كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني
تقديم ورقة عمل من التنظيمين وتشكيل لجنة مشتركة للمؤتمر
بدأت خطوة الاف ميل في استعادة الحزب السوري القومي الاجتماعي لوحدته التي تصدعت اثر الانتخابات التي جرت لانتخاب مجلس اعلى جديد من المجلس القومي في 13 ايلول الماضي الا ان نتائجها والتشكيك بالعملية والاتهامات بالتزوير ثم بالغدر وعدم الوفاء اضافة الى ان الدعوة لها ليس دستوريا مما يعني ان ما افرزته ليس شرعيا وهو ما فرض الدعوة الى مؤتمر قومي تليه الانتخابات وفق المادة 17 من الدستور وعليها استند رئيس هيئة مكتب المؤتمر حنا الناشف ودعا التنظيمين المنشقين الى حضور مؤتمر موحد تليه انتخابات حيث لاقت دعوته قبولا من التنظيم الحزبي الذي يرأسه وائل الحسنية ورفضا ثم تحفظا مقبولا من التنظيم الذي يرأسه الدكتور ربيع بنات وساهمت بذلك القيادة السورية في ان يقبل الطرفان بالاقتراح وانهاء الانقسام.
وبعد موافقة التنظيمين على المؤتمر الموحد والانتخابات،بدأ النقاش حول تاريخ انعقاده وهو الذي كان يؤجل بسبب وباء «كورونا» الى ان حدد الناشف موعدا في 16 و17 و18 تموز المقبل فتجاوب معه الحسنية وتأخر جواب بنات الذي عاد وابلغ الناشف قبل اسبوعين بموافقة المجلس الاعلى على حضور المؤتمر واجراءانتخابات، على ان تكون ادارته لتنظيمه ووفق التاريخ المحدد من قبله، لكن مطلبه هذا رفض من الناشف الذي توصل معه الى تاريخ 6 و7 و8 آب المقبل الا ان الحسنية رد بأن التاريخ يكون متفقا عليه بين الطرفين بالتنسيق مع هيئة المؤتمر لا سيما وانه حصل تجاوب من قبل تنظيمه على الموعد الذي حددته هيئة المؤتمر.
وامام هذا الخلاف على آلية تاريخ المؤتمر تم ادارته كانت دعوة من السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي للطرفين لعقد لقاء في السفارة يجري خلاله الحوار حول الآلية التي عليها يقوم الحل ما دام الطرفان وافقا على مؤتمر موحد وانتخابات ولبى الدعوة وحضرها كل من الحسنية والنائب اسعد حردان (جريدةالبناء) وبنات (مركز الروشة) اضافة الى الناشف والرئيس السابق للحزب فارس سعد حيث كان النقاش ساخنا في بدايته، وحضور بنات اللقاء متأخرا عنه، وبدأه بأن تاريخ 6 و7 و8 آب ثابت وادارة المؤتمر تعود لتنظيمه فرد عليه الحسنية وحردان بقساوة وان هذا الطرح لا يعني البحث في وحدة الحزب وفق ما كشف مصدر اطلع على ما جرى في اللقاء الذي كاد ان يفرط لولا تدخل الناشف مهدئا وساعده فارس سعد اضافة الى السفير السوري الذي بذل جهدا لعقد اللقاء وهو الاول بين الطرفين والذي تأخر نحو شهرين.
عن اللقاء الذي لم يحصل في مكتب نائب الرئيس السوري للامن الوطني اللواء علي المملوك، وغاب عنه بنات ورئيس المجلس الاعلى عامر التل (تنظيم الروشة) بعد ان التقيا المملوك في دمشق وعادا الى بيروت وتسبب هذا الغياب عن اللقاء الذي حضره الحسنية وهدد ان ضغوطا سورية على التنظيم الذي يرأسه بنات لتليين موقفه.
وخلص اللقاء في السفارة السورية الى ان يقدم كل فريق ورقة عمل يضع فيها رؤيته لآلية انعقاد المؤتمر والوصول الى اعادة الوحدة للحزب واجراء الانتخابات على ان تشكل لجنة تضم تسعة اعضاء يسمي كل طرف ثلاثة منها اي الحسنية وبنات وهيئة المؤتمر وتعتبر تحضيرية ولوجستية، وفق ما تكشف المصادر ويقع على اللجنة تثبيت تاريخ للمؤتمر قد يكون 6 و7 و8 آب او غيره لان الموعد لن يكون عائقا اذا ما انشئت لجنة للمؤتمر تعمل تحت سقف هيئة مكتبه التي يرأسها الناشف الذي سبق وشكل لجنة تحضيرية انبثقت عنها لجان متخصصة سياسية وعقائدية ودستورية واقتصادية الخ…
وباشرت عملها منذ اكثر من شهرين وصاغت اكثر من دراسة وبحث وورقة عمل.
وسيعقد لقاء بين الحسنية وبنات يوم غد الاثنين لتقديم كل منهما ورقة العمل التي اعدها فإذا صفت النيات وكان الهدف استعادة وحدة الحزب والنهوض به، فإن الثلاثاء يوم اخر يذهب الطرفان الى مؤتمر موحد بتاريخ متفق عليه ولجنة تحضيرية ودعوة المندوبين اليه لتحصل انتخابات دستورية.
فيوم غد سيكون للجواب النهائي بعد الاستعانة بصديق هو سوريا وسفيرها في لبنان وقيادتها في دمشق، حيث يبدو ان في قيادة الحزب من يسمع لنصائح دمشق.