لله والتاريخ القائد بشار الأسد زعيم أحرار العالم .
الدكتور محمد رقيّة | استاذ جامعي
إن من يقرأ الأحداث التاريخية منذ حرب تشرين التحريرية عام 1973 بشكل موضوعي وبعيدا” عن العاطفة والانفعال يجد أن أكثر شخص أساء للشعب والأمة العربية وخدم الكيان الصهيوني المحتل للأرض العربية هو الرئيس المصري الأسبق أنور السادات , فهو خان جيش مصر وشعبها أولا” وخان القيادة السورية والجيش السوري والشعب السوري ثانيا”وخان فلسطين والشعب الفلسطيني ثالثا”, من خلال عدم تنفيذه الخطة الموضوعة مع القيادة السورية في حرب تشرين التحريرية وتحويلها من حرب تحرير شاملة الى حرب مساومات أولا” .
ومن خلال الاتفاقات التي وقعها مع الكيان الصهيوني وكان آخرها اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 برعاية الصهيوني والثعلب الأمريكي كيسنجر, المتصهين أكثر من الصهاينة أنفسهم في الأرض المحتلة ثانيا”, والتي أخرجت مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني ثالثا”, لابل جعلت الحكومة المصرية حليفة للعدو الصهيوني في الكثير من المواقف . وساعدت العدو على اجتياح لبنان عام 1982 ووصوله إلى بيروت رابعا” , وإلى نقل منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت إلى تونس خامسا” ومهدت إلى ضرب منظومات الدفاع الجوي الصاروخية السورية في لبنان في هذا الاجتياح بعد كشف أسرارها , التي سربها السادات إلى الراعي الأمريكي من خلال تسليمه بطاريات سام 3 وسام 6 كاملة لدراستها سادسا” , مما اضطر القيادة السورية إلى الدخول في اشتباكات جوية غير متكافئة مع العدو الصهيوني ,.
لقد خاض الجيش العربي السوري برا” وجوا” معارك طاحنة مع الجيش الصهيوني لم يسجها التاريخ وحدثت فيها أكبر معركة جوية في التاريخ اشترك فيها 170 طائرة سورية , إضافة لمعارك الحوامات , التي قضت فيها الغازيل السورية على عشرات الدبابات والمدرعات الصهيونية , واشتهرت فيها معركة بيادر العدس – عيتا الفخار في 10 حزيران (التي شارك بقيادتها اللواء الراحل د. بهحت سليمان , طيب الله ثراه ) التي اعتبرت من أعظم معارك الصمود والانتصار التي غيرت مجرى معارك البقاع كلها وهزم فيها جيش الاحتلال شر هزيمة . لقد تم من خلال هذه المعارك ايقاف تقدم الجيش المحتل في منطقة البقاع الغربي والأوسط ومنعه من تحقيق خطته بالوصول إلى بعلبك وتكبد فيها خسائر فادحة في عناصره وآلياته توضحها جليا” التوثيقات اليومية لهذه المعارك .
وقد طرح القائد الخالد حافظ الأسد في سبيل تجاوز خروج مصر من معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني شعار التوازن الإستراتيجي مع العدو فعمل على دعم منظمات المقاومة الفلسطينية بكل الإمكانات المتاحة وساهم بتأسيس المقاومة اللبنانية التي نمت وكبرت وقويت حتى حررت الجنوب اللبناني من الإحتلال الغاصب عام 2000 وقبل رحيله بإسبوعين فغادرنا وهو مطمئن لمستقبلنا ، كما بادر الى تحقيق الوحدة مع العراق عام 1979 ، التي قضى عليها صدام حسين بانقلابه الشهير على القيادة العراقية .
وهنا أكمل الرئيس العراقي صدام حسين الدور السيئ للسادات من خلال :
1- ايقاف مفاعيل الوحدة مع سورية عام 1979 واعدام 55 شخصية قيادية عراقية وحدوية
2- شنه الهجوم على الثورة الإيرانية عام 1980 , التي طردت الاسرائليين وسفارتهم من طهران ووضعت مكانها السفارة الفلسطينية .
