كتب ابن البلد
في ظل المعطيين اللذَين يتخبط بهما لبنان :
-المخطط الامريكي.
-والفوضى الشاملة.
من الصعب جداً التكهن في لبنان بما ستؤول اليه الأمور، لكن أستطيع أن أجزم ألا حكومة في لبنان بعد اليوم، ما لم تحدث صدمة قوية للجميع، كدستور جديد للبلاد، او تعديل له، او الغاء الطائف ممارسة، وليس نصاً او حدثاً أمنياً.
حتى لو سمت الاستشارات النيابية غداً نجيب ميقاتي مكلفاً لتشكيل الحكومة، لن يكون حكومة برئاسته او حتى برئاسة سواه، وأيا يكن هذا السوى.
نعم قد تحصل حكومة مصالح مؤقتة لمجموعة قوى داخلية وخارجية تتحكم في البلد، لإجراء الانتخابات النيابية مثلاً، او ترسيم الحدود البحرية مع العدو، او انهاء ملفي التوطين والنازحين (وأيضاً مستبعد)، انما حكومة خلاص من المستحيل جداً، وذلك بناء للمعطيات التالية :
ميقاتي حالة متكررة ومستنسخة ومجربة عن الذين سبقوه، وحالة شبيهة بسعد من حيث توأمة مصالحه وعدم امتلاكه لقرار لقرار شجاع بلبنان اولاً، فلا يمكن ان يجمع بين متضادين متنافرين، بين طموح اميركا وحكومة موالية لإسرائيل وشروط المقاومة، وبين إرضاء جميع القوى ومصلحة البلد.
اذن سيصطدم كمن سبقه، بالثلث المعطل، او الضامن لأي طرف، وبتوزيع الحقائب السيادية، ونوع الحكومة،
”اختصاصيين، او تكنوسياسيين”، وعلى البرنامج الإصلاحي لوقف الانهيار المالي والاقتصادي والبيان الوزاري.
وسيدخل لعبة حرق المراحل وهدر الوقت، ولا يستطيع مواجهة المجتمع المدني الذي تصر امريكا بتمثيلهم في الحكومة بوزارتين اساسيتين.
ولن يخرج من عباءة رؤساء الحكومات السابقين، والقراءة في كتاب محمد بن سلمان وخطوط دار الفتوى الحمراء.
صحيح حزب الله ملتزم بتسهيل ولادة الحكومة كما وعد محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، مستشار الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل في زيارته الأخيرة للبنان، ولن يدخل في اشتباك مع الطائفة السنية، طالما اجتمعوا على تسمية ميقاتي، لكن لن يقبل ابداً على تهميش المسيحيين بالغاء صلاحيات رئاسة الجمهورية ومنع حق التيار الوطني بتسمية الوزراء المسيحيين، ولن يقبل بتكرار تجربة حكومة تتألف من مجموعة حكومات كما شاءت اميركا بحكومة حسان دياب، ولن يسمح للكارتيلات والوكالات الحصرية ان تبقى بيد فئة معينة من اللبنانيين، او منع الاستيراد من مصادر مختلفة.
وباقي القوى الأخرى على حالها، لم يتغير شيء في أجندتها، كموقف الراعي والقوات اللبنانية والكتائب، ووقوفهما على التل غب الطلب الأميركي، تحركهما عند الضرورة.
كل الاحتمالات غداً مفتوحة، من تأجيل الاستشارات وتكليفه، او عدم اكتمال النصاب لميقاتي او اعتذاره، او أنفجار شعبي وكل ما يخطر بالبال.
ما لم ترضخ، او تسمح سفارة عوكر بمؤتمر تأسيسي للبنانيين، لا خلاص للبنان والأزمة طويلة.