يمتلك الجيش السوري قدرة صاروخية كبيرة ومدمرة على مستوى الشرق الأوسط وتتفوق سوريا صاروخيا على الكثير من الدول العربية والإقليمية، وتعتبر القدرة الصاروخية للجيش السوري سرية لحد كبير.
ولكن المناورات الصاروخية المصورة التي أجراها الجيش السوري أظهرت جزءا من حجم القوة الصاروخية التي يمتلكها سلاح الصواريخ السوري.
وكان سلاح الصواريخ في الجيش السوري نفذ في عام 2011 مشروعا عملياتياً بالذخيرة الحية في ظروف مشابهة لظروف المعركة الحقيقية بهدف اختبار قدرة سلاح الصواريخ وجاهزيته في التصدي لأي عدوان، وأظهر المشروع عددا من الصواريخ السورية الفتاكة عالية التكنولوجية، حيث حقق سلاح الصواريخ نتائج نوعية متميزة أكدت الكفاءة العالية التي يتميز بها رجال الصواريخ في استخدام العتاد الصاروخي الحديث الذي يعد الذراع الطولى للجيش السوري.
يذكر أن تاريخ سلاح الصواريخ السوري يعود إلى السبعينات، فبعد حرب تشرين طلبت سوريا صواريخ Scud-B من الاتحاد السوفييتي وتسلمت أولى دفعات الـ”سكود” خلال عام 1974، وهو صاروخ باليستي تكتيكي، طور من قبل الاتحاد السوفييتي، خلال الحرب الباردة وصدرت بشكل واسع إلى دول أخرى لا سيما العالم الثالث. يبلغ مدى الصاروخ حوالي 300 كم، وقامت كوريا بدورها بتطوير الصاروخ في عام 1984.
خلال الثمانينيات تسلمت سوريا صواريخ “Tochka” بكميات كبيرة وتعتبر هذه من الأسلحة النوعية جدا التي تسلمها الجيش السوري بفترة الدعم السوفييتي الحقيقي بعد حرب82 (وتعتبر هذه الفترة هي الفترة الذهبية لبناء الجيش السوري والتي تضخم فيها بشكل كبير كما ونوعا. وهو صاروخ باليستي بنظام توجيه داخلي يبلغ مداه حسب الجيل بين 70 و180 كم، تم تصميمه أساسا كبديل عن صاروخ “لونا”
يعمل الصاروخ بالوقود الصلب ويتميز بسرعة تجهيزه للإطلاق، حيث يكون مجهزا داخل “كبينة” العربة، وتحمله عربة برمائية سداسية الدفع، يكون الصاروخ محفوظا فيها ضمن “كبينة” لها بابان أعلى العربة، ويمكن تجهيز الصاروخ وإطلاقه خلال 15 دقيقة.
كما تسلمت سوريا صواريخ سكود المطورة Scud-C خلال الثمانينيات من كوريا الشمالية. وفي بداية التسعينيات اشترت سوريا مئات الصواريخ Scud-C من كوريا الشمالية. وفي تموز 1992 كانت أول تجربة على صاروخ Scud-C.. وخلال التسعينيات أيضا كان هناك تقارير عن نشاط سوريا للحصول على تقنية تصنيع الوقود الصلب للصواريخ (فائدة هذا الوقود هو تقليل زمن جاهزية الصاروخ للإطلاق.
وفي عام 2000 كانت سوريا قد حصلت من كوريا الشمالية على صواريخ Scud-D الأكثر تطورا ودقة من الأجيال الأقدم من السكود. (هذا الصاروخ يبلغ مداه 850 كم…ووزن رأسه الحربي 1320 كغ… ودقة الإصابة 50 مترا). ونشرت تقارير استخبارية غربية في 2001 تشير إلى أن الصين وكوريا الشمالية وإيران ساعدت سوريا على تصنيع صواريخ Scud-D محليا. ولاحقا نشرت تقارير إسرائيلية تشير إلى أن سوريا تصنع سنويا 30 صاروخ سكود. تم تجربة هذا الصاروخ عام 2006 بتطوير سوري يزيد مناعته ضد الصواريخ المضادة لجهة القدرة على التشويش وإضافة تقنية انفصال الرأس الحربي خلال مسار التحليق.
بعد حرب تموز كشف عن جزء من البرنامج الصاروخي السوري عن صناعات صاروخية محلية غير معروفة من قبل وهي صواريخ M-302 وجد منها نسختين حسب تقارير إسرائيلية عن تحليل الصواريخ المستولى عليها في سفينة الأسلحة كلوس التي كانت مرسلة للمقاومة الفلسطينية في غزة. وهذه الصواريخ السورية بمدى 100 كم وصواريخ بمدى 180 كم. وتعتبر مستنسخة من صواريخ WS-1 & WS-1B الصينية. وصواريخ M-220 ذات مدى 70 كم وتعتبر مستنسخة من صواريخ الراجمة الصينية SR-5 بالإضافة لصواريخ الغراد المطورة بمدى 35 كم.
وخلال مناورات 2011 الصاروخية للجيش السوري كشف عن جزء آخر من ترسانة الصواريخ السورية وهي صواريخ “ميسلون” السورية والمستنسخة من صواريخ “زلزال2” الإيرانية (أو زلزال3) بمدى 210 كم، وعن صواريخ “تشرين” وهي صواريخ دقيقة الإصابة وهي نسخة من فاتح110 الإيرانية بمدى 300 كم.
هذه الأنواع التي تحدثت وسائل الإعلام عن وجودها في الترسانة السورية. ولكن لا أحد يعرف في الحقيقة ماذا يوجد في ترسانة الجيش السوري من صواريخ.