لقد استمرت الحرب ثماني سنوات قتل بنتيجتها ملايين الناس من الجانبين وتدمير اقتصادي هائل والعودة بنتيجتها الى اتفاقية الشاه عام 1975 .
3- احتلاله للكويت في آب من عام 1990 بضوء أخضر أمريكي
4- تحرير الكويت وتدمير الجيش العراقي في شباط من عام 1991 وحصار العراق وإرسال لجان التفتيش الدولية الأمريكية إليه , التي لم تترك شاردة أو واردة إلا وكشفتها للصهاينة ودول العدوان
5- احتلال العراق عام 2003 من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا بعد أن أصبح مكشوفا” لهم من خلال الحصار ولجان التفتيش واسقاط صدام حسين واعدامه لاحقا” بدعم كلي من ممالك الخليج . وكانت هنا الطامة الكبرى في تدمير هذه الأمة .
فمنذ ذلك الحين والولايات الأمريكية وزعيمتها الصهيونية العالمية تتحين الفرص لتدمير سورية والقضاء عليها لأنها القلعة الأخيرة الصامدة في هذه الأمة .
فجاء كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق صبيحة انتهاء المعارك في العراق إلى سوريا في 2 أيار 2003 حاملا” معه مجموعة من الشروط والإملاءات لتنفيذها والتي رفضها السيد الرئيس بشار الأسد جملة وتفصيلا في صفعة لم تراها الإدارة الأمريكية في أي دولة من العالم.
ومنذ ذلك التاريخ وهم يحاولون إسقاط سورية بشتى الوسائل ، فإصدروا قرار مجلس الأمن رقم 1559 عام 2004 لتصفية المقاومة وإخراج الجيش السوري من لبنان وعندما فشلوا في ذلك اغتالوا الحريري في 14 شباط عام 2005 وخرجت سورية من لبنان , ولم يكتفوا بذلك فقاموا بعدوان تموز عام 2006 الذي استمر 33 يوم للقضاء على المقاومة التي حررت الجنوب بدعم سوريا وفشلوا بهمة رجال المقاومة ودعم القائد بشار لهذه المقاومة سابقا” وأثناء العدوان ولاحقا” حتى وصلت الى ماهي عليه الآن .
بعد فشلهم في كل ذلك اخترعوا لنا الربيع العربي ( العبري ) , وهم يشنون منذ عام 2011 حرب عالمية على سورية لتحقيق هذا الهدف بضرب قلب محور المقاومة والممانعة ولكنهم فشلوا بعد أكثر من عشر سنين من العدوان بفضل صمود القائد العربي بشار الأسد , إن الصمود والتحدي الذي أبداه القائد بإرادته القوية ضد كل مختلف الضغوط العسكرية والسياسية والاعلامية والنفسية , والادارة المتميزة لهذا الصراع شكل العامل الأول في هذا الصمود المنقطع النظير والانتصار في الكثير من مراحله. وقد جاءت إرادة الصمود الشعبي من خلال إرادة صمود القائد , فقد أعطى القائد بشار الصمود للشعب ومن ثم اكتسب القائد الدعم والصمود من الشعب للاستمرار بهذه الارادة الصلبة المنيعة. كما أن صمود القائد مع الشعب أكسب حماة الديار المناعة الكبرى لإرادة الصمود والتصدي. وقد تجلى ذلك في كل المعارك التي خاضوها على مساحة الوطن وانتصروا فيها , وقد جاء دعم الأصدقاء عاملا” إضافيا” لتحقيق هذا الصمود الاسطوري. وها هي أبواب النصر ترتسم في كل مكان .
لذلك فإن الشعب كله مع سيادته بدعم ترشحه للإنتخابات الرئاسية للدورة المقبلة لنكمل النصر والتحرير بقيادته ونحتفل معه في ذرى الجولان وبوابات فلسطين .
تحية لقائد الصمود والتصدي والانتصار القائد بشار, فهو بحق زعيم الأحرار في العالم وأيقونة النضال لكل الشعوب المكافحة لنيل حريتها من قوى الاستكبار العالمي , التي تمثلها الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية . وتحية لجيشنا المغوار وشعبنا الصامد البتار وأصدقائنا أصحاب الوفاء والوقار .