يوسف جابر | كاتب وباحث سياسي .
قراءة سياسية لحال المواطن اللبناني لما قدم وأعطى الوطن من عمره لبقاء لبنان رمزا للعيش المشترك وانموذجا رائعا وطنيا وإنسانيا للعالم في مقاومته للعدو الصهيوني الغاشم منذ احتلاله دولة فلسطين العام 1948 واحتلال أجزاء من لبنان وقضمه للقرى السبع المحتلة وسرقته لمياه الشفة التي تنبع من ينابيع لبنان وجرها للكيان الصهيوني ألا وهي في عرفنا العربي فلسطين المحتلة.
إن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وبنيه.
حيث كان يجسد الحياة روحا وعملا لا أحد يعرف معنى المذهبية أو الطائفية التي أدخلت الى قاموسه جراء السياسات الصهيونية لتفتيت بنيته وشرذمة عقليته وزرع بذور الكراهية بين أبناء الوطن الواحد منذ العالم 1975 تاريخ بدء الحرب الأهلية وهي الفتنة التي رفضها أبناء لبنان الذين تربوا وترعرعوا على المحبة وحسن التواصل والعيش المشترك بأسماء علي والياس وخالد ومعروف الذين ما زالوا يجسدون الهوية اللبنانية الصحيحة في الداخل اللبناني كما في الإغتراب في الصناعات والتجارة سعيا لبناء الوطن ومواطنيه والحفاظ على كينونته بمعنى الوطن للجميع والدين لله الواحد الأحد.
لكن, وللأسف, جاء اتفاق الطائف المشؤوم بصلاحيات مذهبية ما أوصل اليه اللبنانييون نتيجة الخطابات من بعض رجال الدين وبعض السياسيين للعبث بمقدرات الدولة وتجييش عقول البعض لمصالحهم وليس للحفاظ على مؤسسات الدولة واعادة بنائها, وهنا يشهد التاريخ للموقف المشرف لفخامة العماد الرئيس اميل لحود الذي وحد وبنى مؤسسة الجيش الوطني, ووقف في وجه الكثيرين للحفاظ على تلك المؤسسة ودعمها في وجه الاحتلال الصهيوني جنبا لجنب المقاومة وكان تحرير أرض الجنوب المشرف بسواعد المقاومين الشرفاء #وبعض السياسيين.
لقد نال لبنان شرف التحرير على العدو الصهيوني ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بدعم مباشر من الجمهورية العربية السورية بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد طيب الله ثراه والجمهورية الاسلامية الايرانية, وقد كان خطاب النصر العام 2000 في بنت جبيل بمثابة هزة #لبعض العرب الذين تخاذلوا في دعم لبنان كما تخاذلوا في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته لتحرير فلسطين والقدس الشريف من الإحتلال الصهيوني.
تبقى سورية الأسد عنوان المقاومة ودعمها للمقاومين.
هذا لا ينقص شيئا من قوة وصلابة الشعب الفلسطيني بل كان المطلوب دعمه عسكريا وماليا أمام المحافل الدولية ليحرر المقدسات وهو أهلا للمقاومة والتحرير, لذلك على تلك الدول اتخاذ موقف مشرف ولو لمرة واحدة اتجاه فلسطين وشعبها الأبي المقاوم ليسطر التاريخ لهم العزة والمنعة بأخذ الدروس في الوطنية والعروبة من سورية الأسد.
عود على بدء..فإن التخاذل العربي قد أوصل الأمة العربية لما وصلت اليه في شرذمة البلاد وتبقى العروبة سيدة الأحكام.
إن الزعيمين الراحلين جمال عبدالناصر وحافظ الاسد يبقيان خالدين للتاريخ والأجيال مرصعان بأوسمة الشرف والعزة لتصديهم لتصديهم للعدو الصهيوني والجماعات التكفيرية المرتبطة بالمشروع الصهيوني الأميركي, وقد أنعم الله على هذه الأمة بالرئيس الدكتور بشار الأسد الذي لم يساوم أو يتنازل عن حق الأمة العربية وبقيت بوصلته الأساس تحرير فلسطين والقدس الشريف في دعمه لحركات التحرر العربي المقاومين المناضلين في فلسطين كما في لبنان.
الشعب اللبنانب يسأل ماذا قدمت بعض الحكومات في اعادة بناء الوطن والمؤسسات صناعيا واقتصاديا وزراعة لقد نجحوا في السياحة وليتها من سياحة كما نعرف السياحة بل كانت من نوع آخر.
لقد فشلت المؤامرات والتدخلات الخارجية رغم ارتهان البعض.
على المسؤولين الشرفاء العمل لإعادة صياغة دستور جديد أو مجلس تأسيسي ينصف الوطن وأبنائه ليعيد اللحمة الاجتماعية والاقتصادية ليعود لبنان منارة كما كان يتباهى به العالم بديمقراطيته الصحيحة, وينال المواطن حقه ليكون الولاء للوطن وليس للأشخاص.