سلسلة التطورات التي أعقبت الانتخابات النيابية في العراق واحتجاج قسم من العراقيين على نتائجها، خاصة الأحداث الدامية يوم الجمعة الماضي في بغداد، أثارت الشكوك حول محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي في هذا التوقيت الحرج بالذات.
نورنيوز
في وقت مبكرّ من صباح اليوم الاحد، أصدرت الحكومة العراقية، بيانا أعلنت فيه استهداف منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بطائرة مسيرة مفخخة، لكن رئيس الوزراء لم يصب بأذى.
وبحسب معلومات حصلت عليها، فإن طائرة مسيرة حامت في محيط مقر إقامة الكاظمي في المنطقة الخضراء لأكثر من ثلاث دقائق، وبدأ طاقم الحماية بإطلاق النار عليها لإسقاطها لكنه لم يتمكن من ذلك.
ومع اقترابها من المنزل كثف إطلاق النار عليها بأوامر من مسؤولين في مكتب الكاظمي، مع اتخاذ إجراءات لحماية رئيس الحكومة، لكنها أسقطت ما تحمله من مقذوفات.
ووفقا لمعلومات، فإن المكان الذي استهدف، هو منزل الكاظمي الخاص، الذي كان مقرا لمؤسسة الذاكرة التي يقودها والتي تعنى بأرشفة الوثائق العراقية.
واكدت وزارة الداخلية العراقية، ان محاولة اغتيال رئيس الوزراء جرت بثلاث طائرات مسيرة، واصفة عملية الاستهداف بالعمل الارهابي.
سلسلة التطورات التي أعقبت الانتخابات النيابية في العراق واحتجاج قسم من العراقيين على نتائجها، خاصة الأحداث الدامية يوم الجمعة الماضي في بغداد، أثارت الشكوك حول مسألة هجوم الطائرات بدون طيار على منزل رئيس الوزراء العراقي.
تعقيباً على هذه المؤامرة الجديدة التي جاءت في وقت حساس للغاية، لابد من تناول بعض النقاط في هذا الصدد:
1- أي مغامرة جديدة من انعدام الأمن وعدم الاستقرار في العراق هي بالتأكيد ضد مصالح التيارات السياسية المتلاحمة وفصائل المقاومة التي ضحت بمئات الشهداء من أجل إرساء الأمن في هذا البلد.
2- المحتجون على نتائج الانتخابات العراقية، الذين يزعمون حدوث تزوير منظم في الانتخابات، قدموا مطالب سلمية حتى الآن، لكن قوات الأمن هاجمت وقتلت وجرحت مجموعة منهم خلال احتجاجات يوم الجمعة، لكن على مايبدو ان البعض غير مستعد للاستماع الى مطالب المحتجين، وعوضاً عن ذلك أمطرهم بالرصاص.
3- في الوقت الذي تسعى فيه لجنة تقصي الحقائق التي تم تشكيلها للتحقيق في أحداث يوم الجمعة الدامية في بغداد إلى تحديد العقول المدبرة ومرتكبي عمليات قتل المتظاهرين، فإن الهجوم على منزل رئيس الوزراء العراقي أدى بالتأكيد إلى تهميش أحداث يوم الجمعة وتجاهل مطالب المحتجين.
4- التغطية الواسعة والعدائية من قبل بعض الجهات ووسائل الإعلام والتيارات الموالية للغرب لغارة الطائرات بدون طيار على منزل الكاظمي واتهام فصائل المقاومة بالتورط في محاولة الاغتيال هذه هو موضوع آخر يثير الشكوك حول توقيت هذا الهجوم بالذات، خاصة وأن مثل هذه التصريحات والتعليقات في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية كان لها انعكاس واسع ومنسّق.
5- علاوة على ماذكرناه سالفاً، وما يزيد الشكّ شكاً هو عدم تفعيل الدفاع الجوي الأمريكي C_Ram، ومقره السفارة العراقية في بغداد لحظة غارات الطائرات المسيرة، اذ كانت الدفاعات الامريكي تستنفر لأدنى حركة تحدث في سماء العاصمة العراقية.
رغم ذلك، ستتكشف في الأيام المقبلة، من خلال إلقاء نظرة فاحصة على المعطيات المتعلقة بغارة الطائرات بدون طيار على منزل رئيس الوزراء العراقي، أبعاد وزوايا عدّة مبطنة تقف وراء محاولة الاغتيال هذه، والحقيقة التي لا يمكن إنكارها والتي يمكن الإشارة إليها من الآن فصاعدًا هي أن محتلو العراق عليهم الخضوع للقانون الذي أقره مجلس النواب الذي دعاهم لمغادرة البلاد، لكنهم عوضاً عن تحقيق مطالب الشعب حشدوا كل أدواتهم السياسية والأمنية والعسكرية لزعزعة استقرار العراق بغية إيجاد مبرر لعدم طردهم من البلاد.
موقع نور نيوز