العميد الركن ناجي الزعبي | باحث اردني في الشؤون السياسية والعسكرية
لم يعد خافياً الادراك الاميركي العميق للقوة الايرانية المتعاظمة والمدعومة بالظهيرين الروسي كقوة عسكرية متفوقة والصيني كقوة تقنية واقتصادية وعسكرية . وبأن ايران باتت صاحبة الكلمة العليا بمنطقة الخليج والمحيط الهندي والشرق الاوسط والوطن العربي خصوصاً بعد تعزيز التيار الراديكالي الايراني بفوز رئيسي ، وبأنها ماضية في تنفيذ توجيه المرشد الاعلى لكنس الوجود الاميركي من غرب آسيا موضع التنفيذ ، واي مراقب لما تتعرض له قوات الغزو الاميركي للعراق يدرك ذلك .
ولا حاجة للتذكير باسقاط القلوبال هوك واستهداف عين الاسد في سابقة تاريخية نوعية .
وبأن ايران باتت قوة اقليمية عظمى ودولية كبرى ، واقتراب توقيع الاتفاق النووي الذي نقضته اميركا سيعزز ذلك .
كما تدرك اميركا ان انصار الله الذين اضطروا ادارة بايدن للاعتراف بشرعيتها باتت رقماً اقليمياً صعباً ولاعباً عربياً ودولياً لا يمكن تخطيه وتذكر سيطرته على الممر الدولي باب المندب ، وتحوله لقوة يمنية حاسمة بعد اقتراب تحرير مأرب ذو الاثر الاستراتيجي .
هذا ما يكمن من اسباب خلف سحب القواعد والقطعات والمستودعات واسراب الطائرات الاميركية بالتزامن من قطر وافغانستان والسعودية بسبب تعاظم دول المنطقة وخطر تعرض هذه القواعد والقطعات الاميركية للصواريخ والطائرات المسيرة الايرانية ، واحتلالها للاردن مسبوقة باتفاقية عسكرية تضمن انتشار اثني عشر الى خمسة عشر قاعدة عسكرية صهيو اميركية على الارض الاردنية مسبوقة بقرار اميركي لاضافة العدو الصهيوني للقيادة الاميركية الوسطى السنتكوم ، اضافة لقاعدة انجرليك بمثابة مستوطنات صهيونية مشروعة بموجب الاتفاقية العسكرية الاردنية التي تبيح للجيش الاميركي ادخال من شاء ومن ضمن ذلك العدو الصهيوني دون الخضوع للاجراءات الرسمية الاردنية .
سبق تمهيداً لذلك جرت سلسلة من التعديلات الدستورية التي مهدت لهذا المشروع ؛ مثل قانون الجنسية الذي يسمح لمزدوجي الجنسية كالصهيونبة تولى مناصب رسمية ، وقانون الاستثمار الذي يسمح للصهاينة بالاستيلاء على قطعة اي ارض ومنشأة ومؤسسة بذريعة الاستثمار .
وسكة حديد حيفا بيسان الاردن ثم تمتد للرياض والوطن العربي ، وخط الغار الممتد من العدو الصهيوني للاردن .
هذه الخطوات بمثابة دور الوكالات اليهودية لكن بكلفة مجانية من حيث الاستيلاء على الاراضي الاردنية وتوطين الصهاينة بها ، ليصبح الاردن جزءاً من فضاء العدو الصهيوني الحيوي الجيوسياسي لانقاذه من ازماته الديمغرافية والامنية والاقتصادية والعسكرية والسياسية ، وتمكينه من الانطلاق لابتلاع العالم العربي والشرق الاوسط اقتصادياً بموجب مشروع الولايات المتحدة الابراهيمية التي تشمل الوطن العربي وتركيا وايران .
كما انها قوة عسكرية للحفاظ على المصالح الاميركية وهي :
• نهب الثروات والموارد والنفط العربي ، واستمرار فتح الوطن العربي اسواقاً للاقتراض
• ومقاومة المد القادم من سورية ومحور المقاومة .
وتوفير الامن والحماية لكلب حراسة المصالح الاميركية العدو الصهيوني المحاصر بالمقاومة اللبنانية من شماله ، وخطر اندلاع مقاومة شعبية متوقعة من الجولان ، والمقاومة الفلسطينية من جنوبه بغزة .
وتمهيد المناخات لقيام الولايات المتحدة الابراهيمية ، التي كانت قمة الشام الجديد اول خطواتها وبشرت بالسلام والدبلوماسية الروحانية الابراهيمية .
ان حصار لبنان ومحاولات تجويع شعبه واذلاله للاجهاز على المقاومة ، وتفكيك الاردن وانهاكه وتحطيم جهاز الدولة واضعاف قواته المسلحة يقدمه لقمة سائغة كخيار صهيوني اخير ينقذه من مصير الموت المحتم