ميخائيل عوض | كاتب وباحث
التقرير السياسي 22-11-2021
لبنان: يحتفل بالاستقلال بجوع الشعب ونهب حقوقه وامواله
فلسطين : تطلق حقبة المقاومة المسلحة والانتفاضة للتحرير التام
السودان: يهزم العسكر ويعيد ضبط التوازنات المجتمعية
فنزويلا : تنتصر لمادورا والشافيزيه فتهزم امريكا
الحالة:
- نفد قائد قسامي، استاذ معلم، وشيخ، وسجين محرر، من مخيم شعفاط في القدس، عملية عسكرية متقنه ومعدة مسبقا ومحترفه، وبسلاح ناري في القدس على مقربة من حي الجراح وعلى بوابة المسجد الاقصى، فاردى قتلى وجرحى من المستوطنين والمجندين، فاربك اسرائيل وقيادتها ومجتمعها ووضعها في حالة من عدم اليقين فخرج خبرائها يحذرون من انها عملية نوعية تؤشر الى دنو مرحلة المقاومة بالسلاح والانتفاض الشعبي الحاسم، ورصدت تقارير الاستخبارات الاسرائيلية مئات العمليات المسلحة في الضفة وتصاعد منسوب تهريب السلاح من الاردن ومن جنوب لبنان، ما يرسم علامات عن تحولات نوعية مستقبلية في الصراع العربي الاسرائيلي وفي مستقبل اسرائيل.
- انتجت الانتخابات المحلية في فنزويلا نصرا باهرا وساحقا للشافيزية كمؤشر عما ستكون عليه الانتخابات التشريعية والرئاسية وكمقدمة لالحاق هزيمة نوعية وتاريخية للتدخلات الامريكية في الدول والشعوب اللاتينية وانكسار حمالاتها وحصاراتها وفشل محاولاتها لتخريب الدول والمجتمعات بذريعة الديمقراطية ومقاومة الانظمة المعادية لها.
- احتفل لبنان بذكرى الاستقلال والحكومة مشلولة والاسعار تنهب المواطنين والدولار يحلق عاليا دون رادع او سقوف بينما الادوية والاغذية والخدمات في حالة انهيار وتراجع حاد.
في التحليل:
فلسطين:
دشن المجاهد الاستشهادي فادي محمود ابو شخيدم المناضل القائد والشيخ المعلم المسؤول في حركة حماس حقبة جديدة في كفاح الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين، فنفذ عملية متقنة بسلاح ناري في القدس وبجوار الاقصى وحي الجراح، وتبنت حماس حماس العملية. واشارت وقائعها الى انها متقنة ومخططة وقد شارك فيها مجاهد ثان نجح بالاختفاء لتشير وقائعها ونجاحها الى نضج الشروط والظروف وربما قررت المقاومة وحلفها الرد على الاعتداءات الاسرائيلية وارتكابات المستوطنيين العدوانية اليومية بتطوير اداء المقاومة من الانتفاض والتظاهر والاعتصام والدهس والطعن الى المقاومة بالسلاح تتويجا لمرحة جرى فيها اختبار كل الادوات بما في ذلك تصاعد عمليات استهداف الحواجز الاسرائيلية برشقات نارية، وقد اشارت التقارير الامنية الاسرائيلية الى تكاثر عمليات تهريب السلاح الى الجليل والضفة، ما خلق حالة من السعار والذعر في المستويات المختلفة في اسرائيل، بل وشكلت العملية تجديدا لفكر المقاومة ونهجها بعد عملية النفق، وقبل ان تتم معركة سيف القدس وانتفاضة رمضان المبارك سنتها الاولى في تذكير بان كل الجهود والمحاولات التي تبذل وتديرها مصر وقطر وامريكا ودول التطبيع والتحالف مع اسرائيل لعزل غزة وفصلها عن القضية الفلسطينية بدفعها للاهتمام بتمنيتها وفك حصارها واعادة اعمارها لم تجدي نفعا، ولن تجدي نفعا المحاولات لتعويم سلطة ابو مازن واجهزتها وقد جرت العملية في القدس ومن القدس ما يفيد بان المقاومة ومجاهديها الابطال قد ارسلوا رساله نارية لابو مازن واجهزة السلطة مفادها اننا قادرون وعندما يحين الوقت او الاوامر ستكون عملياتنا حيث نريد ولن تستيطع الاجهزة الحؤول دون ذلك.
عملية القدس ليست عابرة وليست كما سبقها انما تعطي ادلة ومؤشرات على نضج ظروف وشروط هبة فلسطينية جديدة يتشارك فيها الشعب في اراضي ال48 والضفة وغزة واللاجئين وستكون انتفاضة ومقاومة بالسلاح لكنس الاستطيان والحواجز العسكرية الاسرائيلية وادوات اسرائيل من اجهزة السلطة.
عملية القدس وضعت القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني على عتبة طور وحقبة جديدة مؤداها تحولات نوعية في الصراع وفي الاقليم.
السودان: هزيمة العسكر وانكسار الانقلاب.
جرت تطورات السودان على ما توقعناه، فالانقلاب قاصر وفاشل، والانقلابيون هواة غير متمكنيين ولا يجيدون فعل الانقلابية الشعبية او العسكرية، والزمن وزمن ثورة السودان وحيوية حركه السياسي ووعي شعبه لا يجيز لانقلابية طفيلية وصبيانية ان تهمين وتتمكن.
الشارع نهض في وجه الانقلابين وذرائعهم التافهة، واجراءاتهم القاصرة ولم يجدوا نصيرا او مؤيدا اقليميا او عالميا بل اشتدت الحملة عليهم وعجزوا عن احتواء الشارع او احتواء الضغوط الخارجية، فاضطروا الى التفاوض وقبول شروط المدنيين والافراج عن رئيس الحكومة المحتجز وتوقيع صك اتفاق يعيد السلطة التنفيذية للمدنيين وللحراك الشعبي والشارع وقواه.
في انكسار الانقلابين تحول نوعي في اتجاهات ومستقبل الحراك الشعبي في السودان ومستقبل السودان وخياراته ونجاح الحراك الثوري سينعكس في العرب والاقليم فللسودان تجربة ودالة في حيويته السياسية والشعبية وتجاربه.
لبنان : يحتفل باستقلاله وشعبه يجوع ويهيم على وجهه
اقام لبنان احتفالات ذكرى الاستقلال في ظرف سياسي واجتماعي واقتصادي غير مسبوق فقد نهبت واردات الدولة، ومدخرات المواطنين، وودائعم، وتعويضات العاملين واموال البلديات والضمان الاجتماعي ومدخرات النقابات والنقابات المهنية وتم تصفير موازنات البلاد وتحرير الاسواق وسعر العملة وترك المرضى بلا ادوية ولا استشفاء وتزداد ضغوط الازمات الحياتيه وتفتقد ابسط الحاجات وتزداد الاسعار بصورة فلكية.
فباي استقلال يحتفل المسؤولون؟؟
الاستقلال المنقوص بلغ ذروة ازماته، ودنت فرصة ان يستعيد الشعب اللبناني سيادته بانتاج استقلاله الحقيقي المشروط بالاطاحة بالمنظومة والطبقة والنظام السياسي الاقتصادي الذي وفر شروط النهب لمنظومة مافياوية مجرمة غير مسبوقة في تاريخ الامم والشعوب.
والذكرى في مرورها تعيد رسم الصورة امام اللبنانيين فلا استقلال بلا سيادة ولا سيادة بلا تحرر من سيطرة السفارات وولاءات الطبقة والمنظومة لقوى الخارج الذي اسندها وتبناها وامن لها فرص نهب البلاد والعباد، فالاستقلال المنشود مشروط تحققه بتحرير البلاد من هيمنة الطبقة والمنظومة واستعادة السلطة للشعب عملا بمقدمة الدستور- الشعب مصدر السلطات – واعادة هيكلة الدولة ومؤسساتها والنظام وتحريره من قبضة الزعماء والازلام والمحاصصات، والا فالكيان في خطر الزوال والنظام قد افلس وقد لا تمر ذكرى ثانية للاستقلال على لبنان الذي نعرفه وعلى شعبه الذي نهب تاريخه وحاضره ومستقبله من قبل حفنة تحاصصت وسرقت وتحاول البقاء لنهب ما تبقى وبيع اصول الدولة، فلا الحكومة فاعلة وليس من افق لتفعيلها في ظل التوازنات الجارية، وفي واقع تدخلات واوامر السفيرة الامريكية وعجز حركة الاعتراض الشعبي عن التوحد وانتاج قوة حاملة لمشروع تحرير لبنان من هيمنة المنظومة واعادة بناء نظامه وتجديد وظائف الكيان.
فنزويلا: توجه صفعة جديدة لامريكا
جرت الانتخابات المحلية الفنزويلية بطريقة سلسلة وديمقراطرية وحقق انصار الشافيزية انتصارات نوعية وباهرة في كل الدوائر بينما تراجع نفوذ وحضور القوى التي ناصبته العداء وعملت باوامر امريكية لتفكيك فنزويلا وافقارها ودفعها للحرب الاهلية للسيطرة على ثرواتها.
صمدت فنزويلا وانتصرت الشافيزيه بحكمه وحنكه ولانها ممثل للشعب وطموحاتها وتطلعاته وباسناد ودعم من القوى والدول الشريفة والمعارضة لسياسات الهيمنة والافقار والاستعمار الامريكية والغربية.
انتصار التيار الشافيزي واستعادته لعافيته والتفاف الشعب الفنزويلي حوله يمثل صفعة قوية وربما صادمة ولاجمه للادارات الامريكية قد يلزمها بعدم التدخل السافر مرة ثانية في اي من دول امريكا اللاتنية والكاريبي، وبهذا يمكن التثبت من ان السياسات والمخططات الامريكية تهزم في كل مكان وفي كل الساحات وتنهض الشعوب في مواجهتها في اطراف الدنيا الاربعة.