لبنان عاش جهنّم الانهيار والانفجار ويصارع في مواجهة تحالف المافيا
إذا كانت سنة 2019 تميّزت بسنة الثورة على الطبقة السياسية وبسقوط التسوية الرئاسية واستقالة الرئيس سعد الحريري وتكليف لرئيس حكومة فاقد الميثاقية السنّية هو حسّان دياب، فإن سنة 2020 أعادت بعض الروح لهذه الطبقة السياسية التي التقطت أنفاسها وأعادت تكليف سعد الحريري لتشكيل حكومة مهمة تنقذ البلد من حال الانهيار الاقتصادي والمالي وتدهور الليرة ولاسيما بعد كارثة الانفجار الضخم الذي دمّر بيروت نتيجة الفساد والإهمال وتحالف المافيا والميليشيا.
واستهلّت سنة 2020 بحبس أنفاس حول احتمال ردّ حزب الله على اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، وبأول إطلالة للرئيس السابق لتحالف رينو نيسان كارلوس غصن بعد هروبه من اليابان حيث قال “لم أهرب من العدالة بل من اللاعدالة والاضطهاد السياسي”.
وفي 21 كانون الثاني/يناير تصاعد الدخان الأبيض لحكومة حسان دياب بعد 33 يوماً على التكليف. وانطبقت مقولة “إشتدي أزمة تنفرجي” على حكومة اللون الواحد بعد إصرار رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية على الحصول على وزيرين مقابل ما سمّاه “جشع وطمع” رئيس التيار الوطني الحر وإلا يكون “المردة” خارج الحكومة.
وبعد 6 أيام على صدور مراسيم الحكومة حضر دياب وحيداً جلسة الموازنة، وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه “فعل السبعة ودمتها” لعقد الجلسة. وتمّ تمرير الموازنة بغالبية هزيلة في وقت فصلت جدران العزل بين النواب والمحتجين.
دفن التسوية
في 14 شباط/فبراير نعى سعد الحريري في ذكرى استشهاد والده التسوية الرئاسية، معتبراً أنها “أصبحت في ذمّة التاريخ”. وقد حيّد الحريري حزب الله وهاجم الوزير باسيل بقوله “كان المطلوب مني دائماً، أن أؤمِّن العلاقة مع رئيس الظل، لأحمي الاستقرار مع الرئيس الأصلي”. وفي هذه الذكرى عاد نجم الشقيق الأكبر لسعد الشيخ بهاء الحريري ليظهر على المشهد الداخلي.
في 20 شباط/فبراير حصل توتر عوني اشتراكي خلال تظاهرة عونية إلى مصرف لبنان ضد الحاكم رياض سلامة قيل إنها ستعرّج على منزل الزعيم وليد جنبلاط تزامناً مع بدء المحادثات مع صندوق النقد الدولي بعد الامتناع عن تسديد سندات اليوروبوند.
في 21 شباط/فبراير وصلت أولى الحالات بكورونا إلى بيروت على متن طائرة آتية من إيران، واستبعد وزير الصحة المحسوب على حزب الله إعلان حال طوارئ صحية ووقف الرحلات الجوية.
صفقة عامر فاخوري
في 17 إذار/مارس تمّ الإفراج عن المسؤول السابق في سجن الخيام عامر الفاخوري بصفقة أثارت الكثير من اللغط حول دور حزب الله ورئاسة الجمهورية، ونُقل الفاخوري إلى الولايات المتحدة قبل أن يلقى حتفه بعد أشهر نتيجة إصابته بمرض السرطان.
في 6 ايار/مايو تمّت الدعوة إلى “لقاء وطني مالي” في قصر بعبدا شارك فيه فقط عن المعارضة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعتلى منبر القصر ليهاجم سياسات العهد ويعلن عدم السير بخطة قبل أن تسدّ الحكومة مزاريب الهدر.
في 11 ايار/مايو بدأ فتح الملفات القضائية بدءاً بملف “الفيول المغشوش” وأطلّ رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ليفتح حرباً في وجه عون وباسيل، وإتهمهما “بفتح ملف الفيول لأن حرب الرئاسة بدأت عند باسيل”.
توتّر طائفي ومذهبي
في 7 حزيران/يونيو استحضرت بيروت خطوط التماس بين الشيّاح وعين الرمانة وترسّمت خطوط جديدة شيعية سنّية بين الطريق الجديدة وبربور، وإنفجر الاحتقان وإطلاق نار وشتائم وإهانات طالت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله رداً على هتافات “شيعة شيعة”.
في 27 حزيران/يونيو صدر قرار قضائي عن قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح يمنع السفيرة الأمريكية دوروثي شيا من الادلاء بتصريحات إعلامية بعد اتهامها أمين عام حزب الله بتهديد استقرار لبنان، ما أثار استهجاناً سياسياً وإعلامياً واسعاً وتأكيداً من السفيرة أنها لن تصمت.
كارثة بيروت
في 4 آب/أغسطس وقع الانفجار الضخم في مرفأ بيروت الذي كان أشبه بقنبلة هيروشيما وخلّف 200 قتيل و6 آلاف جريح وتهجير 350 ألفاً من بيوتهم المهدّمة والمتضرّرة. ونتج الانفجار عن اشتعال أطنان من نيترات الأمونيوم المخزّنة في العنبر الرقم 12 والتي اتهم جنبلاط النظام السوري باستقدامها لاستخدامها في البراميل المتفجّرة. فيما اتهم اللواء أشرف ريفي الحرس الثوري الإيراني بإرسالها لصالح حزب الله.
وبعد يومين على الكارثة وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول زيارة له من أصل إثنتين للتضامن مع الشعب اللبناني متفقّداً المرفأ والأحياء المتضررة، مُسقِطاً السلطة اللبنانية وكاشفاً خوف رموزها من مواجهة شعبها. وخاطبه لبنانيون غاضبون لا تحوّلوا المساعدات إلى الحكام الفاسدين. وقد إستُقبل ماكرون بالتصفيق وبهتافات Vive la France ووصل الأمر بالبعض إلى حد تمنّي عودة الانتداب الفرنسي.
استقالة دياب وتجربة أديب
في 10 آب/اغسطس أعلن الرئيس حسان دياب استقالة الحكومة بعدما قدّم أكثر من وزير استقالته كخطوة أخلاقية بعد انفجار العاصمة. كذلك قدّم 8 نواب استقالاتهم من المجلس النيابي وفشلت الاتصالات لتقديم نواب القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي وتيار المستقبل استقالاتهم بهدف افقاد البرلمان الميثاقية وفرض انتخابات نيابية مبكّرة.
في 18 آب/اغسطس صدر حكم المحكمة الدولية بإدانة سليم عيّاش بجريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وأعلن نجله سعد قبوله الحكم، ورأى “أن التضحية مطلوبة اليوم من حزب الله” وعبّر البعض في بيروت عن خيبة أمل من قرار المحكمة.
في 31 آب/اغسطس، سمّى 90 نائباً السفير مصطفى أديب لتشكيل الحكومة بعد تسميته من قبل رؤساء الحكومات السابقين، لكن التسوية التي رعاها الرئيس ماكرون لم تنتج حكومة، فاعتذر أديب عن عدم التأليف بعد 26 يوماً ودخل لبنان في المجهول.
لبنان الكبير وترسيم الحدود
في 1 ايلول/سبتمبر تمّ الاحتفال بولادة لبنان الكبير، ونُظّمت تظاهرة شعبية غاضبة في ساحة الشهداء تحت عنوان “غضب لبنان الكبير” تخلّلها هتافات ضد سلاح حزب الله ومواجهات مع الجيش وفرقة مكافحة الشغب.
في 1 تشرين الأول/أكتوبر أعلن الرئيس بري عن “إتفاق إطار” لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وانعقدت أكثر من جولة في الناقورة برعاية الوسيط الأمريكي قبل أن تتوقّف المفاوضات بسبب مطالبة الجانب اللبناني بمساحة بحرية أكبر.
تكليف بلا تأليف
في 8 تشرين الأول/اكتوبر يعلن سعد الحريري أنه “مرشح من دون جميلة أحد” قبل أن يتم تكليفه في 22 من الشهر ذاته من قبل 65 نائباً وامتناع 53 بينهم نواب أكبر كتلتين مسيحيتين. وفيما أعلن باسيل رفض إعادتنا إلى الوصاية السورية، قال الحريري إنه سيشكّل حكومة من اختصاصيين غير حزبيين.
في 6 تشرين الثاني/نوفمبر فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على باسيل بموجب قانون ماغنيتسكي بصفته الحليف القوي لحزب الله الموالي لإيران وبهدف تخفيف قبضة حزب الله على السلطة في لبنان. وردّ باسيل أنه “لا ينقلب على أي لبناني ولا ينقذ نفسه ليهلك لبنان”.
في 9 كانون الأول/ديسمبر وبعد 12 زيارة إلى بعبدا، وعلى وقع البلبلة من رفع الدعم من قبل مصرف لبنان حمل الحريري إلى عون تشكيلة كاملة من 18 وزيراً، لكن الطبخة الحكومية لم تنضج بسبب الخلاف على تسمية الوزراء والمداورة.
وبعد يوم واحد، سُجّل أول إدّعاء من نوعه على رئيس حكومة و3 وزراء بجرم الاهمال في إنفجار مرفأ بيروت، الأمر الذي دفع بالطائفة السنية إلى الاستنفار ورفض اعتبار رئاسة الحكومة مكسر عصا، وترافق مع زيارة للحريري إلى دياب الذي رفض الخضوع للاستجواب، في وقت سأل البعض لمإذا إغفال رئيس الجمهورية؟
حياد لبنان رداً على ربطه بالأجندة الإيرانية
واصل حزب الله ربط لبنان بالاجندة الإيرانية، وأثارت إطلالة أمينه العام السيّد حسن نصرالله في 3 كانون الثاني/يناير غداة اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني الكثير من الانتباه لترقّب ردة فعل الحزب على الخطوة الأمريكية، وقد أكد نصرالله “أن القصاص من القتلة المجرمين هو مسؤولية وأمانة”.
في المقابل، طالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في 5 تموز/يونيو بحياد لبنان، وفي إشارة ضمنية إلى حزب الله دعا إلى “فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحر” مؤكداً أنه “كما أن الشعب لم يركع أمام أي احتلال، لن يركع اليوم” الأمر الذي ذكّر بمواقف البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير ووقوفه في وجه الوصاية السورية على لبنان ودعوته إلى الاستقلال الثاني.
سعد الياس- القدس العربي
The post لبنان عاش جهنّم الانهيار والانفجار ويصارع في مواجهة تحالف المافيا appeared first on LebanonFiles.
الكاتب : Maria Wakim
الموقع :www.lebanonfiles.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2020-12-28 11:57:05
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي