علي نقر | ناشط سياسي – مقابلة مع موقع ايلنا الإيراني
اولا: لماذا استقال قرداحی؟ هل تمت الاسستقالة تحت الضغوط؟
إذا أردنا أن نعرف السبب الحقيقي وراء استقالة وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي الذي رفضها منذ اللحظة الاولى بل ربطها بآخر ما تبقى من كرامة شعب خاضع لحصار اقتصادي و سياسي عالمي والسبب انه شعب قال لا للمستعمر الجديد و قال أن فلسطين البوصلة الاولى مهما كان الثمن. إلا أن تسارع الاحداث التي حولت تصريح لشخصية مؤثرة مثل القرداحي قبل أي التزام سياسي حكومي و تضخيم الحدث لتحويل العداء من الغرف السوداء الى العلن و لو لم يكن القرداحي لكان شخصية
ثانية هذا التسارع الممنهج في الاحداث الذي قادته مملكةالشر مع مستعمراتها العربية التي لها حق الوصاية عليهم و تحويل جميع المواطنين اللبنانيين العاملين في الخليج العربي الى رهائن إقتصادية بيد اميركية يهودية تحت سيف عربي جاءت خطوة القرداحي لسحب الذريعة من إستغلال تصريحه و كشف المؤامرة المدارة خليجيا و كي لا يبقى ذريعة بيد مدعي السيادة المنبطحين في الداخل أمام المحور الصهيوسعوريكي.
ثانیا هل هذه الاستقالة ستحل المشاکل الموجودة بین السعودیة و لبنان بشکل جذری خاصة اشار قرداحی فی بعض تصریحاتی ان المشکلة لست انا بل حزب الله؟
حتى لو لم يستقل القدراحي و تمت إقالته في مجلس
الوزراء لن ترضى المملكة عن لبنان حتى يخضع للسياستها و محورها. الأمر لم ولن يكون سببه وزير بل هي ورقة ضغط لتقويض حزب الله و المقاومة في لبنان و هيمنة القرار الاميركي بالايدي السعودية
ونحن هنا أمام ثلاث مشاهد يمكن ان تُطبق معاً:
المشهد الاول هو تلقف الإستقالة بمباركة فرنسية سعودية على أن تعود العلاقات تدريجيا الى سابق عهدها مع نوع من المماطلةو الإمعان في المزيد من اذلال السيادة اللبنانية مقابل حصول لبنان على فتات من عائدات السياحة الخليجية و إغراقه بالمزيد من الديون الخارجية و تحويل الصراع من صراع دبلوماسي الى صراع إنتخابي تلعب فيه السعودية و فرنسا ومنظمات المجتمع المدني المدعومة أميركياً لمواجهة محور المقاومة والحيلولة دون حصوله على أغلبية نيابية تمكنه من تشكيل حكومة يكون فيها سلاح المقاومة شرعياً ضمن البيان الوزاري..
المشهد الثاني و هو مستوحى من البيان المشترك بين بن سلمان و ماكرون الذي اعلن شيطنة المقاومة وأعمالها السياسية و العسكرية و التلويح بمزيد من الضغط الاقتصادي و المزيد من العقوبات و زيادة الضخ الاعلامي الموجه من القنوات الاعلامية الممولة خليجياً
المشهد الثالث يتلخص بالحرج الذي شعرت به السعودية من قرارها الصبياني بعد أن جرّت معها بعض القطيع الأحمق ثم بحثت عن مخرجٍ للنزول عن شجرة التكبر فطلبت وساطة مسؤول غربي لتظهر بمظهر العقلاء و تعيد سفيرها لممارسة دوره التخريبي في بيروت مع حليفته الأمريكية.
ثالثا: ما هی دور فرنسا فی هذه الازمة؛ هل جاء ایمانوئل ماکرون الی منظتقنا لیعرف نفسه بطلا استغلالا هذه الازمة لحملته الانتخابیة؟
منذ اللحظة الاولى التي قسم بها الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية أراضي السلطنة العثمانية كان لبنان و ما زال في الحضن الفرنسي و تعتبر فرنسا نفسها الأم الحنون ولكن بالتعبير السياسي لا زال الرئيس الفرنسي أياً كان يلعب دور المفوض السامي يحدد ويدير الأزمات و العلاقات الخارجية، تحت ذريعة حماية المسيحيين وحقوقهم في الشرق وأن فرنسا صديق للبنان وهنا المفارقة متى أصبح المحتل و الجلاد صديقا للضحية
وعليه فإن زيارة ماكرون مع ما تحمله من مبادرة هي ليست الاولى خاصةً بعد أحداث الرابع من آب ولا يخفى على أحد المصالح الفرنسية السعودية المشتركة المعلن عنها في جريدة Financial Times البريطانية فيما يتعلق بشركات في مجلات الصناعات العسكرية بين شركة (إيرباص) و (فيجيك إيرو) الفرنسيتين و (ارامكو) السعودية فضلا عن موضوع ترسيم الحدود البحرية و الثروة النفطية و اطماع الشركات الفرنسية بها.
رابعا : قال الوزیر قرداحی ان الحرب علی الیمن لا یمکن ان تستمر الی الابد. کیفت تفسرون کلامه هذا؟
تعد الحرب على اليمن جولة قاسية من حرب كبرى تكلف السعودي مدعي العروبة مبالغ خيالية لو تم صرفها لشراء الماء فقط لكانوا أغرقوا جيش الاحتلال و حرروا فلسطين.
واليمن المنتصر اليوم سوف ينهي هذه العبثية ويعيد نفض الركام عنه بحلٍ سياسي لن يرضي أميركا وحلفائها و يكون بذلك آخر مسمار في نعش الوجود الاميركي في المنطقة الذي يتحضر لمواجهة العملاق الصيني محاولاً الحصول على أي مكسب يضمن له بقاءه ولو من نافذة في هذا الشرق. وعليه لن تدوم الحرب على اليمن طويلا مهما طال الزمن…
خامسا: تعودت السعودیةفی السنوات الماضیة بسیاسة تدخل المباشر فی شؤون الاخرین او ابتزاز عنهم او فرض وجهة
نظرها علی الدول العربیة کما اخذت رئیس الوزراء اللبنان الاسبق سعد الحریری رهینة او دعمت الارهاب فی سوریا و العراق او تدخلت فی البحرین لقمع الحرکات الثوریة او شن حربا مدمرة ضد الیمن، او او اعتقل اعضاء حماس فی المملکة او فرضت حصارا ضد جارتها القطریة او…./ برأیکم لماذا تتبع السعودیة هذه السیاسة و کیف ستؤثر علی مستقبلها هذه السیاسة من حیث مکانتها فی المنطقة؟
مملكة البقرة الحلوب التي عبر عنها الرئيس الاميركي السابق والتي تدفع جزية أمنها و أمانها كما صرح تحاول أن تجعل من نفسها زعيماً ناطقاً باللغة العربية بعد أن قبضت ثمن قضية فلسطين و شرف القدس و حملت لواء الخيانة فتراها تنهى عن المقاومة والعروبة و تأمر بالفشحاء والتطبيع، عبر تصدير الإرهابيين تارةً و مقاطعة دول تارةً أخرى فصلاً عن إعتقال نشطاء الرأي والمقاومة، وصولاً للطامة الكبرى و هي إعتقال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري و الإعتداء عليه جسدياً ونفسياً و إجباره على تقديم استقالته وإرسال سفرائها لادارة عملياتها و خرق سيادة الدول وكأنها تمارس دور الجندي المرتزقة للاميركي في المنطقة كل هذا لن يشفع بقاء حدودها المتعارف عليها حتى الآن و ملوكها يعرفون جيدًا حالة التشتت و الصراع فيما بينهم و المخطط الغربي للتقسيم و العقاب جاهز في حال لم تنفذ الاوامر فربما اليوم نحن امام مملكة واحدة تتحول الى اربع او خمس دول كما هو الحال في السودان والصومال و المخطط المراد تنفيذه في سوريا و العراق و حتى لبنان.
سادسا: برأیکم هل کانت هذه السیاسات ناجحة حتی الان ام دخلت السعودیة فی مستنقع من الاخطاء
سياسة التكبر و الاستعلاء اذا ما إجتمعت مع عناد و غباء المسؤولين و القراءة الخاطئة للجيوسياسية في المنطقة تعطي معادلة خاسرة لأي شخص يمتلكها و أكبر مثال على ذلك الخسائر والهزائم للعدو الصهيوني في المنطقة و مشروعه. و تحويل مملكة الشر الى مملكة اللهو بسياستها الداخلية وإرتهانها للقرار الاميركي الخاسر خارجياً لن يجلب لها سوا الخسائر المادية والاقتصادية والمزيد من الصراعات الداخلية في العائلة المالكة وبالتالي لن تخرج أبداً من مستنقع الوحل الذي تعيش فيه…
