وليس العريف طنسا او المجند زخيا.
(ماكنزي) الباحث عن مرقد (عنزة) في جرود دير العشاير بمساحة مهبط طوافة طاف في تلك التخوم التي تشكل جغرافيا” رأس سهم مصوب الى دمشق ضلعاه مهابط مزعومة مزمعة وابراج بريطانية بل قل قلاع سبعة محصنة تحصينا منيعا بدروع صخرية وبنيان هندسي وقائي ناهيك عن المحتوى الاستطلاعي الفائق الدقة .
اما رأس السهم لمن لا يعلم او يبحث عن السيادة المتهالكة المتهتكة فيتمثل بالبرج الاميركي التجسسي الذي يرتفع 1700 م عن سطح البحر جرى تثبيته على يد طاقم عسكري اميركي عام 2018 في جبل دير العشاير حاملا لواقط حساسة وصحون واجهزة بث تتم تغذيتها بالطاقة الشمسية ويتفقدها الملحق العسكري الاميركي دوريا،ويتسق هذا البرج او عامود الارسال مع المرصد الاسرائيلي قبالة شبعا عند الطرف الجنوبي لجبل الشيخ المعروف انه اكبر نقطة تجسس يمتد نشاطها من البحر المتوسط حتى افغانستان والذي استحدث عقب حرب 73 التحريرية بعدما أزالت وحدات المغاوير في الجيش العربي السوري مرصد قمة جبل الشيخ بذلك الانزال الرأسي البطولي الشهير الذي حول مرابض مدفعية العدو الى آلات عمياء صماء غير ذات جدوى في التهديف .
اما سر عامود الارسال الاميركي المعروف بالبرج الاميركي المنشأ على ارض يملكها لبنانيون من دير العشاير،فلا يعرفه الا الراسخون في علم التقانة وتكنولوجيا الاتصالات والذي يلعب دون ادنى شك دورا وظائفيا تجسسيا خطرا للغاية على دمشق العاصمة وريفها والقنيطرة ودرعا وقسم من محافظة حمص وقد يكون مداه السويداء وكامل الحدود اللبنانية السورية والسورية الاردنية والسورية الفلسطينية بالتقاطع والتكافل وتبادل الرسائل الاستعلامية المشفرة والمرمزة والمفضوخة مع مرصد جبل الشيخ الاسرائيلي .
هذا العامود الاميركي عند الطرف الشمالي الشرقي لراشيا.. خازوق سيادي بامتياز واسفين استقلالي في قلب الجغرافيا والتاريخ سيما وان من راشيا بزغ فجر الاستقلال وعلى ابراج قلعتها هزم ابناء راشيا الابرار المستعمر الفرنسي بمئة شهيد ويزيد مؤرخة اسماءهم بلوحة تذكارية تخليدا لتضحياتهم،وعلى اسوار قلعتها صمد المقدم الشهيد عادل ابو ربيعة وثلة من عناصر الجيش اللبناني البطل مانعا العدو الاسرائيلي من تدنيس القلعة التاريخية ودخولها بعدما افترش العسكر اللبناني الارض امام آليات العدو عند مدخلها الجنوبي في حين كانت حامية الموقع جاهزة للقتال حتى الاستشهاد. فأين السيادة ياسادة ؟؟؟؟.
ماكنزي الباحث عن مرقد عنزة في تلك التلال السمهريات الشامخات قبالة قاسيون وعند منحدرات حرمون الشمالية في جبل دير العشاير وجبل المازر وسهل الدير ومنسيا ومنطقة تجمع القوافل الى فلسطين عند اطراف ينطا قبل ان يقيم المستعمر سدود الحدود الوهمية بين كيانات الامة وكبار السن يحدثونك عن الطريق الذي شقه الانكليز ابان الاستعمار مطلع القرن الماضي ولا زال ظاهرا للعيان بين لبنان وسوريا كشريان يربط الشام بفلسطين عبر وادي التيم اي راشيا وحاصبيا لكن الانكليز الذين وصفهم امير البيان في الشرق الامير شكيب ارسلان بالسوسة التي تنخر في عظام الامة تراهم اليوم يشقون الطريق لماكنزي وينخرون الحدود اللبنانية السورية بأبراج سبعة من دير العشاير مرورا بينطا ووادي الاسود وصولا الى جبل عيتا الفخار وتلال الصويري والمنارة حتى جبل مجدل عنجر ما يمكنهم من قراءة لوحات السيارات التي تعبر المصنع نحو الشام من الحدود الى بحيرة زرزر ويتموضعون كالفطر وينشطرون خطرا لئيما مقيما” في تلك المناحي لا يستأذنون احدا وينظِّرون للسيادة والاستقلال ويحضون المسؤولين اللبنانيين على تمكين الفعل السيادي الاستقلالي فيما سياراتهم رباعية الدفع التي تحمل لوحة موحدة 289 تسوح عسكرا وسفيرا وعسسا من بيادر العدس الى بيادرنا في الطرف الشمالي الشرقي لراشيا ، في حين لم نلمح صورة ايراني جال او صال ما خلا ايراني واحد ضل الطريق وبدل ان يذهب الى الجنوب من الساحل سلك طريق المصنع راشيا على غير هدى ومعرفة وتلقفته الاجهزة الامنية اللبنانية وسلمته لسفارة بلاده .
