تحت العنوان أعلاه، كتب بيوتر ماكيدونتسيف، في “أوراسيا ديلي”، حول الأدوات التي تملكها واشنطن لتطويع أنقرة.
وجاء في المقال: تركيا حاليا في وضع صعب. فرغم وجودها في الناتو، لم تنضم إلى العقوبات المناهضة لروسيا، كما فعل أعضاء آخرون في الحلف. في الوقت نفسه، تحاول أنقرة الرسمية خلق صورة لنفسها كمركز قوة صاعد وأمل للمسلمين، ما يسمح لهم بانتقاد الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا.
في 9 آذار، تم الإعلان عن وقف عبور البضائع الخاضعة للعقوبات عبر الأراضي التركية. وأشارت صحيفة “كوميرسانت”، نقلاً عن مصادرها، إلى علاقة بين خطوة الجانب التركي هذه وزيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأخيرة.
إن تاريخ الترانزيت في حد ذاته يجعل المرء يفكر في مصداقية تركيا، التي تعد جزءًا من منطقة الجمارك المشتركة مع الاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا ننسى أن أردوغان لا يحتاج فقط إلى الفوز في الانتخابات المقرر إجراؤها في 14 أيار، إنما والتغلب على العواقب الوخيمة لسلسلة الزلازل. في مثل هذه الظروف، لن تخاطر السلطات التركية في العلاقات الاقتصادية مع الدول الأوروبية.
لدى الولايات المتحدة أيضًا منطقة أخرى لا تسمح لأنقرة بأن تنأى بنفسها عن الناتو، هي منطقة القوقاز. فالأمريكيون يدركون جيدا الأهمية التي توليها تركيا للتحالف مع أذربيجان.
حتى الآن، فرص انجرار تركيا إلى الحرب ضد إيران وأرمينيا كبيرة للغاية. في نهاية المطاف، حتى حليف لأذربيجان مثل المملكة العربية السعودية أقدم، بوساطة من الصين، على تطبيع العلاقات مع إيران.
بالطبع، المملكة العربية السعودية أقل شأناً عسكرياً من تركيا؛ وفي أذربيجان، لأسباب واضحة، يعدون الأتراك أقرب من العرب. ومع ذلك، فإن تطبيع العلاقات بين طهران والرياض يعني انخفاض عدد الدول الإسلامية المستعدة للمشاركة في الأعمال القتالية مع أذربيجان ضد إيران.
وهكذا، فلا يزال لدى الولايات المتحدة الكثير من الأدوات التي لا تسمح لتركيا بالبقاء على الحياد وتجنب المشاركة إلى جانب الغرب في المواجهة العالمية.