فالانكليز بارعون فنانون في تطريز وتشطير الحدود ولعبة ترسيم وصياغة الخرائط وحاذقون في اختراق البنى المجتمعية ومطابخهم الاستخباراتية تقدم الوجبات الجاهزة والخطط للكاوبوي الاميركي الارعن فالانكليز ومعهم الاميركيون ممثلون بكبير قومهم الميدانيين يدركون بالتأكيد وسعوا سابقا في السر والعلن بخلفية ان من يمسك مفاتيح البوابات الدمشقية من حرمون الى جبال القلمون يمسك بالقرار والخيار وتصبح معه الحدود والجغرافيا مباحة متاحة وان ننسى لا ننسى معارك الجرود التي خيضت بين عرسال والقاع والتي استطاعت معها المقاومة والجيش اللبناني والجيش السوري من الجهة المقابلة من اقتلاع الفطر المسموم الذي استنبت لغايات واهداف جرى الحديث عنها كثيرا لاسيما الربط والاتصال الجغرافي وخلق مديات حيوية وصولا للبحر.
وان ننسى لا ننسى ما تعرضت له قرى جبل الشيخ من حضر وعرنة وصولا الى رخلة من ضغط عسكري للارهابيين باشراف وتوجيه صهيوني غرضه وضع ابناء المنطقة بين خياري : سكين الذبح على يد الجماعات الارهابية او السكن في حضن العدو الاسرائيلي وان ننسى لا ننسى العروض التي قدمت للاهالي في تلك البقعة الاستراتيجية للتخلي عن الدولة الوطنية السورية والسماح للجماعات الارهابية بالعبور الى منطقة لصيقة بالحدود مع سوريا لاسيما منطقة المصنع لكن تمسك ابناء القرى بارضهم والتصاقهم الحميم بدولتهم وتضحياتهم الى جانب قوات الدفاع الوطني والجيش العربي السوري بدد ذلك المخطط الجهنمي وافشل اكبر عملية اختراق عسكري نوعي كان سيغير من طبيعة المعركة ويحقق اهداف العدوان على سوريا المتعدد الاطراف والرؤوس ويومها قيل ان بلدة حضر الابية العصية والدرع المكين والحصن الحصين لقرى وبلدات جبل الشيخ في المقلب الآخر لقرى راشيا ليست بوابة قرى جبل الشيخ الى دمشق وحسب انما عمامة جبل الشيخ ولم ولن تسقط..
ازاء ما تقدم يبقى ان ماكنزي الذي تقحَّم بوجه متجهم متفحم تلك التلال تاركا على صخورها ظلال كم هائل من التكهنات والسيناريوهات لعل اكثرها جهنمية وتأسيسا على الفشل الآنف الذكر بين حرمون والقلمون وضمنا وبالتأكيد القاطع الحاسم المصلحة الاستراتيجية الاسرائيلية في تقييد وتصفيد دمشق بالابراج واللواقط الالكترونية ، يرى مراقبون مختصون في الشأن الاستراتيجي والعسكري واستلهاما لما تمخض وتفتق عنه العقل الاميركي التخريبي في العراق وشمال سوريا والتجارب والوقائع المادية الصلبة لا تحتاج لكبير عناء في الاستدلال حيث تعمد القوات الاميركية الى نقل الارهابيين بالمروحيات وزجهم في المناطق الحساسة لقتال الجيش السوري او الاهالي كما حصل في مجازر السويداء لتخريب النسيج الاجتماعي السوري وسلخ المواطنين عن دولتهم خدمة لمآرب تفتيتية وشمال سوريا خير دليل كيف تم استيعاب المعتقلين الارهابيين من سجون بعض التنظيمات المحلية ونقلهم بالحفظ والصون بالمروحيات الاميركية الى البادية السورية سواء لتعطيل واعطاب عقد الطرق الرئيسية او لارباك وإشغال تموضعات الجيش العربي السوري وتأخير وتشتيت الحسم العسكري في اماكن اخرى فيما يستمر الاميركي في نهب الثروة السورية من نفط وغاز وحرق المحاصيل الزراعية في أدهى وأشنع وأبشع جريمة اخلاقية موصوفة عرفها التاريخ الحديث لتجويع وتركيع الشعب السوري وانهاك قدرته على الصمود وكل ذلك تحت عنوان محاربة الارهاب الداعشي فيما الغرض الرئيسي القطع بالنار تارة وباستنبات القواعد العسكرية الاميركية بين سوريا والعراق تارة اخرى لتجفيف هذا الشريان العسكري والاقتصادي الحيوي وبث روح الحياة بالارهاب لمنع النصر الناجز .
الآن وعلى وقع ازمة اقتصادية وانهيار مالي وانسداد افق سياسي يعيشه لبنان المخنوق بالنظام المالي العالمي الممسوك من الاميركان مع تزايد مؤشرات الانزلاق السريع الى الفوضى ووسط هذا الركام والحطام السياسي الاقتصادي والشحن والغليان المذهبي والطائفي يسهل تسلل المشاريع كما يسهل تمرير السيناريوهات لتحقيق اهداف امنية واستراتيجية تخدم اسرائيل بالدرجة الاولى وضمنا اميركا ودورها المحوري في الاقليم وفي معظم الساحات والمناطق الملتهبة ..
ازاء ذلك ما الذي يمنع الاميركيين من نقل العناصر الارهابية بالمروحيات تمويها تحت مسمى(البلاك ووتر ) المنظمة الاميركية المعروفة بدورها التخريبي في العراق وتحويل المنطقة المحيطة بدير العشاير الى مغناطيس لاقط للارهابيين من كل لبنان ونقطة جذب وتحشيد تتمدد وتتسع على حساب الجغرافيا اللبنانية والسورية والديمغرافيا وتضغط على بوابات دمشق والمصنع مع الاشارة الى ان الابراج البريطانية في البقاع الشمالي وفي عز الهجمات على الجيش اللبناني والقرى الآمنة في القاع كانت تشيح النظر عن حركة الارهابيين المرصودين بدقة متناهية من كاميراتهم الدقيقة ؟؟؟.
هل يفعلها ماكنزي ويخوض المعارك بالواسطة كعادة قيادته التي فبركت ودربت ونظمت وغطت ومولت وسهلت حركة الارهابيين في الاقليم في معارك غب الطلب وحيث تدعو الحاجة.
هذا السيناريو قد يكون كنز ماكنزي الامني والاستراتيجي المخبؤ وهدف زيارته الغامضة .
والسؤال الكبير المشروع ايضا في حال كان هذا السيناريو واردا ويجب التنبه له واخذه بعين البصيرة العاقلة سواء تحقق او لم يتحقق ما هو مصير قرى قضاء راشيا المنزرعة في قلب هذا المشروع من عيحا وكفرقوق وينطا وحلوى وعين عرب وبكا.؟؟؟
مع الاشارة الى ان لا تواجد عسكريا لحزب الله في هذه المنطقة ولا حركة عسكرية او ميدانية او امنية لعناصره كونها زاوية مطمئنة بالعلم العسكري لتغطيتها من قبل الجيش اللبناني المنتشر فيها بجدارة واقتدار ملحوظين.
وبالتأكيد ان الجيش اللبناني البطل ومن خلفه النسيج الاجتماعي في راشيا والبقاع الغربي النابذ الرافض لاي شكل من اشكال الارهاب تحت اي لافتة او عنوان المتماسك وطنيا لن يسمح بهكذا سيناريو مقيت بغيض وسيجهض الجيش اللبناني اي محاولة من هذا القبيل ووجوده ضمانة استراتيجية للبنان وسوريا في ذلك الجيب الاستراتيجي الهام الذي يعتبر العبث بتفاصيله الامنية والجغرافية من الخطوط الحمراء التي قد تشعل اوار مواجهات غير معروفة المدى والسياقات والنتائج لتداخل عوامل وحسابات اقليمية ودولية ليس بعيدا عنها الروس وحلفاؤهم مهما كابرت وتآمرت الرؤوس الحامية في الغرب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى